No Result
View All Result
المشاهدات 29
جاسم الهويدي –
للتحدث عن الشعيطات لا بد أن نعرج على قبيلة العكيدات، العكيدات قبيلة كبيرة وكثيرة العدد هم من القبائل الزبيدية نسباً، وتمتد منازلهم على شط الفرات العظيم من دير الزور إلى البوكمال جزيرة وشامية أي على الضفة اليسرى للنهر واليمنى منه ويعتبر بيت الشيخ هفل العبدالله العلي الظاهر هو بيت المشيخة العام للقبيلة، كما أن العكيدات لهم حضور وتواجد في 73 قرية بين محافظة حمص وحماة وإدلب وغرب حلب والحفة، كما أنهم يسكنون في غوطة دمشق بثمان قرى منها ميدعة وميدعاني وحوش الفارة وحوش نصري وفي عذرا وتل الكردي وتل الصوان، ولهم كذلك تواجد في كلٍ من العراق وتركيا.
يعود نسب الشعيطات إلى زامل بن غنام العلي السالم الصهيبي وهو الأخ الثالث لجامل وجمال يسكنون في ثلاثة قرى هي ( أبو حمام والكشكية وغرانيج )ويزيد عددهم على أكثر من 70 ألف نسمة، وقد تكاثروا بعد منتصف القرن العشرين وتزايدت أعدادهم وذلك لتعدد الزوجات عندهم ينقسمون إلى ثلاثة بطون هي ( الخنفور — العليات — الجدوع ) أول من سكن قرية أبو حمام من الشعيطات هو أيوب بن زامل بن غنام العلي السالم، يتميزون بالشجاعة والمروءة وشدة البأس شاركوا في كثير من الغزوات مع أبناء عمومتهم من العكيدات بل كانوا في وسط غزوة مغيليث عام 1945 م بين قبيلة شمر والعكيدات. كما أن لهم دور عظيم في معارك العكيدات مع المستعمر الإنكليزي والمستعمر الفرنسي ففي معركة النسورية عام 1919 في المسلخة وعلى سفوح تلة الصالحية ظهر البطل الشجاع ( سنادي السهو ) الذي تصدى لكتيبة الإنكليز بكل باس وحدّة رجل شجاع، ومن نتائجها مقتل أكثر من سبعين جندياً منهم لكنه سقط شهيداً على أرض المعركة وبقيت جثث الجنود الإنكليز مدة ستة أشهر ينهشها الطير والنسر لذا سميت معركة النسورية وقبورهم في بطين المسلخة لليوم.
ولهم الدور الأوفى في معارك وادي الفرات مع العدو الفرنسي فقد قاتلوا في البوكمال قتال الأبطال تحت راية الشيخ مشرف الدندل أخو سعدة في معارك المدكوك وأبو سيباط إلا أن الفرنسيين نصبوا مدفعيتهم على التلة المشرفة على قرية أبو حمام وقصفوها بوابل من القذائف المحرقة لكن البطل غضبان الموسى استطاع عبور النهر إلى الشامية متسللا ووصل إلى المدفع الفرنسي وقتل الجنود الفرنسيين واستلب منهم الناظور -الدربيل – وغطت سماء قرى الشعيطات طائرات العدو الفرنسي وأمطرت قراهم بالقذائف التي يسميها أبناء الفرات (الدان) إلا أن المقاتل الشعيطي هلال الكحيلات صوّب بندقيته إلى إحدى الطائرات الفرنسية فأسقطها حينما أصاب خزان وقودها فرح أناء الشعيطات لإسقاط الطائرة فأخذت الحماسة في نفوسهم ومقاومة المستعمر الغاشم دورها في شحذ الهمم كما أن الهوسة الفراتية التي غناها أبناء الشعيطات كان لها دور كبير في التصدي لطائرات العدو الفرنسي. واستطاع موسى العزيز إسقاط طائرة ثانية صيحة الحرب أخوة هدلة في غرانيج، وأخوة سعدة لدى الخنفور والعليات، أنشئت عندهم أول مدرسة عام 1952م وأثناء معاركهم مع الفرنسيين وردت رسالة من والي ماردين التركي أحمد شريف السنوسي إلى رجو المحمد من وجهاء الشعيطات يقول فيها عليك بالفرنسيين ولكم ما تريدون منا، وفي الآونة الأخيرة أصابهم ما أصاب السوريين خلال سيطرة داعش على مناطقهم.
No Result
View All Result