No Result
View All Result
المشاهدات 1
محمد فؤاد الكيلاني ـ خبر 24 –
الزئبق هو عنصر كيميائي يستعمل في مجالات عديدة وأهمها على الإطلاق في الطب لمعرفة درجة حرارة الجسم، حيث أنه لا يمكن مسك الزئبق باليد نظراً لرخاوته العالية جداً، ومهما حاول الشخص مسكه باليد؛ فلن يستطيع السيطرة عليه، وهذا ما يحصل في هذا الوقت تحديداً بالسياسات العالمية تجد أنها مثل الزئبق لا يمكن السيطرة عليها، فالأحداث الهائلة والكثيرة التي تحدث في الشرق الأوسط من تطبيق صفقة القرن والحشود العسكرية في منطقة الخليج، من أجل تطبيق صفقة القرن المرفوضة، بدأ الساسة يواجهون فشلاً ذريعاً في تطبيق صفقة القرن، نظراً لرفض الشعوب العربية هذه الصفقة، والقادة والملوك والرؤساء لهم تحفظات عليها وامتناعهم عن حضور أو مشاركة أي مؤتمر أو ورشة تخص هذه الصفقة، هذا الوضع جعلهم يتهربون من الأسئلة المباشرة أو التلميحات الرئيسية عن الصفقة لما لها وما عليها وما نفهم بصددها.
والأخبار الصادرة من واضعي صفقة القرن بدأوا يعدلون ويبدلون بهذه الصفقة نظراً لما واجهته من رفض عربي بإجماع الشعوب العربية، كما هي مادة الزئبق تتفاعل بدرجة حرارة الجو هكذا هي صفقة القرن بين ارتفاع وانخفاض، تارة يسرب في الإعلام أن صفقة القرن تنص على شيء ما!! وتارة يتم نفي هذه المعلومة، والساسة يتجاوبون مع هذه الأحداث ويحاولون أن يتزئبقوا ويتهربوا من الإجابة في حال تم طرح عليهم سؤال يخص صفقة القرن، لا يوجد عندهم جواب علمي أو عملي على أي سؤال يتم طرحه عليهم، وهذه من مساوئ السياسة، ومن يتقن التهرب من الإجابة يكون مثل الزئبق لا تعرف له أي طرف ولا يمكن أن تسيطر عليه ويحاول التهرب بالإجابة لحين الإلمام بالمعادلة كاملةً.
والشيء عينه يحصل في منطقة الخليج العربي والحشود الأمريكية في مضيق هرمز ضد إيران، تجد أنها تتبع السياسة الزئبقية وهي سيدة الموقف، فتارة الساسة الأمريكيين يعلنون أنهم يريدون الحرب على إيران، وتارة ينفون، عندما وجدوا قوة موازية لقوتهم في هذه المنطقة وعلى أرض ليست بأرضهم، والغرب يمارس الزئبقية في مثل هذا الوضع لما وجدوه أمامهم من قوة غير محسوب لها الحساب. وما يحدث في العالم نتيجة السياسة الأمريكية غير المستقرة، وتفكير الرئيس الأمريكي ترامب الدائم في البحث عن المال ومنابع النفط في أي مكان في العالم، لتغطية تكاليف الحروب التي خاضتها أمريكا لعشرات السنين التي خلت، بدأت المعادلة بالتغيير لما واجهته من قوة من هذه الدول مدعومة من روسيا، للحد من هيمنة أمريكا التي تعتبر نفسها القطب الأوحد المسيطر في هذا العالم. وهذا ما قد يؤدي إلى بزوغ نجوم دولٍ جُديدة مثل روسيا والصين، وقد لا يروق لأمريكا بروز مثل هذه الأدوار، وهذا ما قاله بوتين بأن على أمريكا أن تدرك بأنها ليست وحدها في العالم، بل هناك دول تعتبر نفسها نداً لها ويجب احترامها.
No Result
View All Result