مجلس الرقة المدني يفتتح الجسر القديم بعد انتهاء أعمال الترميم

تقرير/ صالح العيسى –

روناهي/ الرقة ـ بعد طول انتظار.. يعود شريان الحياة الاقتصادي إلى الجسر القديم (المنصور) في الرقة إلى عهده السابق بعد جهود حثيثة، وأشهر من العمل الشاق في الإمكانيات الضئيلة التي يمتلكها مجلس الرقة المدني.

ونتيجة المعارك التي شهدتها مدينة الرقة أثناء الحملة العسكرية التي أطلقتها قوات سوريا الديمقراطية بهدف تحرير مدينة الرقة من سيطرة مرتزقة داعش؛ تعرضت معظم الجسور المتواجدة  إلى التدمير بشكل ممنهج؛ من بين تلك الجسور جسر الرقة القديم.

وبعد انقطاع الجسر القديم عن الخدمة دام لـ ثلاث سنوات؛ عاد اليوم الجسر إلى طبيعة عمله، حيث يعتبر الشريان التجاري والاقتصادي لأهالي مدية الرقة، وهو من الجسور الحيوية التي تتميز به مدينة الرقة عن باقي المدن السورية الأخرى، وتكمن أهميته الاقتصادية من خلال خروج البضائع والسلع التجارية إلى باقي المناطق في الشمال السوري.

افتتح مجلس الرقة المدني الجسر القديم في خطوة طال انتظارها من قبل الأهالي، وذلك بتاريخ 21/4/2019م، وكان الجسر قد تعرض للدمار خلال المعارك التي دارت بين قوات سوريا الديمقراطية ومرتزقة داعش خلال حملة تحرير الرقة التي حررتها قسد في الـ 20 من تشرين الأول عام 2017.

وفور افتتاحه؛ بدأت المركبات التي لا يزيد وزنها عن 4 أطنان بالعبور فوق الجسر، وبذلك تنتهي معاناة الأهالي مع “البرك” وهي قوارب كانت تحمل السيارات والأفراد.

وقال أحمد الجاسم وهو مواطن من مدينة الرقة بهذا الصدد: “جزيل الشكر لجهود المجلس المدني، وتفانيه في صيانة الجسر، وإعادة تأهيله”.

وضمن إمكانيات ضعيفة؛ ابتدأت ورش الصيانة التابعة لمجلس الرقة المدني لإعادة تأهيل جسر الرقة القديم المعاناة التي كان يمر بها الأهالي يومياً، واستخدام قوارب صيد الأسماك والبرك كوسيلة تنقل بين ضفتي الفرات، مما سبّب حالات غرق المدنيين وسيارتهم وبضائعهم، الأمر الذي دعا المجلس لإصلاح الجسر بمدة استغرقت حوالي عشرة أشهر.

وتقدر التكلفة الإجمالية لإعادة تأهيل الجسر بحسب القائمين على عمل الجسر بـ /90/  مليون ليرة سورية، وتم العمل بكادر بلغ عددهم /93/ عاملاً، من مختلف الورشات الفنية؛ منها “ورشات عمل بيتون مسلح، أساسات، دعامات، وورشات عمل حدادة”، من أجل تعزيز أمن الجسر، بالإضافة لورشات طلاء وجوانب حماية.

ويبلغ طول الجسر القديم /600/ متر، الذي تم تشكيله من خلال دعامات الفونط، بالإضافة للتربزيونات المعدنية القوية التي تتشكل من أقوى أنواع الحديد “الفونط”، والتي تعزز من أمن الجسر القديم لتعطي قوة أمام جميع العوامل الجوية”. 

وفي هذ السياق؛ حدثنا المسؤول الفني في إعادة تأهيل الجسر القديم حسن المصطفى قائلاً: “بعد أشهر من العمل الشاق والطويل الذي استمر على مدار الـ /24/ ساعة، وبهدف عودة الحياة الاقتصادية وتنشيطها من جديد في الريف الجنوبي لمدينة الرقة، وما تعنيه المنطقة من أهمية اقتصادية عالية في كامل الجغرافية السوريا عموماً؛ قمنا بإعادة الجسر القديم”.

إنهاء مأساة ثلاث سنوات

وأكمل المصطفى حديثه بالقول: “بتاريخ الواحد والعشرون من شهر نيسان عام 2019م، تم افتتاح الجسر القديم أمام جميع المركبات، التي تبلغ وزنها أربعة أطنان؛ مما يعطي حركة سهلة في دخول وخروج جميع البضائع إلى خط الشامية الذي انتظر طوال العشرة أشهر عودة تأهيل الجسر، حيث أودت قوارب صيد الأسماك و(البركات) بحياة عدد من المدنيين”.

وأضاف: “تم افتتاح الجسر بعد الأعمال الدؤوبة لمجلس الرقة المدني، حيث باشرت ورش العمل أعمالها الجبارة في تحسين المظهر الخارجي للجسر القديم من خلال طلائه بألوان الحياة الجميلة والحرة كاللونين “الأزرق والأبيض”، اللذان يمثلان إرادة الحياة القوية التي يتمتع بها أهالي مدينة الرقة عن باقي المناطق السورية”.

واختتم حسن المصطفى حديثه بالقول: “نعاهد شهدائنا الأبرار، شهداء قوات سوريا الديمقراطية بمواصلة المسير والنضال على دربهم والعمل لإعادة إعمار الرقة، وخلال الأيام القادمة؛ سنعمل على تأهيل الجسر الجديد (جسر الرشيد)، لتكون مدينة الرقة قوية اقتصادياً واجتماعياً”.

والجدير ذكره بأن الجسر يربط مركز المدينة بالريف الجنوبي؛ الذي يعتبر شرياناً لمدينة الرقة ويمدها بالمحاصيل، والغلال كالخضار والفواكه بأنواعها، إضافةً للحبوب.