No Result
View All Result
المشاهدات 1
عبدالرحمن محمد –
عام يمر على وداعك، خمس وستون وثلاث مئات من الأيام مذ لوحت مودعاً، عام يمر ولا زالت ايادينا تلوح لك وقلوبنا تناديك لتعود وعيوننا تتلهف لرؤيتك، لكنه الفراق الأبدي يأبى أن نضحك للقائك من جديد، ونذرف دمعة أخرى على أديم الخد تسيل.
أما كان لك ان تؤجل الرحيل قليلاً، أن تعطر ما تبقى من الحروف التي لم تنعم برسم أناملك لصورتها، اما كان للحزن ان يؤجل زيارته المفاجئة لمرابعنا، وكنا نعد لأفراح قادمة وابتسامات ساحرة ولرقصات نشارك فيها الجداول والحقول وعصافيرها.
ما زلت أفتقد اطلالتك كل صباح، وابتسامتك تسبق تحيتك، ونظرتك المتفحصة للمكان قبل جلوسك، نظرتك تلك التي كانت تسأل قبل لسانك إن لاحظت تغيب زميل عن العمل ، لتبادر بالاطمئنان عليه، لهفتك وخوفك على الجميع كخوف الأب الحنون العطوف على أولاده.
“عام مضى يا صاح
ولم تكتحل عيني
ولا أطربت أذني
تحية الإصباح
ولا زار روضي
بلبل غرد
ولا ضحك لي
وردها الفواح”
آه يا صديقي وصديق الحروف وخليل الشعر ومسامر الكلمات، ليت الكلمات تعبر عما في القلب من كمد، ففي كل زاوية من زوايا المكان ذكرى لك، وفي كل صفحة من صفحات صحيفتنا الثكلى بك، تنعيك حروفنا وتفتقدك الصفحات وتشتاق إليك، انها الحقيقة المرة أن جسدك فارقنا، لكن الحقيقة الباقية والأكيدة أنك باق في قلب كل من خالطتهم وجالستهم وقاسمتهم لقمة الخبر وقول كلمة الحقيقة التي اتخذناها شعاراً ومبدأ، فنم قرير العين في جنات الخلد ايها الباقي في قلوبنا.
قالوا رحلتَ…
ثكلى دواويني
يا صاحب السلوى
من ذا يواسيني
ما زال ظلك
في الانحاء يبتسم
ونبض كلماتك
يجوب شراييني
يا صاحب الحرف
الموشى بالذهب
في العين ملح
وفي القلب ثارت
كل البراكين….
No Result
View All Result