وسائلُ الإعلامِ المُفَبرِكة تُشارك في الجريمةِ …!

حسام إسماعيل –

ما تتناقله وسائل الإعلام عن الحرائق في مناطق شمال وشرق سوريا، حيث تبادل الاتهامات إلى تجاوز المهنية الإعلاميَّة، فباتت بعض الوسائل الإعلامية التي تتشدق في كافة المناسبات بالمهنيّة والمصداقيّة بالاستناد إلى مصادر غير معترف بها بالأساس، من بعض الصفحات الفيسبوكية المُرتبطة بأجندات معروفة إلى مواقع أخرى تفتقد لأبسط المبادئ الإعلاميّة، كل هذا لتثبت وجه نظرها، إلى أن وصلت إلى حد السخريّة والتهكم واستغباء المشاهدين والمتابعين، والمضحك بأنَّ متابعيها الذين يروق لهم الأمر بدأوا بالتشكيك بمصداقيتها، وباتوا يُطلقون التعليقات المُشككة بهذه الأخبار.

فعلى سبيل المثال في أحد الأخبار الذي عرضه موقع rt الإلكتروني بعنوان ( فيديو مُسرب يكشف الحرائق الزراعية الضخمة في شرقي سوريا )، عن موقع (الرقة تُذبح بصمت) المعروف بتوجهاته المُعادية للسوريين، وهو عبارة عن ما يطلقون على أنفسهم نشطاء ويتخذون من تركيا مقراً لهم.

يقول الموقع الذي تستند إليه rt :” ويبدو في الفيديو الذي تم التقاطه بشكل سري بواسطة كاميرا جهاز محمول (سيارة ترفع علم قسد) تدخل أرضاً زراعية في محيط مدينة تل أبيض ونزول عناصر منها”، ويضيف موقع rt نقلاً عن الموقع المذكور:” وفي الثواني الأخيرة من الفيديو ترى بدء ظهور الدخان بسبب اشتعال النيران بعد مغادرة عناصر الدورية”.

ويرد أحد المعلقين على هذا الخبر: ” لا تعليق على فبركات فنحن أكبر من تلك المسرحيات، وبدليل لوكنت عنصر من قسد، وأحاول عن قصد احراق المحاصيل، فبتأكيد لن أضع علم القسد فوق العربة”، ويضيف آخر: ” بكرى نجيب سيارة ونحط عليها علم موزمبيق ونصور ونبعث لقناتكم الموقرة مشان تنشروها”، ويعلق أحدهم متهكماً: ” ناقص يكتبوا على العلم نحن من يشعل الحرائق”.

والمضحك في الأمر أن الموقع المذكور ذكر في خبرهِ أن المنطقة التي تم إحراق المحاصيّل فيها هي منطقة عين العروس التابعة لمقاطعة تل ابيض/ كري سبي، ودليل ذلك بأنَّ الشخص العبقري الذي فبرك الفيديو ليس من المنطقة لأن هذه المنطقة بالتحديد لم يحدث فيها حرائق أصلاً. لا يمكن تصور المرحلة التي وصلت إليها بعض الوسائل الإعلامية لنقل الأخبار واستغباء مشاهديها ومتابعيها، وهذا دليل واضح للعمل على ضلوعها في الجريمة التي ترتكب بحق أقوات السوريين من أجل تشويه وتوجيه الرأي العام وتضليه، خدمة لمصالحها وخلق حالة من الفوضى وزرع الفتنة بين أبناء الوطن الواحد ولتذهب أرزاق الناس إلى الجحيم.