No Result
View All Result
المشاهدات 1
تقرير/ يارا محمد –
روناهي/ قامشلو- تزداد معاناة المُهجرين قسراً من بيوتهم مع حلول فصل الشتاء، من بعد ما أُخرجوا من ديارهم نتيجة القصف الشرس من قِبل المحتل التركي ومرتزقته، راحلين إلى مناطق تنعم بالأمن والأمان دون سواها، وكلهم أمل بالعودة يوماً إلى بيوتهم وقراهم قريباً وطرد الغزاة منها.
قصصٌ بدأت ومعاناة لا تنتهي، مع حلول فصل الشتاء والبرد القارس القادم الذي لا يفرق بين نازحٍ ولاجئ، بين المشرد والمُهجر قسراً، خارجين بأرواحهم هاربين من نيران المدفعية، تاركين أحلامهم على قارعة طريق النزوح، لَعِب أردوغان الفاشي حرباً قذرة بالمرتزقة المواليين له من خلال دفعهم على القتال دون هدفٍ واضح ليحقق هو غاياته فقط، أخرج الآلاف من بيوتهم ليغير من التركيبة السكانية وإجراء التغيير الديمغرافي المبني على التعددية بجميع أطيافها وألوانها، وإحلال مرتزقة أغراب محلهم، يدفعهم بمسمياتٍ طائفية لسرقة ونهب الممتلكات العامة والخاصة، وسط صمتٍ دولي لهذه الانتهاكات بحق المدنيين العزل، دون هروع المنظمات الحقوقية والإغاثية لنجدتهم، ليبيتوا في العراء لأيامٍ ومن ثم التواجه نحو مناطق أكثر أماناً.
تحوّلت إلى مدينة الأشباح بفعل المرتزقة
وبهذا الخصوص كانت لصحيفتنا روناهي لقاءً مع المواطن المُهجر من مدينة /سري كانيه/، والذي حدثنا عن رحلة البحث عن مأوىً يحميه هو وعائلته من برد الشتاء، وكيفية وصولهم إلى مدينة قامشلو من بعد قصف المحتل التركي الذي طال البيوت والمدارس ليحولها من مساكن دافئة ومجمعات تربوية إلى رُكامٍ مدمرة، لتصبح المقاعد الدراسية شظايا خشبية بفعل طائراته ومدافعه، جاءت كلمات المواطن محمد صالح أمين كالتالي: “مدينة سري كانيه كانت تنعم بالأمن والأمان بفضل جهود الإدارة الذاتية الديمقراطية في تحقيق السلام، كانت مدينة تعج بالضحكات والأفراح، ومن ثم تحولت بين ليلةٍ وضحاها إلى مدينة كئيبة، أُخرجنا قسراً ليسكن محلنا أخرون، لا يعرفون سوى سفك الدماء، والتمثيل بجثث الشهداء، وسرقة ونهب الممتلكات، باتت مدينة تفتقد إلى أحبابها، إلى شيبها وشبابها، إلى لعب أطفالها، تغيرت من مدينة مليئة بالحياة إلى مدينة أشباح يسكنها إرهابيين”.
مقاومة قوات سوريا الديمقراطية تُكلّل بالعز
وتناول في حديثه عن أفراد عائلته المكونة من خمسة أولاد، متزوجين ومتواجدين في مدن مختلفة، إلا ابنته المتواجدة أيضاً في مدينة سري كانيه والتي أُخرجت هي وأولادها من بيتها قسراً بفعل المرتزقة الموالية للمحتل التركي، اتخذت منزلاً في مدينة تل تمر مأوىً يحميها هي وأولادها من البرد القارس المتربص بالأجساد، ولتبقى قريبة من مدينة سري كانيه وكلها أمل لتعود يوماً إليها، ولا بد أن يتحقق ذلك، وشدد أمين قائلاً: “المقاومة التي أبدتها قوات سوريا الديمقراطية تُكلل بالعز وتُكلل بالمجد”.
وأشار إلى أنه كان يقطن في قرية شيخ شبلي الواقعة على طريق تل حلف، وكان يعمل في فلاحة وزراعة أراضيه الزراعية من جني المحصول الزراعي، القطن، والقمح، مع وجود الأمان والسلام.
تاركين أحلامهم على قارعة طريق النزوح
وأضاف إلى حديثه عندما بدأ المحتل التركي بالقصف على مدينة سري كانيه وإجبارهم بالخروج من منازلهم كيف ما كان سيراً حين، وهرولةً في الحين الآخر، ومن ثم التوجه إلى مدينة تل تمر بواسط سيارة كانت تقل الكثير من حالاتهم المشابهة والمفروضة عليهم، راحلين تاركين تعبهم وشقائهم خلال سنوات من التعب والقهر لأناسٍ لا يعرفون الإنسانية.
وفي السياق ذاته أردف أمين عن رحلة الوصول إلى مدينة قامشلو قائلاً في حديثه: “من بعد التعب والإرهاق توجهنا إلى مدينة قامشلو، وبعض من الأهالي قاموا بإعطائنا بيتهم المتواضع لنستقر هنا، إلى حين العودة لمنزلنا، كما ساعدونا أهالي الخير والواجب كثيراً من فرش منزلي، ومواد غذائية وإغاثية، وإصلاح بعض الأعطاب الموجودة داخل المنزل، والمعيل الوحيد لدي هو ابني الذي يعمل في مشفى الشهيد خبات”.
واختتم المواطن المهجر من مدينة سري كانيه محمد صالح أمين حديثه قائلاً: “نعلم بأن بيوتنا قد نُهبت وسُرقت، كُسرت وهدمت، ولكن عندما ننقذ الأرواح ونقاوم المستعمر يدل على إن المقاومة مازالت مستمرة ولن تنطفئ بسرقة تلفازٍ أو برادٍ أو هدم مدرسةٍ، لأننا عائدون لبنائها ولن نرحل منها، أما عن دور المنظمات المحلية ومساعدتهم لنا فلم تتوانَ عن تقديم الخدمات الإنسانية، إلا إن للشتاء حاجيات ضرورية من مدافئ ومادة المازوت جُل ما نحتاجه يقتصر في هذين الشيئين، دام الأرض والوطن لنا وأدام علينا الأمن والسلام بوجود قوات سوريا الديمقراطية QSD”.
No Result
View All Result