روناهي/ الحسكة ـ أقامت مديرية الصناعة في مقاطعة الحسكة وبالتعاون مع لجنة الاقتصاد في المقاطعة المعرض الصناعي الأول بمطعم النخبة بالحسكة، تحت شعار “صناعتنا، إنتاجنا، ثقافتنا”، بمشاركة الفعاليات الاقتصادية والتجارية والصناعية التي عرضت منتوجاتها الصناعية؛ بهدف تشجيع الصناعة المحلية بعد أن شهدت المنطقة الأمن والاستقرار وسنحت لهم الفرصة بإنشاء المصانع والمعامل في المقاطعة، حيث كان إنشاء وبناء المعامل الصناعية في المنطقة من المحظورات على أبناء المنطقة.
هذا وقد شهد المعرض حضوراً رسمياً وجماهيرياً كبيراً للاطلاع على المنتجات الصناعية التي تتم صناعتها في المقاطعة وتشجيعها. وعلى هامش المعرض؛ التقت صحيفتنا “روناهي” بعدد من أصحاب المصانع والمعامل في المقاطعة لاستطلاع آراءهم حول تطوير الصناعة ومستلزماتها.
كان له أثره الكبير في خدمة البشرية
شهدت الصناعة تطوراً كبيراً خلال المئة عام الأخيرة، وفي مجالاتها كافة “الزراعية، الغذائية، والطبية”، هذا التطور الصناعي كان له أثره الكبير في خدمة البشرية؛ من حيث تأمين احتياجات الشعب. والصناعة بحاجة إلى المواد الأولية لإنتاج المادة المصنعة، وعرضها على الأسواق؛ كما أن للمعارض دوراً كبيراً في عرض المنتجات، وتعرف المواطن مباشرة عليها، من حيث النوعية والجودة التي تتمتع بها المادة الصناعية.
مرت سوريا بشكلٍ عام والشمال السوري بشكل خاص خلال السنوات الماضية إلى تدمير كبير في البنية التحتية؛ كما أن المنشآت الصناعية تعرضت للتدمير والخراب؛ مما أدى إلى فقدان الكثير من المنتجات المحلية في الأسواق، حيث تعرض المواطن للاستغلال من قبل تجار الحروب والأزمات وبسبب تحكمهم بأسعار المواد الصناعية المستوردة من الدول المجاورة، وبهذا الخصوص لا بد من تلبية احتياجات المواطنين؛ وبخاصة الصناعية منها، وذلك بدعم وتشجيع الصناعة المحلية وتأمين المواد الأولية لها، والاعتماد على الصناعة المحلية والحد من استيراد المواد من الخارج، وذلك بغية الحفاظ على مجتمع متماسك، هذا ما أفادنا به صاحب شركة سامتو لايف لصناعة وتجارة الصابون والمنظفات؛ زكريا قطاع.
من أهم الدعائم الأساسية للاقتصاد
وبدوره؛ أشار صاحب شركة دهانات السنيورة الصناعي مصطفى درويش، أن المعرض له أهمية كبيرة من الناحية الصناعية، حيث يتم عرض المنتوجات الصناعية على المواطنين، وهي منافسة بين الشركات الصناعية، لتقديم الأفضل من حيث النوعية والجودة، كما تم مشاركة الكثير من المنشآت الصناعية في هذا المعرض بمختلف الصناعات الغذائية والبلاستيكية والنسيجية والتي تعتمد على الإنتاج المحلي وهذا يبرز قدرة أبناء المنطقة على النهوض الصناعي؛ وتأمين احتياجات المنطقة من المواد كافة بعد سنوات من الحرب والدمار التي استهدفت القطاع الصناعي بالدرجة الأولى، لذلك لا بد من العمل المستمر من أجل النهوض بالصناعة المحلية إلى أعلى المستويات من ناحية الكمية والنوعية، حيث تعتبر الصناعة من الدعائم الأساسية للاقتصاد.
المعرض خطوة نحو تطوير الاقتصاد وتشجيعه لخدمة المجتمع
وتعرف منطقة الشمال السوري بأنها منطقة زراعية بالدرجة الأولى، ويعمل شريحة كبيرة من المواطنين في المجال الزراعي؛ لهذا فأن دخول المواد الصناعية في الزراعة لها أهمية كبيرة في تطوير الزراعة، فالخراطيم الزراعية ومستلزمات الري بالتنقيط يزيد من كمية الإنتاج للمحاصيل الزراعية ويقلل من استهلاك المياه، لقد كان إقليم الجزيرة سلة الغذاء السورية على مدى عقود طويلة، ولكن بسبب الظروف التي مرت بها سوريا والشمال السوري من حرب ودمار، وخراب البنية التحتية الاقتصادية وخاصة الصناعية والزراعية التي هي بحاجة إلى إعادة بناء من جديد، تحتاج الصناعة المحلية لجهود كبيرة من أجل النهوض بها والوصول بها لمستويات عالية.
إن كل ما تم ذكره يتطلب تضافر الجهود بين الإدارة الذاتية الديمقراطية والصناعيين، وتقديم كافة التسهيلات للصناعيين من أجل تطوير الصناعة التي تعد الركيزة الأساسية لتطوير الاقتصاد بشكلٍ عام، وليكون قادراً على رفد الأسواق المحلية بالمنتجات الصناعية، وعدم الاعتماد على الاستيراد من الخارج، كما أن التحكم بالأسعار يشكل عبئاً كبيراً على عاتق المواطن، بالإضافة إلى النوعية والمواصفات التي تكون غالباً غير مطابقة للشروط، ونأمل أن يكون هذا المعرض خطوة نحو تطوير الاقتصاد وتشجيعه لخدمة مجتمعنا وشعبنا؛ وهذا بحسب صاحب معمل العزيز لصناعة الخراطيم الزراعية ومستلزمات الري بالتنقيط الصناعي مسعود محمد عزيز.