معلمو ومعلمات عفرين “مقاومتنا مستمرة ولغتنا باقية”

تقرير/ صلاح إيبو –

روناهي/ الشهباءـ تأكيداً على مضيهم في تعليم الأجيال الناشئة بلغتهم الأم، وتطوير تلك اللغة وتمتين أواصل الترابط بين اللغة الكردية والشعب، تظاهر المئات من معلمات ومعلمي عفرين ضد سياسات الاحتلال التركي وانتهاكاته بحق أهالي عفرين وتغيير ديمغرافيتها وطمس هويتها الكردية.

وشارك في التظاهرة إلى جانب المئات من المعلمات والمعلمين، طلبة المدارس وبعضاً من أهالي عفرين في بلدة تل قراح وممثلين عن مؤتمر ستار والإدارة الذاتية في إقليم عفرين، وجاءت هذه التظاهرة التي رفع فيها المعلمين شعارات تندد بالاحتلال التركي في إطار حملة مؤتمر ستار ضد انتهاكات الاحتلال التركي في عفرين وتهديداتها للمشروع الديمقراطي في شمال وشرق سوريا.

سياسة الإقصاء والإبادة

وفي إطار التظاهرة قالت الإدارية في لجنة التدريب وتعليم المجتمع الديمقراطي زهيدة معمو أن هذه التظاهرة تعبر عن رفض المعلمين والطلبة على حد سواء لسياسات الصهر العنصرية التي يتبعها الاحتلال التركي في عفرين، من إبادة ثقافية وعرقية ممنهجة، مطالبة المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية بالتدخل وتوثيق انتهاكات الاحتلال التركي ضد حقوق الإنسان والعمل على إعادة مُهجري عفرين إلى منازلهم بضمانات دولية.

وتضمنت التظاهرة حمل لافتات تؤكد ارتباط أهالي عفرين بأرضهم ولغتهم والمضي على درب الشهداء حتى تحرير عفرين من الاحتلال التركي ومرتزقته، وتم قراءة بيان باسم لجنة التدريب والتعليم في المجتمع الديمقراطي باللغتين الكردية والعربية.

وأشار البيان إلى منجزات ثورة روج آفا وشعوب شمال سوريا في ظل الأزمة السورية التي دخلت عامها السابع مثمنةً تضحيات آلاف الشهداء والجرحى، التي أفضت لبناء علاقة قائمة على الأخوّة بين الشعوب والمكونات كافة.

وتابع البيان بالقول “لقد ازدادت هجمات الدولة التركية الفاشية ومؤيديها على شعبنا وهم يرون أنفسهم أصحاب الحق فيما يفعلونه وما يقررونه على شعبنا مرتكزين على الخلافة العثمانية التي لم يشعبوا منها في إقصاء وجودنا، هذه الخلافة التي استخدمت شتى الوسائل والطرق واستقدام المرتزقة لأراضينا عبر حدودها وخاصة عبر الحدود السورية وكردستان عموماً”.

وأكد البيان على أن كل هذه الهجمات والإبادات وغيرها من الممارسات اللاإنسانية هي لكسر أخوّة الشعوب والقضاء على الشعوب الثورية التي ترفع رأسها ضد الاحتلال والانكسار التي تنادي بالديمقراطية والوحدة والتعايش المشترك بين جميع الشعوب المختلفة.

سنحمي وجودنا بكل الوسائل

وتطرق بيان المعلمين إلى الدعم التركي لمرتزقة داعش بالقول “اليوم نرى دعم تركيا لخلايا داعش حيث تدعمها بجميع وسائل التكتيك الحربية، هذه الخلايا الداعشية التي ترعرعت ومازالت في كنف الدولة التركية وفي ظل توفير المجتمع، مثال ذلك المرأة العفرينية والشنكالية وما عانوه من أبشع الممارسات اللاإنسانية، بعد خسارة حزب AKP اقتصادياً وسياسياً ولكي يخفي أردوغان هذه الخسارة أمام شعبه ويبعد الأضواء عن نفسه كمستبد وقاتل ومحتل للشعب الكردي زاد ضغوطاته وسياسته الفاشية لكي يطيل من عمر حكمه ومثال ذلك أيضاً سياسته الاستعمارية في فرض سيطرته على شرق الفرات وإعطاء الصيغة الشرعية لنفسه وللقوى المعادية”.

وأكد المعلمون استمرار مقاومتهم بالقول “نحن كـ معلمي ومعلمات هيئة التربية والتعليم في عفرين حيث احتل الاحتلال التركي الفاشي أرضنا، والآن في ظل الظروف الصعبة التي نواجهها وحالة النزوح نؤكد استمرارية مقاومتنا، وندين ونستنكر الممارسات اللاإنسانية والأعمال الأردوغانية الفاشية الخارجة من منطق الإنسانية ونؤكد استمرار مقاومتنا وحماية وجودنا ونناشد جميع المؤسسات والمنظمات الحقوقية الإنسانية وقوى التحرر العالمية التي تنادي بحقوق الإنسان أن تقف إلى جانب الشعب الكردي وشعوب روج آفا وحمايتهم وحماية وجودهم”.

هذا وأبدى العديد من أهالي عفرين، الموقف ذاته إلى جانب المعلمين؟، ورفعوا شعارات تحيّي اللغة الكردية، وقالت الأم فاطمة لصحيفتنا وهي والدة أحد شهداء مقاومة العصر في مرحلته الأولى، أن أمهات الشهداء سيستمرنَ على نهج فلذات أكبادهن ولن يفقدنَ عزيمتهن في المضي لتحرير عفرين.