قوات سوريا الديمقراطية قوات وطنية بامتياز

نوري سعيد –

إعلام النظام السوري ومسؤوليه ينعتون قوات سوريا الديمقراطية، التي تضم كافة شعوب شمال وشرق سوريا بالانفصالية وهذا لا أساس له من الصحة، وإن مشاركة هذه القوات في التحالف الدولي الذي يضم أكثر من 70 دولة ليست حجة لإلصاق تلك التهمة بها. فالتحالف لا يهدف إلى إسقاط النظام، يبدو ذلك من تصريح أكثر من مسؤول في التحالف وهم يقولون إن مهمتهم تقتصر على هزيمة داعش والإرهاب، أما الشأن الداخلي السوري عائد للسوريين، بمعنى (قسد) لا تستقوي بأمريكا التي تقود التحالف ضد النظام، وهذا لن يكون بالمطلق. وإن كان ذلك واقعياً إذاً لماذا تم اللقاء بين الجانبين في دمشق أكثر من مرة، وهذا يعني أن (قسد) فصيل وطني وصاحب قرار مستقل، ولا يتلقى تعليماته من أي طرف ومجلس سوريا الديمقراطية (مسد) المظلة السياسية لها يتبنى داخلياً الخط الثالث حيث يقف على مسافة واحدة من الائتلاف والنظام، كونه يؤمن بأن حل الأزمة السورية في النهاية لن يكون إلا من خلال طاولة حوار وطني سوري- سوري، من دون تهميش لأي طرف وإن (مسد) المظلة السياسية لـ (قسد) تعي الواقع السوري تماماً وتقرأه بشكل جيد، وهي تعلم بأن السوريين هم المعنيين بحل أزمتهم في النهاية. وهي تدرك تماماً بأن من جاء إلى سوريا تهمها مصالحها أكثر من أي شيء آخر، على حساب دماء أبناء سوريا الأبرياء لا أكثر ولا أقل. وعليه يمكن القول إن محاربة الإرهاب واجتثاث جذوره في سوريا هو هدف كافة الأطراف على الساحة السورية ماعدا تركيا، لأنها تغرد خارج السرب وتدعم الإرهاب وتهدد شمال وشرق سوريا دائماً بالاجتياح، وإذا كانت (قسد) قد ألحقت الهزيمة العسكرية بداعش بدعم من التحالف الدولي فهي تعمل بالمقابل من أجل سوريا لامركزية ديمقراطية تعددية تليق بكافة السوريين، وأن تتمتع كافة شعوبها بحقوقها المشروعة، في إطار عقد اجتماعي بعيد عن المذهبية والطائفية والنزعة القومية، لأننا جميعاً سوريون ولا يحق لأي طرف احتكار الوطنية والصاق التهم بالآخرين. و(قسد) عندما قدمت أكثر من عشرة آلاف شهيد لم يكن ذلك من أجل فصل شمال وشرق سوريا عن الوطن، فأبناء سوريا محكومون بالجغرافيا والتاريخ المشترك والتآخي، ولا يمكن لأية قوة فصلنا عن بعضنا البعض، هذا هو العهد الذي قطعته (قسد) على نفسها، وهي لم تحارب النظام ولا تحبذ الاقتتال بين السورين أنفسهم، وهي لا تريد استلام السلطة كالآخرين بل تدعو من خلال (مسد) المظلة السياسية لهذه القوات إلى الحوار الأخوي السوري- السوري، ومع ذلك تُتَهم بالانفصالية، وطبعاً إن بقينا نحن السوريون على هذه الحال من التراشق بالاتهامات فلن نستطيع الوصول إلى أي حل للأزمة السورية، التي نعاني منها منذ أكثر من ثماني سنوات، ولابد لكافة الأطراف انطلاقاً من المصلحة الوطنية أن تقدم التنازلات لبعضها من أجل الغد الأفضل لجميع السوريين، حتى نتمكن من أن نتجاوز ما نحن فيه. وإلا سيقودنا العناد وكيل الاتهامات وعدم الاعتراف بالآخر إلى مزيد من إراقة الدماء والدمار وضياع الوطن. أين الشهامة والنخوة الوطنية التي كنا ولا نزال نتباهى بها، ولو كنا نحترم دماء شهداءنا الأبرار وقادتنا العظام الذين تركوا لنا هذا الوطن معززاً، علينا أن نتوحد ونطالب بخروج كافة القوات الأجنبية من وطننا، أن نسارع في تشكيل اللجنة الدستورية، وعقد حوار وطني شامل، ولكن ورغم كل خلافاتنا ستبقى سوريا بهمة الغيارى بلد المجد والمحبة وسيبقى قاسيون الجبل الذي لا تهزه الريح.