قراءات شعرية…. للشاعر أحمد اليوسف في مكتبة غزيل

تقرير/ آزاد الكردي –

روناهي/ منبج ـ نظّمت مكتبة محمد منلا غزيل العامة؛ التابعة للجنة الثقافة والفن؛ ندوة شعرية في صالة المكتبة العامة الكائنة في الثانوية الصناعية، وحملت عنوان” قراءات شعرية”، ألقى الشاعر أحمد اليوسف خلالها عدة قصائد مختارة من قصائده الجديدة، وتضمنت قصائده مجموعة من المواضيع المختلفة في الغزل والوطن والحزن والأمل والغربة.

يحتل الشعر في مدينة منبج وريفها؛ مكانة مرموقة بين مختلف الأوساط الثقافية، فقد دأب الأدباء في مدينة منبج وريفها؛ باستمرار على طرق القريض، إذ لا تخلو تجربة أياً منهم إلا ويكون الشعر حاضراً في أي مناسبة لديهم، وتحفل بتصوير مآثرهم ومناقبهم أيضاً.

وبهذا الخصوص، نظمت مكتبة محمد منلا غزيل العامة؛ التابعة للجنة الثقافة والفن؛ ندوة شعرية في صالة المكتبة العامة؛ الكائنة في الثانوية الصناعية. حملت عنوان” قراءات شعرية”، ألقى الشاعر أحمد اليوسف خلالها عدة قصائد مختارة من شعره الجديد، بحضور العديد من المثقفين والمهتمين بالثقافة والأدب، فضلاً إلى حضور العشرات من أهالي مدينة منبج وريفها.

وقدم الندوة الشاعر؛ إبراهيم حميدي الذي عرّف بالشاعر أحمد اليوسف، وأثنى على شاعريته التي تبوأت مكانة كبيرة وحظوة رفيعة عند أهل المدينة في لقياه بها، وكأنهما على موعد معاً للعشق.

فيما استهل الشاعر أحمد اليوسف افتتاح الندوة بقصيدة شعرية، حملت عنوان” أتيت” عبّر فيها عن سروره الشديد في لقاءه بجمهوره، ولهفته الغامرة إلى هذا الحضن الدافئ بينهما الذي اعتاد أن يجمعه بهما على مدار أيام من العشق الطوال، حيث قال فيها:

“أتيت

مضرجاً بالشعر

حتى أعانق في نبوءته

 السرابا

وأقرأ ما تيسر من حروفي

على ظمأي ليرتشف السحابا

وأخلق في مخيلتي لقاء

أطال لفرط قسوته الغيابا”

وتموجت القصائد بعد ذلك ضمن جملة من المواضيع المختلفة، عبّرت بحال من الأحوال عن رؤيته للشعر، والحب، والوطن، والغربة، والحنين، وغيرها من المواضيع المتنوعة، حيث يرى للشعر حالة خاصة ذاتية، وتصور روحي لكل ما يحيط بالإنسان، ويخاطب الروح قبل العقل. كما يرى من الثورة أجمل لوحة في مخيلة كل حرٍّ، كانت لو بقيت بريئة ستكون لوحة جديدة، تعيد رسمها مخيلة الأحرار الشرفاء، ونورد منها قوله:

“سأرسم لوحة أخرى

لأن اللوحة الأولى

 تناسل لونها الأحمر

تمادى في تمدده

فأفسد بهجة المنظر

سأعطي شكلها ألقاً

كعينيّ حبيبتي-أخضر”

لتنتقل المواضيع إلى أكثرها ألقاً، فبين فيها بأن المرأة رمز عظيم لا غنى عنه في كل خيالاتنا، كيف لا وهي المثال الأكمل للعاطفة. وبين الأمل والوجع من جهة أخرى. حيث يشعر بالحرقة والغصة كلما كان مغترباً. إذ ليس هناك من وجع أشد من الغياب، بحيث أصبح من البديهي أن يمثل السوريين اغتراباً خاصاً؛ كجزء من الروح لا يمكن إلا البوح به على ضفاف الأمل الذي يراه أيضاً أكبر من الحلم. فالحياة تمنحنا ما لا نريد، وتمنع عنا في كثير من الأحيان ما نريده. بينما اختتم الشاعر أحمد اليوسف؛ بقصيدة كان قد كتبها خلال زيارة له لمدينة الرقة “عروس الفرات”، حيث وقف في شوارعها متأملاً سحرها وجمالها بعد أن دمرها رجس الإرهاب، نقتبس منها قوله:

” يا بنت هارون الرشيد تكلمي

هل تلمحين أساك في نظراتي

سيعود يوماً ما نهارك ضاحكاً

وأعود تسبق لهفتي خطواتي“

الجدير ذكره أن الشاعر أحمد اليوسف من مواليد1986 بقرية طوق الخليل؛ التابعة إدارياً لمدينة منبج. درس كلية الحقوق في لبنان مدة عامين، ثم تركها ليلتحق بجامعة الآداب لبنان، قسم اللغة العربية، ويتخرج منها بعد ذلك. ثم يعاود نشاطه الثقافي بين أهله في مدينة منبج، ويصدر ديوانين شعريين، الأول عام 2017حمل عنوان” منك تغار النساء”، أما الآخر فقد صدر عام 2018وحمل عنوان” لك الورد غنى”، وهو الآن بصدد التحضير لإصدار ديوان ثالث ورواية. إضافة إلى كتاب مجموعة من المقالات الثقافية. حازت العديد من قصائده على شهرة واسعة في الداخل السوري خصوصاً والمنطقة على العموم، لما تحمله من صدق وعاطفة، اتسم بهما أغلب شعراء مدينة الشعراء. ويشغل الشاعر أحمد اليوسف حالياً؛ الرئيس المشترك لاتحاد المثقفين في مدينة منبج وريفها.