No Result
View All Result
المشاهدات 38
إعداد / هايستان أحمد –
توجد الكثير من العجائب في الدنيا وتعتبر هذه العجائب الأشد تأثيراً على أذهان الناس لاختلافها وتميزها بالتفرّد والتعمق بالإبداع، وتكثر علامات الاستفهام حول هذه العجائب وماهيتها، وتعد حدائق بابل المعلقة واحدة من عجائب الدنيا السبعة، إذ تم بنائها في منتصف الصحراء في بلاد ما بين النهرين “دجلة والفرات”، في أرض العراق وكانت هذه الحدائق شاهدة على قدرة رجل واحد على خلق واحة نباتية كقطعة من جمال وسط كآبة المنظر الصحراوي.
بنيت هذه الحدائق في عهد الملك “نبوخذ” نصر الثاني، إذ إنّه بناها لإرضاء زوجته “ساميرا ميس”، حيث بنى واحة كبيرة من اللون الأخضر في حين كانت البيئة قاحلة آنذاك، ولا بدّ من الإشارة إلى أنّه تمّ ذكر هذه الحدائق في بعض النصوص الرومانية القديمة التي تغنت بجمالها، وتحديداً عن مكان وجودها، حيث اعتقد الخبراء أن حدائق بابل المعلقة موجودة في مدينة بابل في العراق، إلا أنّه لم يتمكن أحد من العثور عليها، أو على أي دليل يؤكد وجودها، إلا أنّ أحد الخبراء من جامعة أكسفورد أكد أنها مدفونة في عاصمة الآشوريين “نينوى”، وهي مدينة قديمة كانت قريبة من مدينة الموصل الحديثة، ومع المحاولات المستمرّة لتحديد المكان الحقيقي لهذه الحدائق وعدم العثور عليها في ذات الوقت جعل الكثيرين يعتبرونها أسطورة، لعدم وجود دليل مادي يقطع الشك باليقين حول وجودها، ولا بد من الإشارة إلى أنّ الكثير من الباحثين يعتقدون أن هذه الحدائق بنيت عام 600 ق.م، وذلك استناداً إلى النصوص القديمة التي كتبت بعد إنشائها، حيث تؤكد واحدة من هذه النصوص أنّها بنيت قبل الملك نبوخذ نصر، إلا أنه لم يتم العثور على أية نصوص مكتوبة من قبل نبوخذ أو زوجته تؤكّد وجودها، فيما تمّ العثور على منشور يحتوي على معلومات تتحدث عن الملك سنحاريب، الذي عاش قبل الملك نبوخذ نصر بقرن، إذ تتحدث الوثيقة عن وجود قصر له مبني بالقرب من العاصمة الآشورية نينوى، حيث كان بالقرب من مدخل هذا القصر حديقة يعتبرها الجميع معجزةً، وحديثاً تمّ العثور على تلة كبيرة في هذا المكان، وترجح الأدلّة أنّها هي الموقع المحتمل لحدائق بابل المعلّقة.
أسلوب مُتفرِّد ومُتميّز في بناء الحدائق
وسمّيت هذه الحدائق بالمعلقة كونها بنيت في شرفات المبنى وليس على الأرض، ولم يستخدم في بنائها الحبال أو الكوابل، بالرغم من أنّ ارتفاعها كان يقارب 24م، كما كان يحيطها سور بسمك 6.7م، وقد كان طوله حوالي 17م، علماً أن مساحتها بلغت حوالي 14864.5م2.
بنيت الحدائق من طوب اللبن المحروق كثيراً، شأنها في ذلك شأن البيوت القديمة في العراق آنذاك، ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ العراق في ذلك الوقت كانت قاحلة، إلا أنّ الحدائق كانت بحاجة إلى الماء، الأمر الذي دفع المهندسين إلى استخدام مادّة الغار لعزل الطوب اللبن عن الماء المستخدم في ريّ الحدائق حيث كان الماء يُرفع بالاستعانة بمضخّة تتكوّن من عجلتين فوق بعضهما ومتصلتين بسلسلة كبيرة تعلّق فيها الدلاء التي تسقي الحدائق.
انهيار حدائق بابل المُعلّقة
يعود سبب انهيار الحدائق إلى زلزال حدث في المنطقة أدّى إلى جعلها أنقاض، ثمّ غطتها الرمال، وبذلك أصبح تحديد مكانها أمراً صعباً.
يُقدّر ارتفاع هذه الحدائق بحوالي 100 متر، وهذا الارتفاع يقترب تقريباً من حوالي 75 % من إجمالي ارتفاع هرم خوفو في مصر، وقد تم بناء سور حصين منيع حول هذه الحدائق سماكته تُقدّر تقريباً بحوالي سبعة أمتار تقريباً، وقد تم صناعة أحواض للنباتات والزهور مبطّنة بمعدن رصاصي، حيث تمّ وضعها على جوانب التراس، في التراس العلوي هناك ما يُعرف بالفسقيات التي تعمل على إمداد التراسات بالمياه، وهذا الماء الذي تُسقى التراسات به هو مياه نهر الفرات، حيث يتم جر مياه نهر الفرات عن طريق المضخّات التي يتم إدارتها بواسطة العبيد.
No Result
View All Result