No Result
View All Result
المشاهدات 1
استطلاع/ هيلين علي –
روناهي/ ديرك- سبّب العدوان التركي والعنف المستمر من قِبل مرتزقته في مناطق شمال وشرق سوريا, إلى نزوح أكثر من ثلاثمئة ألف مواطن، وفي خضم الحرمان وعدم الاستقرار المصاحبان للنزوح، فإن الأمهات، يعتمدنَ على أي نوع من الدعم من أجل تغطية الاحتياجات الأساسية لعوائلهن في حين يتطلعنَ لمستقبل أفضل.
نزحت رمزية خليل البالغة من العمر 45عاماً وعائلتها من مدينتهم “سري كانيه” قسراً بعد أن احتلتها تركيا وجماعاتها المرتزقة من الجيش الوطني السوري ومرتزقة داعش والنصرة, منذ أكثر من شهرين مضت. واتخذوا ملجأ مع اثنان وخمسون عائلة أخرى نازحة في مخيم نوروز, الذي احتضن نازحي ضحايا الاحتلال التركي ومرتزقته, بعد سنوات على إيواء واستقبال مهجري شنكال الفارين من وحشية مرتزقة داعش الذين هم أذناب المحتل التركي.
تتشارك الأم رمزية مع فاطمة غازي زوجة ابنها البكر في تنظيف الخيمة وترتيبها والاهتمام بعائلتهم المكونة من ثمانية أشخاص, في حين تثير ذكرى هروبهم المرارة والحسرة لهن, خاصة أن الأحوال المعيشية في المخيم صعبة, والمخيمات باردة ورطبة, بالإضافة الى غياب خصوصيتهن كنساء داخل المخيم.
وفي لقاء لصحيفتنا “روناهي” مع الأم رمزية خليل التي دعتنا للدخول إلى خيمتها لشرب الشاي، أشارت أنها تحب زوار المخيم حتى ولو كانوا من الصحافة، حسب قولها, فأن الدعوة إلى الخيمة هي دعوة لإيصال صوتهم ومعاناة نزوحهم القسري للعالم, كما هو اكتشاف لأمنياتهم في العودة إلى ديارهم.
اضطرارهم للنزوح قسراً
وفي سردها لنا نوهت الأم رمزية أن حياتهم تغيرت رأساً على عقب, ولا سيما بعد اضطرارهم للنزوح قسراً من مدنهم وبلداتهم ومنازلهم، جراء العدوان التركي الذي بدأ في التاسع من تشرين الأول من العام الجاري, وأضافت بالقول: “لطالما لم يوقف أردوغان عن تهديداته في شن هجوم على مدننا الآمنة, لكن كنا قد اعتدنا ذلك وكنا نتابع حياتنا, ثم بدأ القصف بالطائرات وسبقه إطلاق القذائف، لذا اضطر الجميع للنزوح في محاولة لإنقاذ أرواحهم من همجية الاحتلال ومرتزقته, وهكذا تغير كل شيء للأسوأ, حيث اضطررنا للنزوح في البداية إلى تل تمر وبقينا هناك عدة أيام, ثم الحسكة وبقينا في إحدى المدارس، إلى أن حطت رحالنا الأخيرة في مخيم نوروز بديرك”.
وتابعت الأم رمزية قائلةً: “لم نعد نثق بأي دولة وعلى رأسها أمريكا التي كانت تدعي بأنها ستمنع الهجوم, إلا أنها كانت شريكة في هدر أرواح المئات ونزوح الآلاف من أهالي المنطقة”.
معاناة النساء في المخيم
وأردفت بالقول: “يعيش مئات النازحين في المخيمات وسط ظروف غير إنسانية, إلا أن النساء أكثر من تعاني من حياة الخيام وغياب الخصوصية، حيث يشتكين من الشوق الشديد للعيش في منزل له جدران, ومن جهة أخرى، فإن النساء اللواتي فقدن أزواجهن في هذا الحرب، يعانين معاناة حقيقية لتأمين لقمة العيش لأطفالهن أو معالجتهم من الجروح والإعاقات، التي ألمّت بهم خلال الحرب”.
أمنيات لوحدة الصف الكردي
وأكدت الأم رمزية قائلةً: “لا نريد شيئاً سوى أن يتحسن الوضع في مناطقنا وينتهي الاحتلال التركي وفاشيته المرتزقة، حتى نعود إلى منازلنا ومدننا، وتمنت وحدة الصف الكردي لمواجهة العدوان التركي وكافة الظروف والمؤامرات الدولية, كما تمنت النصر لقوات سوريا الديمقراطية”, مشيرة بأنهم إرادتهم وقوتهم الوحيدة التي لا يخيب الظن بهم.
استهداف إرادة المرأة ومكتسباتها
وبدورها حدثتنا النازحة قسراً من سري كانيه فاطمة غازي وقالت: “خلال الأزمات والحروب يظهر العنف بمستويات وأنواع مختلفة، ويكون الضحايا في الغالب من الأطفال والنساء، وهذا ما أراده الاحتلال التركي ومرتزقته, حيث استهدف إرادة المرأة ومكتسباتها”, وقالت: “لا نريد شيئاً سوى العودة إلى سري كانيه, وأن تنتهي معاناة نزوحنا الذي فرضه علينا الاحتلال قسراً”.
وتساءلت فاطمة: “كيف يمكن للعالم السكوت عن هدر دماء الأبرياء التي يريقها المحتل يومياً؟ كيف يمكن لأردوغان أن لا يملك ذرة من الضمير والإنسانية؟ لا يمكن السكوت عن قاتل النساء والأطفال ومهجرهم ومعنفهم”.
الأم سميرة وفاطمة من ضمن مئات الأمهات والنساء اللاتي هُجرنَ قسراً من منازلهن بسري كانيه، ولا يتمنين شيئاً غير عالم أفضل لأطفالهن وعوائلهن, ويشددن على أنهن لا يردنَ إلا السلام.
No Result
View All Result