روناهي/ الحسكة ـ أكد الدكتور هوزان فرحان أنّ دولة الاحتلال التركي تسعى من خلال هجماتها تلك على مناطق شمال وشرق سوريا إلى ضرب مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية، وكذلك إبادة شعوب المنطقة ولا سيما الشعب الكردي، وتجزئة الأراضي السورية، وقال: “بعد ثورة ١٩ تموز التي انطلقت من كوباني؛ احتاجت مناطق شمال وشرق سوريا إلى إدارة تدير شؤون الشعوب بعد إخراج قوات النظام السوري من مناطقنا، فتشكلت الإدارة وحاولت بقدر استطاعتها تسيير أمور المواطنين وعدم خلق الفوضى من أيّ طرف كان من خلال تشكيل قوى أمنية تحافظ على أمن الشعوب، وتشكلت أيضاً قوى عسكرية باسم وحدات حماية الشعب وكانت التسمية دليلاً واضحاً على أن هدف هذه القوة العسكرية حماية شعوب المنطقة كافة”.
وأضاف: “تطورت هذه الإدارة، وأصبحت مثال يُحتذى بها بما مثّلته من مشاركة الشعوب كافة من كردٍ وعربٍ وسريان؛ استناداً إلى أفكار تتعلق بنظرية الأمة الديمقراطية، هذه الإدارة أخذت صيتاً واسعاً داخل سوريا وخارجها عند بعض الأحزاب والحكومات في أوروبا، فقد أرسلت دول عدة وفودها إلى مناطق الإدارة الذاتية، وشاهدت تلك الوفود هذه التجربة الرائدة بأم عينها، ولامست رضى الشعوب كافة عنها، وهذا النهج من ديمقراطية الشعوب لم تتعود عليه الأنظمة الحاكمة في منطقة الشرق الأوسط، فتلقت الإدارة الذاتية وما زالت تتلقى الهجمة تلوى الأخرى منهم، سواءً إعلامياً أو سياسياً أو عسكرياً وعلى منابر مختلفة”.
وبيّن فرحان بأن أكثر الدول عداء لهذا المشروع هي دولة الاحتلال التركي، حيث حاولت إفشاله بكل الطرق من دعم الكتائب المسلحة التي دخلت سري كانيه في 2012 ومن ثم داعش التي هاجمت شمال وشرق سوريا؛ لأن المشروع الديمقراطي للإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال شرق سوريا يتعارض مع المشروع الأردوغاني الإخواني الذي يريد أردوغان نشره في المنطقة والسيطرة من خلاله على دولها.
وأوضح الدكتور هوزان فرحان بأن خوف دولة الاحتلال التركي هو من الديمقراطية الحقيقية التي تعطي لكل ذي حق حقه، وتدعي أنّ أمنها القومي في خطر، وهذا محض افتراء.
ودعا الدكتور هوزان فرحان في ختام حديثه المجتمع الدولي والقوى الديمقراطية كافة في العالم إلى العمل من أجل إنقاذ ملايين من البشر في شمال وشرق سوريا من الإبادة الجماعية في ظل حرب شرسة من قبل الإرهاب التركي ومرتزقته، وناشد الجالية الكردية في أوروبا إلى القيام بالمزيد من الفعاليات السياسية والاجتماعية بين شعوب أوروبا من أجل التعريف بعدالة القضية الكردية، والضغط على حكوماتها لوضع حد لهذا العدوان الهمجي.
تقرير/ آلدار آمـد