No Result
View All Result
المشاهدات 1
د. درباس معمي –
وصلت العلاقات الأمريكية التركية إلى أسوأ مراحلها اليوم؛ وذلك على خلفية ملفات أغلبها من نتاج المحنة السورية وأبرزها الملف الكردي واعتماد الولايات المتحدة الأمريكية على التنظيم الجيد والمتماسك لقوات سوريا الديمقراطية، واستبسالها في المقاومة ضدّ داعش للاستمرار كلاعب في الساحة السورية. زادت العلاقات سوءاً ملف بيع صواريخ إس 400 الروسية لتركيا، حيث وضعت هذه القضية العلاقة بين الحليفين التركي والأمريكي على مفترق طرق وأمام اختبار جدي وحقيقي في مسار مستقبل العلاقات بين البلدين، كما يمكننا أن نسرد بعض الملفات الأخرى مثل التلاعب التركي في موضوع الحظر الأمريكي الغربي لملف العقوبات على إيران وكذلك احتجاز القس الأمريكي وإجبار واشنطن أنقرة وبطريقة مذلة على إطلاق سراحه؛ كل هذه الملفات إلى أين تأخذ بعلاقات هذين البلدين والمنطقة في قادمات الأيام؟
يبدو أن أمريكا تستطيع الاستغناء عن هذا الدور في هذه المرحلة، وبخاصة التوجه الأمريكي نحو مواجهة العملاق الصيني الأخطر على مصالح أمريكا الاقتصادية والعسكرية من جهة، وكذلك كشف وجه أردوغان ونواياه في استعادة أسوأ إمبراطورية على وجه الأرض، وهي الإمبراطورية العثمانية عن طريق النموذج الإخواني من جهة أخرى، فعنجهية شخصية أردوغان التي أصبحت تثير جدلاً واسعاً في العالم وعدم ارتياح واسع في الغرب والمنطقة، هذا بدوره يؤدي إلى تعمق أزمة الهوية في تركيا أكثر فأكثر، فالأوربيون واضحون في صدهم لدخول هذا البلد المحمل بالمشاكل إلى ناديهم وكذلك خلافات الدولة التركية المحتلة تزداد يوما بعد يوم مع كل دول الجوار فأصدقاؤها هم قطر التي هي ربع دولة على حد وصف أحد السياسيين الموريتانيين وكذلك يرتبط بعلاقات مع نصف الصومال وثلث ليبيا.
بالنسبة لروسيا رغم المصالح الآنية المشتركة والتفاهمات في الوضع السوري مؤقتاً لديها استراتيجية واضحة وهي إفشال المشروع الإسلامي السياسي الذي يحاول أردوغان ترسيخه في المنطقة، والجميع يدرك بأن أردوغان يتصرف بانتهازية خاصة به واللعب على وتر الخلافات بين الدول للخروج من أزمة بلاده التي أدخلها هو نفسه فيها بسبب أيديولوجيته الإخوانية الضيقة وبوصلتها العنصرية البغيضة وطموحاته الوهمية لاستعادة أمجاد إمبراطوريته العثمانية السيئة الصيت. لكن؛ الخيارات تضيق، وتضيق كل الأبواب أمامه في حين يحاول أردوغان في كل ضائقة التوجه نحو إيمرالي، حيث المفكر والقائد أوجلان، ولكن ليست لديه الجرأة والشجاعة الكافية لإقرار ذلك على العلن لإخراج تركيا من مشكلاتها ومأزقها الصعب. أردوغان أدرى من أي شخص آخر بأن الحل هو في إيمرالي، يبقى السؤال المفتوح؛ هل سيذهب أردوغان طوعاً أم مرغماً إلى إيمرالي؟!، حيث الخط الثالث خط الديمقراطية وأخوّة الشعوب خط الحلول والازدهار والتقدم خط تحالف الشعوب والأمم، هذا ما سنعرفه في الأيام المقبلة.
No Result
View All Result