أوغاريت بوست
وسط تراخي النظام السوري والإيفاء بتعهداتها إزاء العدوان التركي على مناطق شمال وشرق سوريا، ورغم الاتفاق بين قوات سوريا الديمقراطية والحكومة السورية القاضي بنشر قواتها على الحدود مع دولة الاحتلال التركي لإيقاف العدوان، يبدو أن قسد اضطرت للمضي قدماً بالاتفاق الأمريكي ـ التركي؛ لوقف إطلاق النار في شمال سوريا، حيث نفذت القوات أمس (الأحد) أولى خطوات وقف إطلاق النار في شمال سوريا، بالانسحاب الكامل من مدينة سري كانيه (رأس العين) شمال الحسكة؛ وذلك بعد 11 يوماً من العمليات العسكرية والقصف الجوي والبري العنيف، والذي لم تتمكن دولة الاحتلال التركي والآلاف من الفصائل الموالية لها من التقدم والسيطرة عليها، حتى بالرغم من استخدامها للأسلحة المحرمة دولياً (حسب تقارير طبية ومنظمات دولية) في سعيها للسيطرة على سري كانيه.
ومن جهة أخرى، يبدو أن روسيا فرملت تحركات الجيش السوري باتجاه الانتشار على الحدود الشمالية من سوريا مع تركيا؛ وذلك بانتظار ما ستؤول إليه الأمور في اللقاء المرتقب بين بوتين وأردوغان في سوتشي غداً (الثلاثاء)، وأشارت أوساط سياسية إلى أن قسد تنفذ التزاماتها بوقف إطلاق النار، في ظل ضبابية الموقف الروسي، الذي وإن أعطى بداية ضوء أخضر لجيش النظام السوري للتقدم في بعض المناطق شمال سوريا، إلا أنه سرعان ما فرمل هذا التحرك بانتظار ما ستسفر عنه المباحثات مع الدولة التركية المحتلة.
وفي غضون ذلك؛ تحدث السيناتور الأمريكي ليندسي غراهام المقرب من ترامب، في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز الأمريكية، عن تفاؤله بما يمكن للولايات المتحدة أن تحققه من حلول تاريخية طال البحث عنها في سوريا، إذا لعبت أوراقها بشكل صحيح. وقال غراهام أن ترامب أوضح له، أهداف واشنطن في سوريا، وهي منطقة منزوعة السلاح بين دولة الاحتلال التركي والكرد، مؤكداً: “إنّ المنطقة منزوعة السلاح التي من المزمع إنشاؤها في شمال سوريا ستسيطر عليها قوات دولية وليست أمريكية، ولكن واشنطن ستوفر الغطاء الجوي. ترامب يقدر ما فعله الكرد، وأعتقد أننا سنظل حلفاء لهم، حتى لا يعود داعش للظهور من جديد من أجل حماية أمننا القومي، وهو ما ندين به للكرد”.
وتابع: “ترامب يضع حقول النفط نصب عينيه، ونحن لا نسعى فقط إلى منع الإيرانيين والنظام من السيطرة عليها، بل إننا في طريقنا لخطة عمل مشتركة مع قسد لتحديث حقول النفط تلك، وضمان أن تكون عائداتها لقسد، وبهذا سيكون بإمكانهم المساهمة مادياً في هذا الالتزام مستقبلاً، سنتمكن من تحقيق أهدافنا والإبقاء على هزيمة داعش من خلال مجموعة صغيرة من الجنود، وإذا تخلينا عن الكرد؛ فإن داعش سيعود”.
حديث السيناتور الأمريكي يفتح الباب أمام سيناريوهات متعددة للمنطقة، قد تعيد خلط الأوراق من جديد، وتأمين مناطق مستقرة لحلفاء واشنطن ووقف التدخل العسكري التركي أيضاً، إذا ما تم بالفعل نشر قوات فصل دولية على الحدود بين دولة الاحتلال التركي وقسد؛ الأمر الذي سينهي الحرب لسنوات وربما لعقود، وقد تذهب بدون رجعة.