سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

المرأة هي الحياة

هيفيدار خالد –

تلك الآلهات الصنديدات اللواتي صنعن من الموت حياةً حرة وحوّلنها من ديجور الليالي الطويلة إلى نورٍ ساطع ينير دُجى دروب الإنسانية جمعاء.
آلهات وطن الشمس والنار اللواتي نبتنَ في ربوع بلادنا المعطاءة، فعانقنَ بقامتهن السامية والممشوقة، وبهيبتهن الشامخة شموخ الجبال والقمم العالية. فاليوم صليل سيوفهن التي تنادي بالحق ضد الباطل تدق في أذهاننا لتمدنا بالفخر والكبرياء تارةً ولتبعث الخوف والقلق والرعب في قلوب الأعداء تارةً أخرى، ها هي جعجعة رحى آلهات وطني مزوبوتاميا مهد الإنسانية، تفرحن قلوب جميع النساء والأمهات اللواتي يفتحن صدورهن الدافئة لاحتضانها، ها هي رحى عشق آلهتي العشق والحقيقة تدور من جديد لتنسج نسيجاً زاهياً بألوان قوس قزح الربيعة لانبعاث حياة جديدة بلون المحبة، السلام، الصداقة، العطاء، الشجاعة والوئام لجميع أبناء جنسها. خالية من عيوب تسود مسيرتها النيّرة. واليوم مرة أخرى ها هو ذا أزيز بنادقهن يبعث في قلوبنا الاعتزاز بالنفس وإعلاء الهامات كبرياءً وفخراً.
فاليوم باتت أصواتهن العالية وهيمنتهن كالهزيم يتسلل من وراء الأفق ليهز كيان الأعداء ويفزعهم ويدب الهلع في أوكارهم، وصدى ضحكاتهن الجميلة والأصيلة من صميم أعماق حناجرهن الهائجة تملأ كل مكان غبطة وسعادة وشجاعة لا حدود لها.
جمالهن من جمال الطبيعة وروحهن الطاهرة من عبق الزهور والزيزفون والريحان. ويمدنَ هذه الأرض بالخير والعطاء، شعرهن اللامع من لون الذهب يشع نوراً وجمالاً وإطلالة لا مثيل لها، لقد حفرت تلك المقاتلات البطلات اسمائهن وبطولاتهن العظيمة ببريق أعينهن الصادقة في صفحات التاريخ وأصبحن رائدات النصر والسلام، بعد أن اخترقن بعنفوانهن وعزيمتهن وابتسامتهن البريئة جميع جدران الصمت، وصنعن بسواعدهن الأصيلة مجداً عظيماً مشرقاً، وأبعدوا ذاك الخطر الذي كان يُحدق بهم من قبل الطغاة الظالمين. نعم لقد رفعن راية الحرية والنصر عالياً في الأعالي ورسمنَ بطولاتهن بالسمو والعظمة بأناملهن القلمية. فآلهات وطني مزوبوتاميا عروسة دجلة والفرات اغتنمن الفرصة الكبيرة اليوم ليتركن بصماتهن بين أسطر صفحات التاريخ بأحرف من الذهب.
وليصبحن رموزاً لثورة الحرية في التضحية والفداء في مسيرتهن النضالية الطويلة. ونقشن بمقاومتهن النبيلة طريقاً جديداً لكافة النساء في العالم ليأخذن حذوهن من بعدهن وينشرن ثقافتهن ثقافة المقاومة والفداء والثقة بالذات. فسلاماً وألف تحية حب وإجلال إلى سمو وعظمة نساء عظيمات حوّلن من سجن الموت المحاط بهن من كل الجهات إلى خنادق ومتاريساً للمقاومة والحياة الحرة والكريمة، سلاماً لكن من وجدان الإنسانية وألف تحية فخر وكبرياء يا من صمدتن حتى النهاية في وجه دعاة الموت وخالقي الليالي الدامسة ومازالت رصاصاتهن الصائبة تغرد بكل حفاوة في ساحات الوغى، بقلوبكن الفولاذية آلهات وطني، الهلال الذهبي يا من أخرجتن النساء إلى نور الأزل والحياة وعرفتهن بدرب الحقيقة والكرامة، يا من حملتن ريشة الحق لتدوّن بين أسطر صفحات تاريخ حفيداتكن بأجمل ألوان العزة والفخار.