No Result
View All Result
المشاهدات 0
روناهي/ منبج ـ “المرأة والسياسة” شعار لندوة ثقافية نظمها اتحاد المثقفين في منبج بالتعاون مع مكتبة محمد منلا عزيل ليدور محور النقاشات حول دور المرأة في السياسة في ظل المرحلة الراهنة والتي أثبتت من كلِّ بُد إنها أصبحت رائدة في هذا المجال كما غيره.
لا شك أن المرأة المنبجية في الوقت الراهن، باتت أكثر طاقة وحيوية وإبداع، بعد سنوات طويلة، كانت حبيسة قمقم عبودية المجتمع والدولة، وذلك بفضل ثورة روج آفا. وباعتبارها تشكل نصف المجتمع، فقد تمكنت من إثبات نفسها، كملهمة؛ فجسّدت روح المقاومة بكل قوة وجدارة، مستلهمة في ذلك تجربة، المناضلة البطلة؛ ليلى كوفن.
نظّمَ اتحاد المثقفين بمدينة منبج وريفها؛ بالتعاون مع مكتبة محمد منلا غزيل؛ ندوة ثقافية، حملت شعار ” المرأة والسياسة”. وذلك في قاعة مكتبة محمد منلا غزيل؛ الكائنة في بناء اتحاد المثقفين بالمدينة، والواقعة على طريق حلب الدولي.
الندوة التي حضرها؛ العديد من العضوات، بمؤسسات الإدارة المدنية الديمقراطية بمدينة منبج وريفها، وعدد من الأهالي، المهتمين بالثقافة. بدأت بالوقوف دقيقة صمت، ومن ثم ألقت نائبة رئيسة لجنة المرأة في منبج وريفها؛ زهيدة إسحاق، التي تطرقت في مستهل الحديث بمحاضرتها عن حال المرأة في بداية المجموعات البشرية، فقالت: “كانت المرأة تدرك تماماً، أنها تعيش ضمن إدارة صغيرة أو مجموعات بشرية، وتعلم أنه يجب التعايش مع الجميع لتحقيق الحياة الندية، فكانت تتقاسم مع مجموعتها الأعمال كاملة، وتحمي نفسها، لفترة طويلة من أربعة آلاف إلى عشرين ألف عام ق.م وكانت هذه الإدارة الصغيرة، أو المجموعة، تشكل وجهاً من وجوه السياسة بشكل عام. مما يعني أن المرأة خلال فترة الستة عشر ألف عاماً، شاركت بالحياة السياسية. ثم بعد ذلك ظهر الرجل الحاكم المستبد الذي تآمر مع حاشيته؛ لإدخال المرأة ضمن طبقة الزقورات، فاستعبد المرأة وتملك سلطوياً دورها الريادي ضمنياً وشكلياً. ومع مرور الوقت، ظهرت السياسة بأشكال مختلفة، فكان النظام الملكي والإقطاعي والخلافة والمكيافيلية المجردة من القيم الأخلاقية”.
وحول علاقة المرأة بالسياسة، أضافت قائلة: “تطور العقل الإدراكي للمرأة، فاستطاعت أن تظهر مربية للأطفال، والمزارعة وتدجن الطيور وتربي الحيوانات وأنشأت المسكن الملائم للاستقرار. بيد أن أعظم شيء أنجزته اكتشافها للثورة النيولوتية ضمن مداخل نوعية للسياسة، فكان هذا العصر الذهبي للمرأة، فتكمنت من تطوير أخلاقيات السياسة، وهو ما اصطلح فيما بعد على تسميته بالطوطم؛ الذي تبنته العشائر والقبائل كنظام اجتماعي تسير عليه شؤونها وعاملاتها اليومية، فتم تهميش المرأة روحياً للاستيلاء على هذا الطوطم من قبيل الحكم الأبوي. ومع مرور الوقت، ظهرت تيارات نسوية مناهضة؛ للاستبداد الأبوي الذي ابتدأ مع إنكي الرجل في سرقته للماءات، تلا ذلك نشوء أنواع عديدة للأنظمة؛ لعل أهمها؛ الاشتراكية، إلا أن كل هذه الأنظمة خدّاعة وبراقة، وتزامن ظهورها، بروز شخصيات نسوية، ترفض الحكم الأبوي؛ ودور الأنظمة السلطوي؛ كنفرتيتي وزنوبيا وكيلو بترا وشجرة الدر في القرن التاسع عشر. وفي مراحل متقدمة من العصرانية، اقتصر دور المرأة على مشاركتها في جمعيات البر والإحسان، وانكفاءها تحت تبعيتها للرجل سواء الرجل أو الأخ، وذلك بفعل المدنية أو الدول المتسلطة. أما المرأة الكردية فظلت منعزلة في الجبال عن هذه الطقوس؛ فبرزت أسماء كبيرة، حملت لواء النضال؛ كحليمة خانم، وفاطمة رشك، وظريفة كوجه كلي وبيسه، وليلى قاسم، وساكينة جانسنز”.
وفي المحور التالي، لمحاضرتها، تابعت النائبة في لجنة المرأة؛ زهيدة إسحاق؛ الحديث حول دور المرأة بالسياسة الديمقراطية، فقالت: “وللحديث عن الديمقراطية، فمن الضروري بمكان الحديث عن دور الدولة المدنية وعلاقتها بالهيمنة السلطوية التي حاصرت المجتمع أخلاقياً وسياسياً مما أدى بطبيعة الحال للخنوع والهوان والاحتلال الاستعماري وقمعها لسياسة الحرية مستفيدة من ضعف نسيج الدولة السياسي، عبر وسائل من ذوي النفوس الضعيفة؛ كمرتزقة الجيش الحر وداعش. خلال الفترة الطويلة من التاريخ ظهرت نساء ضربن بقوة ضد الانتفاضة التي حملتها الهيمنة المدنية ومن هذه النساء؛ الآلهة أنانا ضد إنكي، ومريم العذراء، وزنوبيا، وعائشة، وروزا وغيرهن من النساء. لذا كانت ولادة السياسة الديمقراطية رداً طبيعياً على تلك السياسات الدكتاتورية، من خلال المبدأ القائل إن الشعب المنتصر هو المرأة المنتصرة. ففي عام 1975 عقد أول مؤتمر للمرأة أعطى للمرأة بعض الحقوق والحريات، وبموجبه خلال عقد من الزمن تمكنت المرأة من التصويت والمشاركة بالحياة السياسية وطرحت تساؤلاً للحضور، هل المشاركة السياسة للمرأة تحقق الديمقراطية أم الديمقراطية تحقق الحياة السياسية للمرأة؟ وكانت الإجابة هي الأولى؛ باعتبارها السبيل الوحيد الذي يضمن التوازن الديمقراطي. وتطور الديمقراطية يعني حرية المرأة، عبر كونفدرالية المرأة عبر لجان منتظمة، ومن مهامها؛ الحراك الديمقراطي، ومن أهدافه، أي الحراك السياسي: تطوير العمليات الديمقراطية ضد الجرائم التي ترتكب بحق المرأة. المواطنة الحرة، والمطالبة بحقوقها كاملة؛ كما لابد أن نشير أننا لا يمكن أن نفصل السياسة عن الأخلاق؛ فلا يمكن صلاح المجتمع سياسياً إلا إذا نجحت المرأة أخلاقياً؛ والعكس صحيح”.
وفي ختام الندوة؛ أفسحت المحاضرة المجال؛ لطرح الأسئلة والنقاش المتبادل الذي أغنى الندوة؛ بآراء متعددة ومتنوعة.
No Result
View All Result