No Result
View All Result
المشاهدات 7
إعداد/ هايستان أحمد –
الشيخ زكريا بن سليمان المعروف ب “مفدي زكريا” شاعر الثورة الجزائرية وصاحب النشيد الوطني الجزائري “قسماً” الذي عكس ملحمة الثورة التحريرية الجزائرية الخالدة.
ولد الشيخ زكريا في الثاني عشر من سنة 1908م، ببني يزقن أحد القصور السبع لوادي مزاب بغرداية في جنوب الجزائر، درس بمدرسة السلام القرآنية ثم المدرسة الخلدونية كما تفقّه على أيدي شيوخ جامع الزيتونة وعلمائه.
انخرط في النضال السياسي خلال مرحلة دراسته وفي بدايات مساره الشعري حضر المجالس الأدبية للأديب التونسي العربي الكبادي واشتهر بصداقته لأبي قاسم الشابي وغيره من الشعراء.
تونس ببيئتها الفكرية الخصبة المتحورة حول جامع الزيتونة ونخبته الإصلاحية الوطنية كانت حضناً دافئاً للأديب الجزائري الثائر ومنها خط كلماته الناقمة على الاستعمار المحرضة على الثورة والتواقة إلى الحرية.
أول قصيدة له ممزوجة بألوان النضال:
أوّل قصيدة له ذات شأن هي “إلى الريفيّين” نشرها في جريدة “لسان الشعب” بتاريخ 1925م، وجريدة “الصواب” التونسيّتين؛ ثمّ في الصحافة المصريّة “اللواء”، و”الأخبار”. واكب الحركة الوطنيّة بشعره وبنضاله على مستوى المغرب العربيّ فانخرط في صفوف الشبيبة الدستوريّة، في فترة دراسته بتونس، فاعتقل لمدّة نصف شهر، كما شارك مشاركة فعّالة في مؤتمرات طلبة شمال إفريقيا؛ وعلى مستوى الحركة الوطنيّة الجزائريّة مناضلاً في حزب نجم شمال إفريقيا، فقائداً من أبرز قادة حزب الشعب الجزائريّ، فكان أن أودع السجن لمدّة سنتين 1937-1939. غداة اندلاع الثورة التحريريّة الكبرى انخرط في أولى خلايا جبهة التحرير الوطنيّ بالجزائر العاصمة، وألقي عليه وعلى زملائه المشكّلين لهذه الخليّة القبض، فأودعوا السجن بعد محاكمتهم، فبقي فيه لمدّة ثلاث سنوات.
كلماته الثائرة عرضته مرات عديدة للسجن قبل أن يفر منه عام 1959 إلى المغرب ثم إلى تونس التي كان يشتاق اليها فينظم فيها شعراً من أشهره:
“لا تلمني إن أنا ملت بها … عن سواها ما عسى أن أصنعا
تونسي للفكر، حسبي شوقاً … أن فرعي في حماها أينعا”
سفير القضية الجزائرية الحر:
لقبه زميل البعثة الميزابية والدراسة الفرقد بـ: “مفدي”، فأصبح لقبه الأدبي مفدي زكريا الذي اشتهر به كما كان يوَقَّع أشعاره “ابن تومرت”، حيث بدا حياته التعلمية في الكتاب بمسقط رأسه فحصل على شيء من علوم الدين واللغة ثم رحل إلى تونس وأكمل دراسته، وعاد بعد ذلك إلى الوطن وكانت له مشاركة فعالة في الحركة الأدبية والسياسية ولما قامت الثورة انضم إليها بفكره وقلمه فكان شاعر الثورة الذي يردد أناشيدها وعضواً في جبهة التحرير مما جعل فرنسا تزج به في السجن مرات متوالية ثم فر منه سنة 1959، فأرسلته الجبهة خارج الحدود فجال في العالم العربي وعُرف بالثورة، فكان هو شاعر الثورة بعد خروجه من السجن فرّ إلى المغرب، ومنه انتقل إلى تونس، للعلاج ممّا لحقه في السجن من آثار التعذيب. وبعد ذلك كان سفير القضيّة الجزائرية. ووافته المنية بتونس سنة 1977، ونقل جثمانه إلى مسقط رأسه.
No Result
View All Result