No Result
View All Result
المشاهدات 0
حسام اسماعيل –
مع كثرةِ الأخذِ والرد بشأنِ الأزمةِ السوريَّة للوصولِ إلى حلٍ يُفضي لخروجِ الفاشي أردوغان من المُشكلة ِالعويصة التي وضعَ نفسه فيها أو ربما أرادها رغم عواقبها للهروبِ، ولو مؤقتاً من المشاكل الداخليَّة التّي يُعاني منها حزبهُ المُتصدع مع كثرةِ الانشقاقاتِ من قبلِ كبار الشخصياتِ المؤسسة لحزبهِ، كانَ لابدَّ للرجلِ من ترتيبِ أوراقهِ مع القوى الكُبرى المُتواجدة على الأرضِ السوريَّة من جديد، والاستفادةِ من الوقتِ الذي باتَ ينفذُ منه بعد المُؤشرات الخطيرة التّي بدأت تلوح في الأفق من قبلِ تلك الشخصياتِ المُنشقة أمثال داود أوغلو والرئيس السابق عبدالله غول، ونائب رئيس الوزراء السابق علي باباجان، مما يَدفع الرجل إلى سباقٍ مع الوقتِ لترتيبِ أوراقهِ، والعملِ قدر الإمكان لعرقلة أو منعِ تأسيسِ حزبٍ جديدٍ منافسٍ وقوي قد يُطيح به بشكلٍ نهائي.
طبعاً هذهِ الانشقاقاتِ الحزبيَّة كانت نتيجةً طبيعيَّة للسياساتِ الخاطئة، وغير المقبولة التّي يقومُ بها بشكلٍ فردي، وبنزعةٍ سلطويَّة بحتة، وما مُحاولة الانقلابِ التي شهدتها تركيا في 2016، والانشقاقات الحزبيَّة إلا تعبيرٌ واضحٌ عن تلك السياساتِ التي يُريد من خلالها قيادة الدولةِ التركيَّة نحو الهاويَّة، الآن بالرغم من الموقعِ الجغرافي والاستراتيجي لتركيا، والذي من المُفترض أن تستفيَّد منه في تعزيزِ تحالفاتها، وجعلها دولةُ جذبٍ من كل النواحي، إلا أن سياسة الرئيس أردوغان أوصلتها إلى عزلةٍ غير مسبوقة، وبدأت تعقدُ تحالفاتٍ شاذةٍ، واستفزازيَّة كما تحالفها مع دويلة قطر الداعمةُ للإرهابِ.
باعتقادي أنَّ ما يَفعله الديكتاتور أردوغان يجعلهُ في موقفٍ لا يُحسد عليه، مع اضطراهِ لمعاداةِ دولٍ، والتنافس معها على مناطق النفوذ كما يحدث الآن في سوريا الأمر الذي يجعلُ من دولته ِهدفاً لها، وستعمل هذه الدول بشتى الطُرق لإثارةِ المشاكل، والتدخل والتغلغل في سياسةِ دولتهِ للعملِ على إطاحتهِ بشتى الطُرق والوسائل، هذا الأمر يطرحُ سؤالً مهماً ألا وهو هل ترى الدُّول الكبرى في تركيا دولةَ تستحقُ تقاسمَ النفوذ معها؟، وهل تستطيعُ اللعب مع دولٍ كبرى كالولايات المتحدة الأميركية وروسيا الاتحادية.
عملياً أوراق الضعف والمآخذ في السياسةِ التركيَّة كثيرةٍ، والمراقب للوضعِ على الساحة السوريَّة، والدوليَّة بشكلٍ عام يَعرفُ تماماً، أنَّ التدخلات، والدعم التركي السلبي، وغير المَقبول أمامَ مرمى ومسمع العالم، في دولٍ تشهدُ توتراتٍ، ومشاكلَ داخليَّة بدأ بالازدياد، وسيَفتح المجال واسعاً مع سياسة الرئيس التركي العدائيَّة، والداعمة للإرهابِ لقلب الأوراق ضدها متى شاءت، لذلك سيكونُ التَّدخل التركي في سوريا هو بداية النهايَّة لأردوغان وحزبه.
No Result
View All Result