تأثير ارتفاع الدولار على المتطلبات المعيشيّة بقامشلو

تقرير/ إيريش محمود –

روناهي/ قامشلو ـ تفقد الليرة السورية قيمتها أمام العملات الأجنبية يوماً إثر آخر، وتسجل رقماً قياسياً بالهبوط لأول مرة في تاريخها أمام الدولار الأمريكي، حيث وصل سعر صرف الدولار في شهر آب إلى /615/ ليرة سورية، يترافق معها ارتفاعاً في المتطلبات المعيشية كافة؛ ومنها المواد الغذائية والتموينية والخضروات.

منذ بداية الأزمة السورية، وسياسة الدول الاستبدادية التي فُرضت على المنطقة، وسيطرة المرتزقة على معظم المعابر الحدودية، ذلك جعل مناطق شمال وشرق سوريا ضمن حصار ضيق جداً، وبدأت الليرة السورية بفقدان قيمتها أمام العملات الأجنبية شيئاً فشيئاً، واليوم ومع اقتراب عيد الأضحى المبارك تشهد أسواق مدينة قامشلو ارتفاعاً ملحوظاً في الاحتياجات المنزلية كافة، ولا سيما المواد الغذائية الرئيسية، حيث وصلت أسعار المستلزمات الضرورية للحياة المعيشية إلى حد لا يمكن لأصحاب الدخل المحدود تأمين ذلك.

وبهذا الخصوص؛ كان لصحيفتنا تسليط الضوء على أسعار الخضروات والمواد التموينية والغذائية في مدينة قامشلو كما في تقريرنا التالي:

واشتكت المواطنة سارة عيسى من ارتفاع الأسعار؛ وتحدثت بنبرة حزينة: “لا أستطيع تأمين متطلبات أطفالي نتيجة ارتفاع الدولار؛ لأن أصحاب المحلات يعزون السبب الأساسي في ارتفاع الأسعار إلى ارتفاع سعر صرف الدولار”، وتساءلت سارة: “في حال انخفض سعر الدولار هل ستنخفض الأسعار المرتفعة جداً أم ستبقى على حالها؟!”.

وحدثتنا عزة محمد وهي أم لستة أطفال وتهتم برب أسرتها المُقعد وهي المعيل الوحيد لعائلتها وتعمل في روضة للأطفال بمدينة قامشلو للتقاضى أجرة تعبها 35 ألف ليرة سورية؛ عن ارتفاع الأسعار؛ قائلة: “هذا المبلغ لا يكفي لشراء وجبات الغداء لمدة عشرة أيام؛ نظراً لارتفاع أسعار كافة المواد والخضروات. على سبيل المثال قمت بشراء كيلو واحد فقط من البندورة بسعر /375/ ليرة سورية وكيلو البطاطا بـ /250/ ل.س، هذه الأسعار تقف حجر عثرة في درب العائلات التي أمثالنا، فنعجز عن تلبية متطلبات حياتنا اليومية في الكثير من الأحيان”.

أما صاحب محل بيع المواد الغذائية آزاد قرطميني فحدثنا عن ارتفاع الأسعار قائلاً: “إن أسباب الارتفاع الحاصل على المواد الغذائية كافة؛ يعود إلى ارتفاع سعر الدولار بالدرجة الأولى، ويليها في الدرجة الثانية الضرائب التي تُفرض على الشاحنات، وكل ذلك يقع على عاتق المواطن الذي لا حول له ولا قوة”.

وأضاف: “الوضع المعيشي لمعظم سكان مدينة قامشلو، وتأمين الاحتياجات الأولية للحياة المعيشية بمثابة إنجاز يحققه المواطن في ظل هذه الأزمات وبخاصةً أصحاب الدخل المحدود الذي لا يتجاوز راتبه /80/ ألف ل.س، كيف له أن يحقق هذه الإنجازات العظيمة؟!”.

وأشار آزاد قرطميني إلى أن استيراد معظم المواد يأتي من الداخل والخارج، وأغلبهم من دول الجوار (باشور وباكور كردستان، وإيران)، علماً أن شراء المواد المستورة يكون بالعملة الأجنبية (الدولار الأمريكي)، وأوضح بأن الدولار هو المسيطر والمتحكم الأول في حركة البيع والشراء. وأكد: “لذلك؛ تختلف الأسعار بشكلٍ يومي بين والصعود والصعود، حيث لا يوجد هبوط للعملة الأجنبية في المرحلة الحالية، وكل ذلك يقع على عاتق المواطن الذي هو بدوره يكافح من أجل تأمين متطلبات الحياة المعيشية”.

وذكر بأن سعر السكر للكيلو الواحد بلغ /350/ ليرة سورية، أما سعر كيلو الشاي /3500/ ل.س، وسعر الزيت ذو الأربعة لتر إلى /2250/ ل.س، ويتراوح سعر كيلو الرز ما بين /450 – 750 – 800/ ل.س، ويختلف السعر باختلاف النوع والجودة.

ونوه صاحب محل بيع المواد الغذائية آزاد قرطميني إلى أنه وبالرغم من الارتفاع الملحوظ لأسعار المواد الغذائية كافة، إلا أن حركة البيع والشراء مقبول إلى حد ما، كون أن تلك المواد الغذائية الرئيسية ضرورية للحياة المعيشية.