No Result
View All Result
المشاهدات 5
وكالة/ هاوار –
كرّس حياته في سبيل الدفاع عن وطنه، خلال مسيرته النضالية وعمله الدؤوب في سبيل الدفاع عن الأرض والشرف، حمي رش قبل استشهاده بأيام طلب من عائلته أن يكتبوا على قبره “لا زلت مدين لوطني”، كان دائماً يقول لأولاده “بعد أن استشهد يجب أن تفعلوا ما فعله والدكم ويجب أن تدافعوا عن أرضكم”.
عُرف بأخلاقه الحميدة وحبه للوطن وترك أثر بين كل من عرفه، كرس حياته في سبيل الدفاع عن أرضه والتصدي لجميع هجمات الأعداء، شارك في كافة حملات تحرير روج آفا وشمال وشرق سوريا من المجموعات المرتزقة، منذ عام 2011 .
مكان ولادته ومسيرته
محمد فرحان صالح (حمي رش) ولد في ناحية عامودا عام 1987، متزوج لديه أربعة أطفال، وتتألف عائلته من الوالدين وسبعة شقيقات وثلاثة أشقاء، كبر وترعرع في ناحية عامودا بين عائلة وطنية.
درس محمد حتى المرحلة الإعدادية ولم يستطع إتمام دراسته بسبب الظروف المعيشية الصعبة على الرغم من حبه وتعلقه بدراسته، لذلك قرر أن يعمل سائقاً لحصادة زراعية.
تزوج محمد ورزق بأربعة أطفال، وكان يعرف بين أهالي ناحية عامودا باسم “حمي رش”، عند انطلاق ثورة روج آفا قرر محمد الانضمام إلى وحدات حماية الشعب وأعتبر الدفاع عن الوطن وحمايته هو من واجب كل فرد.
“نحن مُجبرون على الدفاع عن أرضنا”
ويقول والده فرحان صالح، بصدد استشهاد حمي رش “أبني الشهيد محمد رفع رأسي عالياً بنضاله وشجاعته وشخصيته الوطنية وأنا فخوراً لأني أصبحت والد الشهيد. أبني ترك عمله وذهب في طريق النضال والدفاع عن الوطن وكان يقول دائماً نحن مجبرون بالدفاع عن أرضنا وشرفنا”.
شارك الشهيد محمد في أول وأكبر حملة لوحدات حماية الشعب والمرأة بمدينة سري كانيه أثناء هجوم جبهة النصرة على المدينة أواخر عام 2012، وشارك في كافة حملات قوات سوريا الديمقراطية ضد مرتزقة داعش في مناطق شمال وشرق سوريا، وعلى الرغم من أصابته في سري كانيه، وناحية تل حميس عام 2014، لم يتردد محمد للحظة في مواجهة الأعداء والدفاع عن أرضه، وقبل استشهاده بأيام طلب من شقيقه عند استشهاده أن يكتب على قبره بأنه “لا يزال مدين لوطنه”.
ويقول شقيق الشهيد، مسعود فرحان صالح، الشهيد محمد بطبعه كان هادئ وخلوق ويعرف بين أبناء المنطقة بشخصيته القوية وجرأته، “محمد لم يتردد للحظة بالدفاع عن أرضه وشارك في معظم الحملات العسكرية في مناطق شمال وشرق سوريا، كان يعمل الشهيد محمد سائقاً على حصادة زراعية وأوضاعنا المادية بالحضيض”.
وأوضح مسعود، بأنه طلب من الشهيد حمي رش لعدة مرات العودة إلى المنزل والعمل على الحصادة الزراعية لسوء وضعهم المادي إلا أن حمي رش كان يرفض وكان يقول دائماً نحن مجبرون بالدفاع عن أرضنا وحماية أهلنا من المجموعات الإرهابية.
اكتب على قبري “لا زلت مَدين لوطني”
وبيّن مسعود أن الشهيد محمد قبل استشهاده بأيام طلب منه عند استشهاده أن يكتب على قبره “لا زلت مدين لوطني”، ويضيف مسعود “الشهيد حمي رش كان سنداً لأهله وكان محبوباً بين رفاقه وضحى بنفسه من أجل أن نعيش بسلام، وباستشهاده ترك بيننا أثراً كبيراً، فحزن عليه الصغير قبل الكبير”.
اعتنوا بأطفالي….
وبعد انضمام الشهيد محمد، إلى وحدات حماية الشعب تأثرت عائلته فقرر شقيقه ماهر فرحان الانضمام إلى وحدات حماية الشعب والدفاع على أرضه إلى جانب شقيقه محمد، ويقول ماهر بصدد انضمامه لوحدات حماية الشعب وتأثير حمي رش عليه، “في البداية لم أفكر بالانضمام إلى وحدات حماية الشعب، ولكن بعد انضمام محمد تأثرت به كثيراً لذلك قررت الانضمام والعمل في المجال العسكري”.
وأشار ماهر، إلى أن محمد قبل استشهاده بساعات اتصل وطلب منه عند استشهاده الاعتناء بأطفاله وخاصة أبنه الصغير شرفان الذي ينتظر بفارق الصبر عودة والده كما كان ينتظره سابقاً ليعود من الحملات العسكرية.
ماهر خلال حديثه عن حمي رش، جدد مرة أخرى عهده بالسير على خطا الشهداء ومقاومة الاحتلال التركي وكافة المجموعات التي تستهدف أهالي شمال وشرق سوريا.
‘علّمي أطفالنا على حب الوطن’
أما زوجة حمي رش، شيندار أحمد، فقتول بأن “محمد بقي 9 أعوام في خدمة الدفاع عن أرضه دون كلل أو ملل، طلبت منه عدة مرات أن يترك وحدات حماية الشعب بحجة لدينا أطفال صغار لكنه لم يسمع كلامي وكان الرد هو بأنه لن يترك رفاقه في الخنادق وسيبقى يدافع عن أرضه حتى تحرير كافة أراضي كردستان من يد الأعداء”.
وبيّنت شيندار، أن الشهيد محمد كان يوصيها دائماً بالاعتناء بأطفالها وكان يقول لها دائماً “علمي أطفالنا على حب والوطن والتمسك به، ويجب أن يسيرو على خطى الدفاع عن كرامتهم ووطنهم وأن يقوموا بإتمام دراستهم، كان دائماً يقول لأولاده بعد أن استشهد يجب أن تفعلوا ما فعله والدكم ويجب أن تدافعوا عن أرضكم”.
وأنهت شيندار حديثها قائلاً “تأثرنا كثيراً بشهادة محمد وتأثر كل من كان يعرفه وأنا فخورة لأن والد أطفالي أصبح شهيداً وسنبقى مرفوعي الرأس لأن والد أطفالي استشهد من أجل الدفاع عن أرضنا وكرامتنا”.
حمي .. حي في قلوب أبناء ناحية عامودا
رفيق درب المناضل محمد، جيا عامودا، والذي انضم مع حمي إلى وحدات حماية الشعب قال “أنا والشهيد محمد انضممنا إلى وحدات حماية الشعب منذ بداية عام 2011، وفي عام 2012 هاجمت جبهة النصرة والفصائل المسلحة على سريه كانيه في وقتها توجه إلى سريه كانيه والدفاع عنها، وشاركنا في كافة المعارك التي خاضتها قوات سوريا الديمقراطية ضد مرتزقة داعش”.
وبيّن جيا، بأنهم تأثروا كثيراً بالشهيد محمد وبشجاعته ومعنوياته العالية، وأضاف “أنه حي في قلوبنا وقلب أهالي ناحية عامودا، دائماً كان يقول يجب أن نحرر كافة أراضينا حتى أن نعيش بأمان واستقرار. نحن كرفاق دربه سنبقى على سير حمي رش وسنواصل النضال حتى تحرير كافة أراضينا المحتلة”.
وبعد هجمات جيش الاحتلال ومرتزقته على مناطق شمال وشرق سوريا في الـ9 من شهر تشرين الأول الفائت استشهد الشهيد محمد فرحان صالح أو كما يعرف (حمي رش) في الـ17 من تشرين الأول عام 2019 بسري كانيه، دفاعاً عن أرضه وكرامته ليصبح شهيداً من شهداء مقاومة الكرامة، ويبصم بصمة المقاومة في التاريخ.
No Result
View All Result