No Result
View All Result
المشاهدات 1
الرياح هي حركة الهواء من المناطق ذات الضّغط الجويّ المُرتفع إلى المناطق ذات الضّغط الجوي المُنخفض، إلا أنّ حركة الرّياح بين المناطق المختلفة في الضّغط لا تكون بشكل مباشر؛ وذلك بسبب دوران الأرض حول نفسها، ففي نصف الكُرة الشماليّ تنحرف الرّياح إلى يمين اتّجاهها، بينما تنحرف إلى يسار اتّجاهها في نصف الكُرة الجنوبيّ، وتُسمّى هذه الظاهرة قوّة كوريوليس.
تتأثّر سُرعة الرّياح بانحدار الضّغط، فكلّما زاد الاقتراب من خطوط الضّغط المُتساوِية أصبح الانحدار شديداً، ونتيجةً لذلك تزداد سرعة الرّياح التي لها أنواع مُتعدّدة، منها رياح الخَماسين.
رياح الخَماسين هي رِياح تأتي مُحمَّلةً بأطنانٍ من الرِّمال والأتربة، وتحدّ من مدى الرّؤية بشكل كبير حتّى إنّها قد تصل إلى درجة الانعدام أحياناً، إذ تحجُب نور الشّمس ليتحوّل النهار إلى ما يُشبه الليل. ورياح الخَماسين عبارة عن رياح جنوبيّة شرقيّة، تأتي من الصحراء العربيّة الكُبرى إلى بلاد الشام وشبه الجزيرة العربيّة، وتكون هذه الرّياح عالية السُّرعة؛ فَمن الممكن أن تصل سرعتها إلى أكثر من 120كم/ساعة، وتكون جافّةً كثيراً، إضافة إلى شدّة لهيبها وحرارتها المرتفعة. وتتشكّل رياح الخَماسين بسبب الضّغط الجويّ المُنخفض في منطقة شمال أفريقيا والصحراء الكبرى؛ وذلك لارتفاع درجة الحرارة مقارنةً مع مياه البحر الأبيض المتوسّط، فتدفَع هذه المنخفضات الرّياح الحارّة القادمة من الصّحراء الكُبرى، وتُثير لعواصف الرمليّة وموجات الغبار.
تبلغ حرارة رياح الخَماسين نحو 40 درجةً مئويّةً، إلّا أنّ حرارتها تنخفض نحو 15 درجةً مئويّةً قرب الساحل الشماليّ، وذلك عند وصول الجبهة الباردة المُندفعة باتّجاه الرّياح الحارّة القادمة من الشّمال الغربيّ، أمّا أكثر شهرين تهبّ فيهما رياح الخَماسين فهما: آذار، ونيسان.
سبب تسمية رياح الخَماسين:
سُمِّيت رياح الخَماسين بهذا الاسم ؛لأنّها تنشط بعد خمسين يوماً من بدء فصل الرّبيع، أي في شهر نيسان، ولها عدّة أسماء؛ حيث تُعرَف برياح الخَماسين في بلاد الشام، واسمها في السّودان رياح القبلي، أمّا في الخليج العربيّ والعراق فَتُعرَف برياح الطّوز، وعلى الرّغم من أنّها نادرة الوصول إلى أوروبا إلا أنّها تكون مُحمَّلةً بالرّمال والغبار عندما تصلها، وتُسمّى في أوروبا رياح الشّروقي.
أضرار رياح الخَماسين:
تُسبّب رياح الخَماسين أضراراً كثيرةً على صحّة الإنسان، مثل: أمراض الحساسيّة، وتهيُّج الجهاز التنفسيّ؛ فتُسبِّب سيلان الأنف وانسداده، وبحّةً في الصّوت، وضيق التنفُّس، والسُّعال، والتهاب العينَين، والرَّمَد الربيعيّ، بالإضافة إلى زيادة أعراض الحساسيّة لدى مَرضى الرّبو؛ إذ يُصاب العديد من الأشخاص بحساسيّة موسميّة في كلّ عام، وتحدث هذه الحساسيّة أثناء هبوب رياح الخَماسين المُحمَّلة بالعواصف الرمليّة.
وتزداد الحالات الطّارئة في زمن هبوب هذه الرّياح، وتتنوّع بين أزمات ونوبات سُعال شديدة، إضافةً إلى ضيق في التنفُّس وخاصّةً بين الأطفال وكبار السنّ، ويحدث ذلك غالباً نتيجة عدم اتّباع سُبُل الوقاية من الرّياح المُحمَّلة بالأتربة والرّمال.
تحمل رياح الخَماسين الغبار الذي يحتوي حبيباتٍ صغيرةً، مثل: الأترِبة، والرّمال، بالإضافة إلى مركَّبات الرّصاص، والكثير من الميكروبات، وتحمل أيضاً سموم البكتيريا التي تتغذّى عليها حشرات الفراش، حيث تنتشر الجُزيئات الصّغيرة عندما تتفكّك البكتيريا في الهواء وتتطاير في الجوّ ليتنفَّسها الإنسان، ثمّ تنتقل إلى الدّم مُسبِّبةً التهاباتِ الشّعب الهوائيّة، والتهابات الرِّئة، وحساسيّة الصّدر، ويوجد في رياح الخَماسين سموم كثيرة تُسبِّب التهابات الجهاز العصبيّ، وتُقلِّل إنتاج العديد من الموصِلات العصبيّة، مثل: السّيروتونين، والأستيل كولين، والدّوبامين، إضافةً إلى أنواع أخرى تُسبّب النّسيان وفقدان التركيز، وينتج عنها القلق، والمزاجيّة، والتوتُّر، كما يوجد فيها ما لا يقلّ عن ثمانين نوعاً من الفطريّات المُسبِّبة لحساسيّة الصّدر، إضافةً إلى أنواع أخرى تُسبّب احتقان الأنف والشّعور بالتعب.
No Result
View All Result