سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

“نداء الحضارة”… ضوء مُسلّط على الحقيقة

تقرير/ هايستان أحمد –

الآثار من أهم المعالم التي تغني التراث والتاريخ، وهي أكثر الممتلكات أهمية في العالم فهي شواهد على التاريخ القديم ومنارة للمستقبل، تزدهر بها الحضارات، وعفرين تتميز بغناها بالآثار والتراث العريق الذي لا يقدر بثمن ولكن بعدما طالتها أيدي المرتزقة والمتطرفين تعرض أغلبها للنهب والسرقة والخراب، ومن هذه الفكرة أتت مديرية الآثار وتحت رعاية هيئة الثقافة والفن في عفرين فكرة إقامة معرض للصور في مدينة قامشلو في مركز محمد شيخو في الثاني والعشرون من الشهر الجاري، والمعرض خاص بصور آثار عفرين قبل أن تنتهك وتتعرض للخراب وبعدها.
 تحت اسم “نداء الحضارة”، بدأ اليوم الأول للمعرض بعدة كلمات من مؤسسات ثقافية وأخرى من مؤسسات الإدارة الذاتية وبحضور العشرات من المثقفين والبعض من ممثلي مؤسسات الإدارة الذاتية، وعلى خشبة مسرح محمد شيخو المزين بالقطع التراثية من تاريخ منطقة عفرين كانت الكلمة الأولى لمستشارة الإدارة الذاتية في إقليم الجزيرة “ديلبر يوسف” أشارت فيها إلى أهمية عفرين وآثارها قائلة:
” اليوم نشكر كل من عمل بجدٍ على إكمال هذا العمل الجميل وأرادوا أن يظهروا همجية الاحتلال التركي على عفرين من انتهاكات وهجومات وحشية ليفتتوا وحدة الكرد واضمحلال الثقافة المشتركة والتراث، وكانت أغلب أهداف الاحتلال الهمجي المناطق التي تحتضن في أرضها الآثار والتاريخ والثقافة التي مرت عليها ملايين السنين، وهذا ما يثبت لنا همجيتهم في التخطيط في إزالة كل إرث ثقافي، وقد تعدوا على حرمة المنطقة وقاموا بالحفر ونهب تلك الآثار والتحف وتهريبها إلى بلدان أخرى، ولكننا سنظهر كل أفعالهم الشنيعة قدر المستطاع، وعفرين لن تركع وستبقى أرض مهد الحضارات للأبد”.
معالم أثرية غنية في عفرين:
 وتلى كلمة مستشارة الإدارة الذاتية كلمة لباحث وأستاذ علم الآثار حميد ناصر ليشرح وبشكل موسع عن عفرين والأماكن الأثرية فيها أشار إلى أن عفرين تتميز بمواقع تاريخية تعود إلى ملايين السنين وتمتلك 55 موقعاً تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، و80 تلاً إضافة إلى عشرات المواقع الأثرية في جبل ليلون، وهذا المعرض هو معرض توثيق بصري عن تلك المناطق، وكل محاولات الاحتلال التركي في انحلال ثقافة وتاريخ عفرين وسكانها الأصليين، فهذه الآثار ليست ملكاً لشخص أو شعب أو أي أحد بل هي للبشرية جمعاء وأهالي عفرين اثبتوا أنهم حماة لهذه الأوابد الأثرية، وهذا ما يريد أن يحققه الأتراك من تطهير عرقي وثقافي وتمهيداً لعملية التغيير الديموغرافي للمنطقة.
مناشدة الجهات المعنية بحماية ما تبقى من تاريخ عفرين:
ومن ثم كان هناك عرض سنفزيون عرض الأماكن الأثرية التي تضررت وبعض المقاطع المصورة لأفعال الاحتلال من سرقة وخراب، وبعد ذلك أتجه الحضور إلى صالة مركز محمد شيخو لرؤية الصور التي رافقت بعضها شرح مبسط عنها، وقد حدثنا العضو في اللجنة التحضيرية للمعرض “حميد ناصر” عن هذا المعرض قائلاً:” أردنا أن يتطلع أهالينا في قامشلو على معالم عفرين وجغرافية المنطقة من خلال هذه الصور التوثيقية، وأكثر الأعمال ضرراً التي تحدث في عفرين هي تأذي الآثار بشكل كبير، فالشعب العفريني عاش كل هذه السنين وهو محافظ على هذا الإرث الحضاري دون أي مشاكل ولكن الاحتلال يريد تمزيق صحف التاريخ بكل قوة، ومن هذا المعرض نناشد كل مَعني بحماية آثار عفرين أن يساهم في الحفاظ على تاريخها وآثارها”
كما كل الفعاليات الأخرى التي تقام من أجل عفرين ستبقى الوجهة الأولى، والهدف لإنقاذ ما تبقى من تاريخها العريق، والجدير بالذكر أن هذا المعرض أقيم في الشهباء وحلب من قبل ليكون العالم على دراية بما يحصل من انتهاكات تركية في المنطقة.