روناهي / قامشلو ـ الزيتون من أقدم المنتجات الزراعية في سوريا، حيث زُرِع قبل آلاف السنين وارتبط بحياة وعادات المجتمع، وأصبح يشكل حيزاً هاماً في تراثه وثقافته، وللزيتون في سوريا أهمية اقتصادية متميزة، حيث إنه مصدر الرزق والمعيشة لشريحة عريضة من جماهير الفلاحين، وتعتبر حلب الأولى بين المحافظات السورية من حيث المساحة وعدد الأشجار فيها، وتعد عفرين الموطن الأصلي لشجرة الزيتون لطالما اشتهرت به خلال العقود الماضية.
وأن ثورة روج آفا جاءت معها العديد من التطورات للمجتمع من نواحي عدة سياسي عسكري اجتماعي وخاصةً على الناحية الاقتصادية حيث افتتح العديد من المعامل والمصانع ومنها شركة روهلات لتجارة الزيتون والعطون وزيت الزيتون وتعتبر من إنتاج الثورة.
وبهذا الخصوص أعدت صحيفتنا تقريراً عن شركة روهلات للزيت والزيتون وأجرت لقاءً مع صاحب الشركة “خليل علو” من مواطني مدينة عفرين والذي أجبر على النزوح، حيث استقر بناحية عامودا ليبدأ مشواره من جديد، وبهذا الخصوص قال “علو” تم تأسيس هذه الشركة لتعود بالفائدة على الشعب ويوفر لهم فرص عمل.
شعارنا الجودة
وأكد خليل علو بأنه يمارس هذه المهنة منذ ما يقارب الـ خمسين عاماً اكتسبتها من والدي، وقبل أن يتم افتتاح هذه الشركة ستة أشهر لإنتاج الزيتون وزيت الزيتون ويتم جلبها من عفرين ومنبج، حيث تتوفر ما يقارب 25 نوعاً من الزيتون كل منها بنكهة مختلفة “نوع من الزيتون يكون محشو بالفستق، الجوز، بدبس الرمان” نوع من العطون، المكسر، المقلي”، وعند تحليتها يكون طبيعياً، أما الزيت له صنف واحد من النوع الأول، شعار شركة روهلات هو الجودة.
ويتم توزيعها في حلب ودمشق وكافة المناطق في سوريا، وفي المستقبل سوف يتم توسيع العمل في الشركة سوف نقوم بإنتاج “دبس الرمان، ورق العنب، دبس العنب، والمكدوس وغيرها من المواد الغذائية، وفي الوقت الراهن يعمل حوالي 40 عامل في شركة روهلات.
وأضاف “علو” قائلاً: “يتم جلب الزيتون من عفرين ومنبج؛ ونقوم بتوزيعه إلى جميع المحافظات السورية كدمشق وحلب ومناطق في روج أفا عن طريق وكلائنا وموزعينا، وهم بدورهم يقومون بالتوزيع على المحلات الغذائية والتجار بالجملة، وذكر بأنهم ينتجون كافة أنواع الزيتون أي ما يقارب (25) نوعاً ؛ وبأسعار مقبولة وتنافس أسعار الأسواق”.
وفي ختام حديثه أكد صاحب شركة روهلات خليل علو بأن هدفهم هو إرضاء الناس والاعتماد على الصناعات المحلية.
واستوقفنا أيضاً المسؤول في الشركة” سردار زياتي” حيث بين بأن أول خطوة لنجاح الشركة كانت تتطلب منا تأمين الأليات ففي البداية واجهنا بعض الصعوبات والعوائق كإغلاق المعابر الحدودية ولكننا تجاوزناها؛ وأضاف “تيجاني” بأن هدفهم هو إنتاج المواد الغذائية للمواطنين في مناطق روج أفا دون الحاجة إلى المناطق الأخرى.
عملت هذه الشركة مدة طويلة في عفرين وبعد الهجمات التي شنتها دولة الاحتلال التركية ومرتزقتها على عفرين هذه الشركة خرجت عن الخدمة لأنها تعرضت إلى سلب وسرقة إنتاجها وآلياتها.
ولكن صاحبها لم يقف مكتوف الأيدي وفتح شركة في ناحية عامودا بإقليم الجزيرة وباشرت بالعمل وأصبحت مثال لجميع سوريا وسوف يكون فائدتها للمجتمع والهدف الأساسي توفير مادة الزيتون وزيت الزيتون للمجتمع بأسعار رخيصة وتوفير فرص عمل للأيدي العاملة والحد من البطالة.
ثورة روج آفا فتحت أبواباً مغلقة
وأفادنا الإداري في شركة روهلات مزهر شيخو قائلاً: “سبب افتتاح هذه الشركة في ناحية عامودا هو على مدى سنين طويلة كان حلم المواطنين بإنشاء معامل في إقليم الجزيرة ووضعها في خدمة الشعب وفتحت الثورة السورية ابواباً مغلقة ومنها باب إنشاء المعامل والمصانع في منطقة سمتها النظام السوري بمناطق نامية للتحكم بلقمة عيش المواطن والسبب الأساسي ليس الربح المادي وإنما توفير مادة الزيتون في مناطق شمال وشرق سوريا وفي حال وجد فائض سوف يتم تصديرها عن طريق وكلاء ومندوبين على محلات الجملة والتجار، يذكر بان تم إخراج زيت الزيتون من عفرين بصعوبة عن طريق السماسرة “التجار” وبأسعار مرتفعة جداً والهدف هو إغناء السوق بهذه المادة ووضع حد أمام تحكم الشركات والتجار بهذه بزيت الزيتون، وأن المطربانات غذائية وليست تجارية”.
ونوه شيخو بأن الشركة سميت باسم روهلات نسبة إلى اسمها القديم المتعارف به في عفرين، كما يوجد إنتاج باسم صاحب الشركة خليل علو، وسوف يتم توزيعها على التجار عن طريق مندوبين وخلق استقرار في الأسعار بالأسواق، على سبيل المثال يباع الكيلو الواحد من الزيتون بـ /500/ ليرة سورية، أما في الأسواق يباع بـ /1000/ ل.س.
زيت وزيتون عفرين مطلوب من العائلات بإقليم الجزيرة ولكن أثر الاحتلال التركي ومرتزقته على إنتاج زيتون عفرين حيث تم حرق الكثير من أشجار الزيتون في عفرين وبيع الزيت في المناطق الأوربية عن طريق تركيا وفي عفرين بدأت مرتزقة تركيا بتخريب وسرقة المعامل ونهب خيراتها ومنها شركة روهلات.
الآلات في شركة روهلات
المشرف على الآلات في الشركة “سردار تيجاني” أشار ايضاً إلى أن الثورة الصناعية العالمية بدأت منذ عام 1800، وأن دور الآلات في المعامل هو أساسي ويوجد “ماكينات التغليف، ومكنات تقوم بغربلة الحبة، وآلة فصل اللب عن الحبة”، كما عانينا الكثير من الصعوبات مثل عبور الآلات من المعابر الحدودية، وكان الاعتماد على تركيب الآلات ذاتياً، والاعتماد الأساسي في تشغيل الآلات عن طريق المولدات الكهربائية، مسافة الألف ميل تبدء بخطوة، المهنية هي الأساس.
والجدير ذكره أن شركة روهلات تعرف بإنتاجها على مستوى سوريا، كما أصبحت روج آفا غنية بإنتاج معاملها ومصانعها.
