المرأة القوية تتحدى كل من يحاول أن يقلل من شأنها، وقادرة على إثبات وجودها في المجتمع، فيصبح لها قيمة ومكانة بالنسبة للأشخاص الآخرين، وتكون قادرة من خلال هذه الشخصية القوية على مواجهة الصعوبات وفرض رأيها الرزين على من حولها، فالمرأة ذات الشخصية القوية لا تقدم الأعذار لأحد، ولا تضيع الوقت في سماع الأشخاص وهم يتكلمون عن الأشياء التي يُمكنهم القيام بها، وإنما تركّز على الأمور التي تستطيع عملها، وكيفية التغلب على كافة العقبات التي تواجهها، وينبغي ألّا تشك في نفسها إن لم تقدم الأعذار للآخرين؛ فقد تكون واجهتها العديد من الأسباب والأمور التي أعاقتها عن تنفيذ أمرٍ ما، وفي المقابل هناك أيضاً العديد من الأسباب التي مكّنتها من تنفيذ أمرٍ آخر، والخطوة الأولى لتنمية الشخصية القوية لدى المرأة هي عدم الاعتماد على الآخرين في تحديد شخصيتها، وكثرة الأسئلة من منطلق «هل أنا واعية، هل أستطيع القيام بأشياء تنفع المجتمع، هل تربيتي لأولادي جيدة؟ وما الذي يمكنني القيام به لتطوير مجتمعنا؟»، الكثير من مثل هذه الأسئلة المتداولة بين النساء.
أنتِ لست بحاجة للآخرين لتشجيعك وتطوير نفسك لأن المرأة القوية تدرك ما تريده من تلقاء نفسها دون الحاجة إلى الآخرين؛ فأنت لا تحتاجين إلى صديق، أو معلم أو أحد أفراد الأسرة ليخبرك عما يجب فعله أو نصائحهم عن حسن الاستماع وكره الأحاديث الصغيرة التي لا فائدة منها، لأنّ لديك الكثير من الأفكار التي تطوّر شخصيتك وتغيّر عالمك، لذلك لا ترغبين بالخوض في الأحاديث التي تُضيع الوقت، إن لقاء أشخاصٍ جدد تزيد قوة الشخصية نتيجة الانخراط والاندماج معهم؛ فالتّواصل مع الآخرين يُكسب المرأة الكثير من الخبرة، ويساعده على التعلم منهم، كما قد يتيح لها الاندماج مع الأشخاص الجدد الاطّلاع على ثقافات، وأفكار، وآراء جديدة، والتي من شأنها أن تطور عقلها، بالإضافة إلى تعزيز عاطفة التسامح مع الآخرين، وتوسيع آفاق المرأة. الشجاعة تتطلّب الثّبات على القرارات المختلفة، ومعرفة كيفية التعبير بشكل مناسب عنها وعن الأفكار التي تخطط لها، وكذلك التمسك بها وتنفيذها عند اتخاذ القرارات الصعبة، ويلعب الذكاء أيضاً دوراً في كيفية التّعامل مع هذه الخطط بسلاسة عند إقناع الآخرين المشاركين بها، ويمكن تعزيز الثقة بالنفس من خلال تحديد قائمة بالأهداف الشخصية، وقد تكون هذه الأهداف بسيطة مثل ترتيب غرفة النوم، أو قد تكون كبيرة مثل العودة إلى الدراسة للحصول على درجة أعلى، والتخطيط لتحقيق هذه الأهداف أيضاً يتضمن الاهتمام بالجسم والمظهر وارتداء الملابس المناسبة التي تعزّز من الشّعور بالثقة الشخصية، وعدم التأثر بآراء الآخرين، فيجب أن تكوني فخورة بمظهرك وكلامك وأفكارك، فالنساء اللواتي يثقنّ بأنفسهن لسنّ بحاجة لمديح الآخرين، ويكون لديهن روح المغامرة ولا تستسلمن أبداً. فالمرأة يجب أن تكون فخورة بنفسها وطاقتها لأنها الشعلة التي تضيء كل شيء حولها.
