No Result
View All Result
المشاهدات 0
محمد أرسلان ـ صدى البلد –
احتلت القضية الفلسطينية في الآونة الأخيرة جدول أعمال المنطقة والعالم، لما وصلت إليه من منعطف تاريخي سيحدد مصير الشعب الفلسطيني طيلة القرن الحادي والعشرين، بالرغم من أن هذه القضية كانت قضية القرن المنصرم أيضاً، مضى القرن المنصرم على القضية الفلسطينية محملًا بالمآسي والويلات بالرغم من التضحيات الكبيرة التي قدمها الشعب الفلسطيني، وبنفس الوقت مساندة ودعم الشعوب الأخرى من عرب وكرد وغيرهم، الذين ضحوا بأنفسهم من أجل إيصال الشعب الفلسطيني لحقوقه وكرامته. لم تبخل الشعوب قط من التضحية والفداء وبكل جسارة في سبيل قضية كانت أهم قضية محلياً وإقليمياً ودولياً. وحتى أنه تم تأجيل وتعليق كافة القضايا الشائكة في المنطقة لحساب القضية الفلسطينية، عسى ولعَل يتم إيجاد حلًا ما لهذه القضية التي تحولت لمعضلة وعقدة يصعب حلها. حيث التدخلات الإقليمية والدولية التي تدخلت في سبل حل القضية الفلسطينية، هذه التدخلات المختلفة وتجاذباتها مع كل ما تحمله من عواقب وخيمة على الشعب الفلسطيني مباشرة، حتى باتت التدخلات الإقليمية والدولية هي التي تقف عائقًا أمام حل هذه القضية الفلسطينية والتي باتت المعضلة المستعصية على الحل.
شعارات كثيرة تم رفعها بشكل حماسي والشعوب تنادي بتحرير فلسطين والذي لن يتم إلا برمي اليهود في البحر، حتى راحت الشعوب العربية تحلم وتستيقظ على تحقيق هذا الهدف، والأنظمة طبعاً، كان شغلها الشاغل هو الضرب على هذا الوتر إرضاءً للشعوب الثائرة ليس إلا. وكذلك كان شعار انه لن “يهدأ لنا بال حتى تحرير فلسطين من البحر إلى البحر”، طبعا كان القصد هنا من البحر الميت حتى البحر المتوسط، كانت معظم الأنظمة في عنفوان قوتها وهي تحرض الشعوب “إعلامياً” طبعاً، إن كان ذلك عبر الشعارات القومية أو الدينية أو غيرها. وهذا ما ظهر جلياً من خلال أوهام السلطان أردوغان الذي أراد أن يركب الموجة هو أيضاً على غرار الآخرين وفق مقولة: “ما في حدا أحسن من حدا”، باللهجة الشامية بكل تأكيد. وعليه راح أردوغان بمسرحياته أن كانت في “دافوس” أو “سفينة ماوي مرمرة” التي استثمرها واستغلها أردوغان بكل صلافة وانحطاط، حتى راحت شعوب المنطقة تعشق الخليفة العثماني الجديد وكأنه المهدي المنتظر.
هكذا أظهر نفسه أردوغان مع آلة إعلامية كبيرة تطبل له من “قطر” على الجميع أن يمتثل لأوامره، وهكذا انخدع الشعب الفلسطيني بشقيه “فتح وحماس” وراحوا يهرولون نحو إسطنبول للتبرك بسيدهم (الأعور الدجال) الذي باعهم في أقرب سوق نخاسة سياسية من أجل مصالحه وأجنداته. وفي الآونة الأخيرة وبعد عقود من التضحيات الكبيرة للشعب الفلسطيني ذهبت أوسلو إدراج الرياح نتيجة التخبط الذي عاشته القيادة الفلسطينية وارتباطها بأجندات الدول الإقليمية والدولية، وحتى شعار “من البحر إلى البحر” و”سنرميهم في البحر” لم يعد متداولاً كثيراً. إذ عملت إسرائيل على الاستفادة من الواقع المشتت الذي تعيشه دول وشعوب المنطقة وحولت القضية الفلسطينية من قضية شعب إلى قضية إنسانية واقتصادية، واختارت دولة البحرين لتكون بازار شرب آخر شفة من كأس الخمر الذي تم فيه بيع فلسطين.
من البحر إلى البحر” شعار حوّلته إسرائيل إلى البحرين ربما يكفي لإغراق القضية الفلسطينية لقرن آخر من الزمن ولننتظر ربما يستفيق الشعب الفلسطيني من غفلته وأوهامه التي علقها على قرارات الأمم المتحدة، ومؤتمر أوسلو أو ما كانت تتمناه من نصرة الأنظمة التي غمست رأسها في رمال المصالح، حينما يتحرّر الفلسطينيين من عبودية التبعية حينها ربما يستطيعون أن يناضلوا من أجل الحرية.
No Result
View All Result