سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

لا لاغتصاب المرأة وقتلها في عفرين

هيفيدار خالد –
منذ العشرين من شهر كانون الثاني الماضي من العام الجاري، احتلت الدولة التركية الفاشية مدينة عفرين السورية، وسط صمت دولي وأمام أنظار جميع العالم. وهاجمت الدولة التركية بكافة الأسلحة الثقيلة المدنيين العزل، واستهدفت البنية التحية للمدينة، والمنشآت الحيوية تحت عملية ما يسمى بغصن الزيتون المحتلة. وباحتلال الدولة التركية مدينة عفرين، نتج عنها مشروع احتلالي جديد من خلال إجراء سياسات التغيير الديمغرافي لجغرافية المنطقة، والقيام بتهجير السكان الأصليين من ديارهم، ووفق عمليات التهجير القسري وتوطين مجموعات إرهابية مرتزقة في منازلهم، إنما هي استمرار للانتهاكات التي ارتكبها مرتزقة داعش بحق المدنيين في العديد من الأماكن التي دخلتها خلال الفترة المنصرمة.
وبعد أن احتل مرتزقة الاحتلال التركي عفرين، أقدموا على ممارسة أبشع الأساليب الوحشية بحق الأهالي وبخاصة النساء والشباب، والعمل على تشريدهم من منازلهم وخطف النساء والفتيات واغتصابهن أمام أنظار الجميع، والتمثيل بجثثهن انتقاماً من المقاومة التي أبدتها النساء في وجه الاحتلال التركي أثناء دخوله المدينة بهدف الاحتلال، وبذلك كسر إرادة المرأة كما فعل مرتزقة داعش في العديد من المدن والمناطق التي احتلها، كمدينة منبج والرقة والطبقة ودير الزور، وممارسة كافة أشكال العنف بحق المرأة، حيث يقومون بقتل النساء الإيزيديات وإجبارهن على فعل العديد من الأمور التي ليس من حقهم إجبار النساء الإيزيديات على القيام بها، حيث سمعنا في العديد من التقارير الإخباريّة التي وردت في الفترة الأخيرة، بأنّ مرتزقة الاحتلال التركيّ يقوم بإجبار النساء الإيزيديات على اعتناق الإسلام وأداء الصلاة، وارتداء الجلباب الأسود ونقاب الموت اللذين ليسا من ثقافتهم. كما رأينا من خلال مقاطع ومشاهد مصورة في وسائل الإعلام كيف يقوم مرتزقة الاحتلال التركي بإجبار النساء على القيام بالأفعال المخالفة للقانون الإسلامي وبيعهم وشراهم؛ الأمر الذي يفتح الطريق أمام تشرد النساء، ونشر الخوف بين الجميع لما يرتكبه المرتزقة بحقهم من خلال المشاهد التي نشاهدها، والصورة التي ترسم في مخيلاتنا نتيجة ممارسات المرتزقة، نفهم بأن المرأة في عفرين تعيش في أصعب مراحل حياتها وتُرتكب بحقها أقذر الانتهاكات غير الإنسانية.
على الرغم من كل هذه الممارسات والأفعال الشنيعة؛ إلا أنه حتى الآن مازالت الجهات المعنية صامتة حيال ما يحدث لأهالي عفرين الأبرياء، فهم الآن يعانون من شدة حرارة الجو في المخيمات، ويعانون من عدم توفر العديد من مقومات الحياة الأساسية، إضافة إلى كل الممارسات اللاإنسانية واللاأخلاقية بحقهم، إلا أن العالم مازال يقف مكتوف الأيدي، ولم يبد حتى هذه اللحظة ردة فعلٍ تجاه ما يحدث للنساء والأطفال. وبهذا الخصوص على جميع المنظمات الديمقراطية والحقوقية التي تهتم بشؤون المرأة وتناضل من أجل حقوقها، تكثيف جهودهم لإنقاذ النساء والفتيات في عفرين المحتلة من قبل الاحتلال التركي، ووضع حدٍ لكل ما ترتكبه عصابات الاحتلال التركي، وإبداء مقاومة كبيرة للوقوف ضد كل ما يحصل للمرأة في عفرين؛ لأن المرأة اليوم في عفرين أمام كارثة إنسانية.