سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

معالم الأزمة الفكريّة

عبد الله أوجلان –
عليَّ التنويه سلفاً أني لن أُحَدِّدَ المهامَّ الفكريّةَ على أنّها تَكوينٌ للوعيِ بقوالبَ جاهزةٍ مُسبقاً، وبالتالي نَقلٌ إلى المُكَوِّنات. أولُ عملٍ يجبُ القيام به هو تقييمُ ظاهرةِ الفكرِ بذاتها. لَطالما يُقالُ أنّ «عصرَ التنوير» (أوروبا القرنِ الثامنِ عشر) هو الذي عَيَّنَ الحداثة. لكنّ الإباداتِ الجسديّةَ والثقافيةَ التي لا حصرَ لها، والمُطَبَّقةَ بشكلٍ ممنهجٍ على يَدِ الدولةِ القوميّة، وعلى رأسها إبادةُ اليهودِ عرقيّاً؛ قد أَلحَقَت الضربةَ المُميتةَ بمزاعمِ الحداثةِ في التنوير. إنّها اللحظةُ التي قالَ فيها المُفَكِّرُ أدورنو أنّه باتَ على جميعِ الأُلوهياتِ أنْ تَلتَزِمَ الصمت. وهي في الوقتِ نفسِه المَحَطَّةُ الأخيرةُ التي بَلَغَتها المدنيّات. إنّها لحظةٌ هامّة، بحيث من المحالِ خطو حتّى خطوةٍ واحدةٍ إلى الأمام، دون القيامِ بتحليلها. إنّنا نتحدّثُ عن لحظةِ الإفلاسِ التاريخيِّ والرياءِ والإبادة. ولا يُمكِن للنزعةِ الفكريّةِ أنْ تُجَرِّدَ نفسَها من هذه اللحظة، بوصفِها ممارسةَ التنويرِ والتوعيةِ وامتلاكِ العلم. بل ينبغي محاكَمَتها باعتبارِها أحدَ المُتَّهَمين الأوائل. بينما تَحميلُ الجُرمِ على عدّةٍ من أمثالِ هتلر، ليس سوى دعايةُ الليبراليّةِ الأفظعُ والأشنع. إذ لا يُمكِن إيضاحَ الحقيقةِ، ما لَم يُسَلَّطْ الضوءُ على النظامِ الذي غَذّى أمثالَ هتلر من المَهدِ إلى اللَّحد. وفي هذه الحال، تَكُون ثمّة خيانةٌ للحقيقةِ بأحسنِ الأحوال. ما دامَت وظيفةُ النزعةِ الفكريّةِ الأوليّةُ المتمثّلةُ في «تَقَصِّي الحقيقة» متعرّضةً للخيانة، وما دامت هذه الخيانةُ تُرتَكَبُ على يَدِ المُستَثمِرين والحَمَّالين الفكريين بِرَواجٍ شائع؛ فهذا ما مفادُه أنّه ثمّة أمورٌ ينبغي إعادةَ النظرِ فيها من الجذور. ومن دونِ تحليلِ المواضيعِ التي يجب إعادةَ النظرِ فيها جذريّاً في الميدانِ الفكريّ، فالوضعُ الذي سيتمُّ الولوجُ فيه لن يتمخضَ عن نتيجةٍ أبعدَ من التحوُّلِ إلى مستثمِرين وحَمَّالين فكريين جُدُد.
إنْ كان من المُحالِ تأمينُ سيرورةِ الأزمةِ الممنهجةِ العالميّةِ إلا بِحُكمِ الأزمةِ الطارئ، فإمّا أنّ عدمَ الحديثِ عن الأزمةِ الفكريّةِ يتأتّى في هذه الحالة من العمى، أو أنّه ممكنٌ بالتحوُّلِ إلى مستَثمِرٍ وحَمَّالٍ فكريٍّ للنظام، عَقيمٍ ولا فَلاحَ له. إذ أنّ مُفَكِّراً اعتياديّاً ذا كرامةٍ وعِزّة لن يَستَعصيَ عليه فهمُ كونِ الأزمةِ متعلّقةً أصلاً بالانسدادِ الموجودِ في الميدانِ الذهنيّ. علماً أنّ العلاقةَ بين بُنى النظامِ وذهنيّاته أَشبَهُ بالعلاقةِ بين الجسدِ والروح. فأزمةُ الجسدِ بُنيويّاً لا تقتضي أزمةَ الذهنيّةِ روحيّاً فحسب، بل وتَجعَلُها رائدةً لها. أي أنّ الأولويّةَ تَكمُنُ في الأزمةِ الروحيّة، لا الجسديّة. فكيفما أنّ موتَ الدماغِ برهانٌ قاطعٌ على موتِ الجسد، فالأزمةُ الذهنيّةُ أيضاً لا يُمكِن أنْ تَكُونَ إلا دليلاً جازماً على الأزمةِ البنيويّة. واضحٌ بجلاءٍ لا يَقبَلُ الجدل أنّ ما يُعاشُ هو أزمةٌ فكريّةٌ عميقة. والردُّ اللازمُ يتطلّبُ العُمقَ بحيث يستحيلُ تلافيها بالتحديثاتِ في بعضِ الميادين فقط. بل يقتضي الاهتمامَ والعنايةَ بتَحَوُّلِ النظامِ القائم. أي أنّ حلَّ أزمةِ النظامِ الفكريّةِ غيرُ ممكنٍ إلا بِتَخَطّيه هو، أي بـ»الثورةِ الفكريّة». وقبلَ التطرُّقِ إلى الثورةِ الفكريّةِ الراهنة، سيَكُون التنويهُ إلى بعضِ الأمثلةِ التاريخيّةِ مفيداً لأبعدِ الحدود.
حسبما يُمكنُ تفسيره، فأولُ ثورةٍ فكريّةٍ عظمى في التاريخِ حَصَلَت في ميزوبوتاميا في الحقبةِ ما بين 6000 – 4000 ق.م. إنّها الحقبةُ التي شُوهِدَت فيها قدرةُ المجتمعِ والقوى الطبيعيّةِ بشكلٍ شاملٍ لأولِ مرّة، واستُخرِجَت منها النتائجُ العمليّةُ ذات الأبعادِ العملاقة. إنّها الحقبةُ التي قالَ فيها جوردون تشايلد أنّه لا يُمكِنُ مقارنتَها إلا بأوروبا ما بعدَ القرنِ السادسِ عشر. والقسمُ الأكبرُ من المَكاسبِ الاجتماعيّةِ في يومنا، ذهنيّةً كانت أم أداتيّة، يَعودُ إلى تلك الحقبة. الثورةُ الثانيةُ الكبرى هي مرحلةُ تأسيسِ المدنيتَين السومريّة والمصريّة. وهي ستُبدي مهارتَها خلالَ الحقبةِ الأولى في تحويلِ مُكتَسَباتِ ثورتِها إلى نظامِ المدنيّةِ ذهنيّاً وأداتيّاً على السواء. فأغلبُ الاختراعاتِ والاكتشافاتِ في العديدِ من الميادينِ هي ثمرةُ التَطَوُّراتِ الفكريّةِ الثوريّةِ المُنجَزَةِ في تلك الحقبة، وفي مقدّمتها الكتابة، الرياضيات، الآداب، الطبّ، علم الفَلَك، اللاهوت والبيولوجيا. وسيَمُرُّ التاريخُ بتَعَلُّمِ وتَكرارِ هذه التطوّراتِ إلى حينِ قيامِ الثورةِ الإغريقيّةِ – الإيونيّةِ فيما بعد.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle