بوتين والضوء الأخضر لأردوغان باجتياح شمال وشرق سوريا

نوري سعيد –

بعد لقائه الأخير مع بوتين؛ صرح أردوغان أنه سوف يجتاح شمال وشرق سوريا في بداية تشرين الأول القادم، وسوف يعمل على توطين مليون لاجئ سوري في المنطقة، ولن يسمح بإقامة منطقة آمنة للإرهابيين ويقصد وحدات حماية الشعب والمرأة وقوات سوريا الديمقراطية. بعد الاتفاق مع الأمريكان وقوات سوريا الديمقراطية، على إنشاء مركز عمليات مشتركة والقيام معاً بدوريات مشتركة لحماية الشريط الحدودي بين سوريا وتركيا وبمشاركة المجالس العسكرية المدنية المحلية، وتم ذلك حتى الآن عدة مرات بين كري سبي (تل أبيض)، وسري كانيه (رأس العين).

إن دلّ هذا على شيء؛ فإنه يدل على اتفاق سري بين روسيا ودولة الاحتلال التركي، بمقايضة إدلب مع شمال وشرق سوريا، بالرغم من تصريحات المسؤولين الروس بأنهم حريصون جداً على وحدة وسيادة الأرض السورية. ولكن؛ يبدو أن روسيا مستعدة أن تتخلى عن كل ما يتعلق بالسيادة السورية في سبيل إبعاد دولة الاحتلال التركي عن أمريكا وحلف الناتو، وإلا ما سبب الانحياز باتجاه الجانب التركي ورفضها الاتفاق الذي تم بينها وبين الأمريكان؟! ليس هذا فقط، بل إن تتهم دولة الاحتلال التركي أمريكا بأنها منحازة لقوات سوريا الديمقراطية وهنا نرد بالقول: إن هذه القوة أثبتت جدارتها وفعاليتها في حربها ضد داعش، واستطاعت أن تلحق بها هزيمة نكراء، وقدمت في سبيل ذلك أكثر من أحد عشر ألف شهيد، والانحياز الأمريكي جاء؛ لأنها أثبتت جدارتها عملياً في الوقت الذي كانت فيه دولة الاحتلال التركي وحزب العدالة والتنمية تدعم الإرهاب بالسبل كافة. بمعنى أن القوى الدولية والإقليمية على الأرض السورية لا تهمها سوى مصالحها على حساب دماء شعبنا السوري، وإذا كان أردوغان حريص على الأمن القومي التركي كما يدّعي؛ فلماذا يصر على توطين مليون لاجئ سوري فيما تسمى بالمنطقة الآمنة، وما علاقة ذلك بالأمن القومي التركي، ولماذا لا يعيد كل لاجئ إلى المنطقة التي خرج منها بعد أن تمكن النظام والروس من شلّ هيئة تحرير الشام الإرهابية، بموجب صفقة المقايضة أعلاه.

إن إصرار دولة الاحتلال التركي على مواقفها في أن تكون ما تسمى بالمنطقة الآمنة تحت سيطرة الجيش التركي وبالشروط التي تريدها والتي وافق عليها بوتين، ليس حرصها على أمنها القومي، بل احتلال المزيد من الأراضي السورية وإحداث التغيير الديموغرافي في المنطقة. وإن تهديداتها على لسان أردوغان لأوروبا بأنه سوف يفتح حدوده لعبور ملايين اللاجئين إلى أوروبا إذا لم توافق على خطته بخصوص “المنطقة الآمنة”؛ تدل على أن هدف أردوغان من استقبال اللاجئين السوريين لم يكن بدافع إنساني كما يدّعي، بل استخدامهم ورقة الضوء الأخضر من روسيا؛ يقابله رفض مطلق من أبناء شمال وشرق سوريا للمخططات التركية، وستصطدم بجدار فولاذي من المقاومة، فنحن السوريون جميعاً سنقاوم الاجتياح التركي. إننا نرفض ونشجب موقف الائتلاف الذي يعتبر الوجود التركي على الأرض السورية دعماً للسوريين. وسنعمل على خروج القوات الأجنبية والإقليمية كافة من أرضنا، وسوف نحطم المخططات التي تستهدف أمننا وسلامة أرضنا، حيث تهدف من خلالها القوى المتآمرة إلى إضعاف سوريا وجعلها دولة لا حول ولا قوة لها من خلال مشروع الشرق الأوسط الكبير. وإصرار أردوغان على إقامة ما تسمى بالمنطقة الآمنة وفق شروطها سيقود تركيا حتماً إلى الهلاك، ونحن السوريون اخترنا شعار المقاومة حياة، وسنقف صفاً واحداً في التصدي لأي اعتداء تركي وسوف نلقن الطورانيين درساً في البطولة والفداء لن ينسوه والشعب في سوريا سيفدون ترابها بدمائهم الزكية، وسنبني معاً سوريا اللامركزية التعددية الواحدة.