شجّعت زوجها على افتتاح أول مشتل زراعي ضم أصناف نباتات زراعية ذات نوعية جيدة، لم تستسلم للظروف الذي مرّ به المشتل وتعيد الآن تأهيل مشتلها الذي كان مفعّلاً لأكثر من عشرين عاماً.
خديجة محمد 63 عاماً، والدة أربعة شبان وابنتان منهما شهيدان (رمضان محمد عبدو الذي استشهد بداية ثورة روج آفا في حي الأشرفية بحلب، وخليل عبدو استشهد قبل 20 عاماً).
شجّعت خديجة زوجها محمد عبدو الذي كان يعمل كعامل في المشاتل الزراعية لشراء أرض زراعية خاصة بهم، كونهم كانوا يتمتعون بالخبرة الكبيرة في المجال الزراعي.
خديجة كرّست حياتها إلى جانب زوجها بالعمل في مشتل زراعي تقدّر مساحته بـ 2000 كيلو متر الواقع في منطقة الشقيف، وزرعت فيها الكروم وأصناف عديدة من الأشجار المثمرة منها (تفاح، حمضيات، مشمش، إجاص، كرز، خوخ)، إلى أشجار ونباتات أخرى للزينة، حيث زرعوا لكل صنف منها ألف شتلة في الأحواض الزراعية، إضافة لزراعة أنواع عديدة من الأزهار والورود كـ (لوكي، مدادة، عسل، ريحان، الصبار).
اعتنت خديجة إلى جانب زوجها وأبناءها بالمشتل الزراعي عبر إزالتها الأعشاب الضارة، السقاية المعتدلة، تأمين السماد الطبيعي والأحواض الزراعية، التي تتم زراعتها في العشرة الأيام الأخيرة من شهر كانون الأول ولغاية كانون الثاني (أربعينية) ويتم بيعها في فصل الصيف.
سمّت المشتل بـ “مشتل نوروز” نسبةً لقربها من حقل الرمي الذي كان يُعقد فيه احتفالية عيد نوروز من كل عام، إلى أن توسع عمل المشتل وبات يقصده الزبائن من مدينة حلب ومختلف المدن السورية (دمشق، الرقة، الحسكة، قامشلو).
وانتشرت زراعة شتلات أشجار “مشتل نوروز” في المرافق العامة بحي الشيخ مقصود إلى أن وصلت إلى عفرين وزيّنت أضرحة الشهداء بنباتات وشتلات الأشجار.
خلال الأزمة السورية والهجمات على حي الشيخ مقصود من قبل مرتزقة الاحتلال التركي اضطرت المواطنة خديجة مع عائلتها للنزوح من منطقة الشقيف والبحث عن مكان أكثر أماناً، وبعد عودة الأمان إلى الحي وتحرير المناطق المحيطة بالحي عادت خديجة وعائلتها إلى منزلهم.
اهتمام وعلاقة خديجة مع الزراعة لم تتغير، فهي تستعد الآن مع حفيدها محمد عبدو بإعادة تأهيل مشتلها الزراعي وخاصة هناك العديد من الزبائن ينتظرون تفعيل المشتل ويريدون أخذ بضائعهم من مشتل نوروز، كما أنه يُعد مصدراً اقتصادياً لعائلة خديجة.
في حديثها لوكالتنا ANHA قالت خديجة محمد أن عملها في المشتل الزراعي تجاوز العقدين برفقة زوجها، وكانت أول مزرعة في المنطقة حققت عملاً ناجحاً وزبائن من شتى المناطق، وأنها تستعد الآن بتفعيل المشتل من خلال زراعة المئات من الشتلات في الأحواض الزراعية.
وأكّدت في ختام حديثها “علاقتي مع مشتلي بات أشبه بعلاقة الأم بأطفالها من خلال اعتنائي بها بشكل جيد، والانتباه عليهم من العوامل الخارجية التي بإمكانها أن تؤثر سلباً على شتلات الأشجار”.