عبد الكريم عمر: “سنعمل على إدراج الجيش الوطني السوري على قائمة الإرهاب الدولي”

أشار الرئيس المشترك لدائرة العلاقات الخارجية للإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا عبد الكريم عمر إلى أن هناك العشرات من الوثائق التي تثبت جرائم حرب ارتكبها ما يسمى بالجيش الوطني السوري والذي يضم أمراء وعناصر من القاعدة وداعش وجبهة النصرة في مناطق شمال وشرق سوريا، وأكد: “ونحن على استعداد لتقديمها للجهات الدولية المعنية لإدراج هؤلاء المرتزقة على لوائح الإرهاب العالمي”، وأضاف: “يشن جيش الاحتلال التركي ومرتزقته من الجيش الوطني السوري والذي يضم قادة وعناصر من التنظيمات المُدرجة على لوائح الإرهاب العالمي كالقاعدة وجبهة النصرة وداعش هجمات متفرقة على شمال سوريا، وارتكب منذ بدء الهجوم في التاسع من تشرين الأول الماضي عدّة مجازر بحق شعوب المنطقة، بالإضافة لتنفيذ إعدامات ميدانية بحق المدنيين والساسة والكوادر الطبية، والتمثيل بالجثث ورميها في العراء”.

أطماع تاريخية باحتلال المنطقة

جاء ذلك من خلال اللقاء الذي أجرته وكالة هاوار للأنباء معه، حيث تحدث قائلاً: “إن ما يسمى بالجيش الوطني السوري لا علاقة لهم بالهوية السورية، ولا بالوطنية هذه الفصائل تشكّلت من قبل الدولة التركية الاستعمارية لمعاداة الشعب الكردي وكافة شعوب شمال وشرق سوريا، واستخدمت هذه المجموعات المرتزقة في حربها ضد مدينة عفرين أيضاً، وبعدها أفسحت المجال للمجاميع الأخرى وضمتهم إلى ما يسمى الجيش الوطني السوري لشن هجمات على شعوب المنطقة”.

وبيّن عمر بأن ما يسمى بالجيش الوطني السوري يتألف من 30 فصيلاً، خرجوا بالباصات الخضراء من ريف دمشق وغيرها من مناطق المصالحات، بعد خسارتهم للمناطق التي سيطروا عليها، ومُتهمون بارتكاب جرائم بحق الشعب السوري، مثل كتائب السلطان سليم، السلطان محمد الفاتح، والحمزات، وأحرار الشام، والمعتصم بالله، والعشرات من هذه المجموعات المرتزقة الأخرى. وتأسس ما يسمى بالجيش الوطني السوري في 20 أيار 2017، بذريعة توحيد تلك المجاميع المتطرفة في جسم واحد بعد خسارتها للكثير من المناطق التي سيطرت عليها في سوريا، إلا أن الهدف الرئيسي من تشكيل هذا الجيش هو استخدام الدولة التركية له في تحقيق أطماعها والتمدد في الأراضي السورية واحتلالها؛ لضرب شعوب شمال وشرق سوريا واحتلال مناطقهم، ويتقاضى هؤلاء المرتزقة أجورهم من دولة الاحتلال التركي وتدعمهم بالأسلحة والذخيرة والدعم اللوجستي والاستخباراتي والإعلامي”.

وكشف عبد الكريم عمر بأن لديهم أدلة ووثائق تثبت وجود قادة وعناصر لمرتزقة جبهة النصرة وداعش ضمن صفوف ما يسمى بالجيش الوطني السوري، وقال: “لدينا فيديوهات وصور تثبت مكان وتوقيت ارتكابهم لجرائم حرب، مركز البحوث التابع لدائرة العلاقات الخارجية جهّزت كل الوثائق والملفات التي تدين هؤلاء، أن لدولة الاحتلال التركي مآرب وأهداف تريد تحقيقها عبر ما يسمى بالجيش الوطني السوري. الدولة التركية تستخدم هؤلاء المرتزقة من أجل مشروع آخر ألا وهو التغيير الديمغرافي، معظم هؤلاء المرتزقة وعوائلهم يقطنون في منازل أهالي عفرين بعدما هُجّروا منها، والكثير منهم ليسوا من السوريين. نسبة الشعب الكردي في عفرين كانت تصل إلى 97% والآن لا تصل نسبتهم إلى 25%، ولا تزال الانتهاكات جارية بحقهم من قتل وخطف؛ لإخراج ما تبقى من السكان الأصليين، وتغيير كامل ديمغرافية مدينة عفرين، وتستكمل مشروعها الآن في كل من كري سبي (تل أبيض) وسري كانيه (رأس العين)”.

من الأهداف الأساسية التغيير الديمغرافي

وأوضح الرئيس المشترك لدائرة العلاقات الخارجية للإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا بأن مرتزقة ما يسمون بالجيش الوطني السوري يقاتلون الشعب السوري، وبشكل خاص أبناء شمال وشرق سوريا، ويُنفذون مآرب أردوغان الذي يحاول تشكيل حزام سني من المتطرفين على طول الشريط الحدودي بين شمال وشرق سوريا وتركيا، بالإضافة لاستخدامهم ضد الكرد وكافة شعوب سوريا.

وكشف عبد الكريم عمر زيف ادعاءات أردوغان حول إعادة اللاجئين السوريين إلى المناطق التي احتلها، بقوله: “أردوغان يريد الإظهار للرأي العام العالمي بأنه يقوم بمسألة إنسانية، ولكنه يريد أن يُوطّن المرتزقة وعوائلهم بمساعدة وأموال المجتمع الدولي والأمم المتحدة، وتغيير ديمغرافية وشكل المنطقة، وتهجير الكرد والشعوب الأخرى من موطنهم الأصلي، وبعد تهجير الكرد والسريان والأرمن والإيزيديين من مناطقهم في كري سبي وسري كانيه بعد احتلالها؛ دولة الاحتلال التركي الآن تُوطّن عوائل المرتزقة في منازلهم وبيوتهم”.

تهديد ووعيد لمرتزقة الجيش الوطني لشعوب المنطقة

وكذّب عمر الادعاءات التركية والتقارير الصادرة حول عودة النازحين إلى منازلهم، فقال: “النازحون من مناطقهم لا يستطيعون العودة إليها في ظل وجود هذه الفصائل الراديكالية الإرهابية المرتبطين بالدولة التركية؛ كونهم يرتكبون انتهاكات وإعدامات ميدانية، يومياً هناك فيديوهات للمرتزقة تُنشر على مواقع التواصل الاجتماعي، يهددون سكان المنطقة الذين يحاولون العودة إلى منازلهم، ويقولون بأنهم خنازير ومرتدين ويتوعدون بنحرهم ويحللون قتلهم”.

يخالفون القوانين والمواثيق الدولية

وشدّد الرئيس المشترك لدائرة العلاقات الخارجية للإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا عبد الكريم عمر على ضرورة وضع ما يسمى بالجيش الوطني السوري على لوائح الإرهاب العالمي، وطالب المجتمع الدولي بضرورة وضع هؤلاء المرتزقة على لائحة الإرهاب الدولية، كون الجرائم التي يرتكبونها مخالفة للقوانين الإنسانية والقوانين الدولية.

وتابع: “لقد رأينا كيف تم قتل الأمين العام لحزب سوريا المستقبل هفرين خلف من قبل هؤلاء المرتزقة، وقصف موكب منظمة بورما الطبية الأمريكية من قبل جيش الاحتلال التركي. لدينا العشرات من الوثائق والفيديوهات تُوثّق الجرائم التي ارتكبها الجيش الوطني السوري الذي يضم عناصراً من القاعدة وجبهة النصرة وأمراء من النصرة وداعش في مناطق شمال وشرق سوريا، ويتم تجهيزها الآن، ومستعدون لتقديمها للجهات الدولية المعنية بهدف إدراج هؤلاء المرتزقة على لوائح الإرهاب العالمي”.

واختتم الرئيس المشترك لدائرة العلاقات الخارجية للإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا عبد الكريم عمر حديثه بالقول: “لدينا وثائق تثبت التعاون والشراكة بين مرتزقة داعش والاستخبارات التركية، ووثائق تثبت كيفية عبور المرتزقة الذين ارتكبوا جرائم في الدول الأوروبية إلى تركيا، ولدينا وثائق وبالأسماء أيضاً تثبت هذه الجرائم، ونطالب بضرورة ضغط المجتمع الدولي على دولة الاحتلال التركي للانسحاب مع مرتزقتها من المناطق التي احتلتها، وفتح الطريق أمام عشرات آلاف النازحين للعودة إلى مساكنهم وبيوتهم الأصلية”.