القدود الحلبية

إعداد ,غاندي إسكندر *

القدود الحلبية من الفنون الموسيقية السورية العربية الأصيلة التي اشتهرت بها مدينة حلب منذ القدم، والقدود منظومات غنائية أنشئت على أعاريض، وألحان دينية، أو مدنية بمعنى إنها بنيت على قد والقد في اللغة هو القامة و المقدار واصطلاحاً هو أن تصنع شيء على مقدار شيء وشيء على قدر شيء في الإيقاع والموسيقى، وما يوافقهم، والقدود نوع موسيقي وغنائي مبني على نظام الموشح القديم من حيث الشكل الفني لكن بصياغة جديدة، وللقد عدة مصادر هي الموشحات، والأناشيد الدينية المتداولة في الموالد، والأذكار، والأغاني الشعبية، والفلكلورية، والتراثية والأغاني، والموشحات الأعجمية، وفي القرون الخمس الماضية كان الفن يتطور في حلب، ويتفاعل مع عناصر البيئة المحلية، وأصبح للموشح الحلبي صورته الفنية المستقلة بالإيقاع، والضرب، والأداء، والكلمة، وتجاوزت ضروب الموشح الحلبي بفروعها، وتفاصيلها المائة، وأصبحت لها قواعدها، وأسسها، وتقاليدها، وبلغ هذا التطور ذروته في القرن الماضي نصاً ولحناً، وغناء، وفي الواقع فإن الزوايا، والتكيات كان لها الدور الكبير في تطور فن القدود في حلب ولا تزال الزاوية الهلالية مستمرة في عطائها الصوفي، والفني منذ أربعة قرون وقد تخرج منها العديد من المنشدين أمثال مصطفى بشنك والشاعر والملحن والمطرب محمد الوراق وهو صاحب الموشحات، والقدود، والقصائد، والذي أعطى الشكل النهائي لفصل “اسق العطاش” المشهور ومن موشحاته :

 “زارني المحبوب في رياض، الآس، روق المشروب وملا لي، الكأس…”

 ويقال إن ارتباط القدود بمدينة حلب دون غيرها مرده إلى أمرين  اثنين، أولها احتضان حلب للعديد من الفنون الموسيقية الوافدة إليها بسبب موقعها التجاري، والفني الهام، ومن تلك الفنون قدود “إبراهيم الجندي ” الذي جاء إلى حلب برفقة “إبراهيم باشا ” وخلال إقامة الجندي في حلب زاد من  احتكاكه بأهل الأدب، والفن وحينها تم التعرف على قدوده، والأمر الثاني لارتباط اسم حلب بالقدود، هو نشوء الإذاعة فيها مما ساعد على توثيق، وتسجيل العديد من تلك القدود ضمن وصلات الغناء التراثية التي سجلتها، و بثتها الإذاعة، وتعرف عليه المستمع بأصوات عدد من المطربين الحلبيين الكبار، والذين اشتهروا بغناء هذا اللون أمثال (صباح فخري، ومحمد خيري، وعبد القادر حجار، ومها الجابري ) ومن القدود الحلبية الشهيرة “قدك المياس – تحت هودجها – وعالروزانا التي غنتها فيروز”