No Result
View All Result
المشاهدات 0
تقرير/ هايستان أحمد –
روناهي / قامشلو- قامشلو مدينة الأمان والسلام التي قصدها اللاجئين من كلِّ حدبٍ وصوب لتوفر الأمان والعيش المشترك بكل ودٍ، ولكن سرعان ما طالتها يد المرتزقة في جريمة نكراء أسماها المواطنين “تفجير قامشلو”، والذي هدف إلى زعزعة أمنها واستقرارها ورمي حجر الفتنة بين شعوبها المسالمة.
منذ بداية الأزمة السورية لم تنجُ قامشلو أم الشهداء الكرد من الخوف، فالحرب النفسية التي عاشها أبناء قامشلو كانت أثقل بكثيرٍ من الحروب القائمة، وكانت تحدث اضطرابات وتفجيرات متفرقة في مختلف مناطق المدينة، ولكن أغلب تلك التفجيرات كانت في مناطق محددة ومدروسة من قبل جهات معنية لخلق تشابهات ونظرات استفهام بين شعوب المنطقة، ومنها التفجير الذي حصل في الوسطى بالقرب من كنيسة العذراء في الحادي عشر من الشهر الجاري، ولا ننسى النكسة الموجعة للكرد والناس أجمع والتي كانت تفجير قامشلو والذي راح ضحيته أكثر من خمسين شهيد وقرابة الثلاثمئة جريح، وإزاء هذا التفجير تدمرت أبنية سكنية ومحلات تجارية عديدة.
هز التفجير أرجاء قامشلو وحصد أرواح أشخاص لا ذنب لهم سوى أنهم استيقظوا لبدء يوم جديد في هذه الحياة إلا أنه كان آخر يومٍ لهم، صوتٌ خافت تحت الأنقاض يناجي الناس لإنقاذهم من هذه الكارثة التي أثارت استفسارات وتساؤلات كثيرة حول مرتكب المصيبة التي حلّت على أهالي قامشلو، ولم يمر الكثير من الوقت حتى تبنّى مرتزقة “داعش” الانفجار.
كارثة حصدت أرواح الأبرياء والعُزّل
في صباح يوم الأربعاء في السابع والعشرين من الشهر السابع في سنة 2016م، كباقي أيام الصيف المعتادة مارس الناس حياتهم الطبيعية، حتى وصول شاحنة غادرة ضخمة إلى طريق عامودا وحطت عند جامع “قاسمو” على طريق عامودا، وهناك حدثت الكارثة في تمام الساعة التاسعة وعشر دقائق، ولشدة صوت الانفجار هرع أهالي المدينة إلى مكان التفجير، هناك حيث المأساة تتحدث عوضاً عن الناس، دموعٌ ذُرفت بحجم الدمار الذي حل وأحدث فاجعة كبيرة، بصرخات موجعة أعتلى صوت الناس فكلٌ يبحث عن فقيد وقريبٍ لربما يكون على قيد الحياة نظرات خائبة فاقدة يائسة أحاطت المكان، وبعد اسعاف الجرحى ودفن بقايا الشهداء، تحول مكان الانفجار إلى مزار لغالبية سكان المنطقة، وانتشرت خيم عزاء في أنحاء المدينة وتقاطر الشعب بكافة شرائحه إلى هذه الخيم لتخفيف هول المصيبة وتهدئة نفوس أهالي منطقة الحي الغربي، ومن جديد وقف أهالي مدينة قامشلو بوجه الخلايا الإجرامية التي لا تمت للإنسانية بِصلة، وتشابكت الأيدي لتكون موحدة ضد كل خطر، والالتحام من أجل قطع الطريق أمام الفتنة والحرب الأهلية، وفي هذا الصدد أصدرت القيادة العامة لقوات الأسايش على خلفية التفجير بياناً إلى الرأي العام، وذكرت فيه أنه تم تخصيص مئتي مليون من أجل المساهمة في إعادة أعمار المباني المتضررة، وعاهد فيه الشعب بإصرارهم على توفير الأمن والأمان وبذل الغالي والنفيس للحفاظ على حياة المواطنين وممتلكات الشعب.
روج آفا صامدة بدماء شهدائها
وها قد مر على هذا التفجير ثلاث سنوات ولكن لم ينسَ أي أحد هذا الحدث المفجع الذي سيكون ندبة في تاريخ قامشلو، وذوي الشهداء مازالوا يترددون إلى مزار أبنائهم والدمعة لا تفارق أعينهم، وفي هذا الصدد أردنا التحدث مع أم الشهيد ولات؛ “خالدة العمر”، والتي أفادتنا بالقول: “أنا أم الشهيد ولات الذي أخذه التفجير من أحضاني، كان في عمر الثانية عشرة، وكنت أقطن في الحي الغربي تهدم البيت فوق رؤوسنا، لقد تأذى ظهري كثيراً وعلى الرغم من الألم لم أشعر بشيء، على الفور بحثت عن أولادي، لقد كان اثنان منهم بخيرٍ ولكن ولدي ولات الذي كان يتردد إلى ورشة عمل ليقضي وقته هناك لم أجد على الرغم من أنني بحثت عنه ولكن دون جدوى، أنقذت أطفالي عدا ولات”.
كانت تحدثنا والحزن يغمر عينيها إنها أم فقدت ابنها وعرضت نفسها لكل أشكال الخطر لتنقذ أطفالها الثلاث ولكنها لم تفلح بذلك، واختتمت خالدة حديثها قائلةً: “نتمنى أن تنتهي هذه المآسي على الشعب الكردي وكافة شعوب المنطقة، وأن نعيش بأمان وسلام”.
شعوب قامشلو كانت ومازالت وستبقى صامدةً أمام الأعداء، فهم أصحاب أرض الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل حرية الشعوب، ونحن على خطى شهدائنا سنمشي لتبقى قامشلو وكل مناطق روج آفا شامخة أبية.
No Result
View All Result