معرض الأزياء الفلكلورية… نحو إعادة ثقافات ميزوبوتاميا

تقرير/ دلال جان –

روناهي/ الحسكة: تحت شعار (الثقافة صوت الماضي وصدى الحاضر)، نظمت لجنة الثقافة والفن الديمقراطي في مقاطعة الحسكة المعرض السنوي الأول للأزياء الفلكلورية الشعبية في مقاطعة الحسكة، وذلك  في صالة أرض الأحلام بالحسكة.

 حيث تعتبر هذه الفعالية الأولى من نوعها حيث تضم الثقافات المتنوعة للفلكلور الشعبي الكردي والعربي والسرياني والشركسي والتركماني، وقد كانت لصحيفتنا “روناهي”، جولة على المعرض وأجرت حواراً مع اللجنة التحضيرية للمعرض.

المعرض يُعيد إحياء الفلكلور الشعبي لشعوب المنطقة:

بداية حدثتنا الإدارية في لجنة الثقافة والفن الديمقراطي “شيرين خلف” عن أهمية المعرض:( يُعتبر التراث والفلكلور الشعبي من إحدى أهم معالم الهوية والثقافة لأي شعب من الشعوب سواء الشعب الكردي أو العربي أو السرياني أو التركماني، وهي ثقافة وحضارة تلك الشعوب منذ آلاف السنين، وقد تعرضت هذه الثقافات للنسيان والضياع نتيجة الغزوات المتكررة لمنطقة ميزوبوتاميا، وكانت من نتائجها دخول أزياء غريبة للمنطقة، حتى كاد الفلكلور والتراث الشعبي أن يصبح طي النسيان وشيئاً من الماضي، ومع اندلاع ثورة روج آفا  في شمال وشرق سوريا أدركت الشعوب إن تاريخها وثقافتها كانت مهددة بالانقراض والإبادة، هذه الحضارة والثقافة التي تعود تاريخا إلى آلاف السنين، هذه الموروثات متعلقة بالإنتاج الفكري والثقافي والحضاري والفني لكل شعب، فلكل زيٍ حكاية وأسطورة تمثل عادات وتقاليد تلك الشعوب، فمثلا بمجرد النظر إلى الزي الكردي الجبلي نتذكر أسطورة مم وزين، وخجي وسيامند، وفرهاد وشيرين، أي إن هذا الفلكلور يمثل المرء وطبيعته الجغرافية وفلسفته وثقافته، ومن منطلق تراث وحضارة الشعوب في منطقة ميزوبوتاميا تراث غني جداً قمنا بافتتاح هذا المعرض في الحسكة للفلكلور والزي الشعبي).

تجسيد مفهوم الأمة الديمقراطية من خلال تنوّع ثقافاتها.

الإدارية في لجنة الثقافة والفن الديمقراطي “عفاف حسكي” حدثتنا أيضاً عن المهرجان قائلة: (تحت شعار “الثقافة صوت الماضي وصدى الحاضر”، قمنا بتحضير هذا المعرض من أجل أحياء التراث والأزياء الشعبية لجميع مكونات المنطقة، فأننا اليوم نقدم ثقافة وفلكلور وتراث منطقة ميزوبوتاميا من اللباس والزي الكردي والعربي والسرياني للحفاظ عليها وحمايتها من الضياع والنسيان، في محاولة من الحداثة الرأسمالية إبعاد المنطقة عن تاريخها وثقافتها وغزوها بثقافات غريبة عن شعوب المنطقة، هذه الأزياء لا تمد ثقافة وحضارة المنطقة بأية صلة، فثقافة وفلكلور أي مكون تمثل تاريخه وحضارته، ونحن نشهد منذ تسع سنوات ثورة روج آفا شمال وشرق سوريا حيث مثلت ثورة الفن والفلكلور والتراث الكردي والعربي والسرياني، ويجب الحفاظ عليها والرقي بها فالفلكلور والتراث حضارة الشعوب).

 كما أضافت “عفاف”: إن برامج المعرض تخللها محاضرات عن الزي والفلكلور العربي والكردي والسرياني، بالإضافة إلى الأغاني والدبكات الشعبية لمدة ثلاثة أيام متتالية”.

وجاء المعرض بمثابة رسالة حضارية لتنوع ثقافات المنطقة المتعددة والتي تتعايش مع بعضها البعض منذ آلاف السنين, وهو ترسيخ لمبدأ أخوّة الشعوب والتعايش المشترك وفق مفهوم الأمة الديمقراطية.