استكمالاً لفعالية الاعتصام.. نساء عفرين يناهضن انتهاكات الاحتلال التركي

تقرير/ نورا إبراهيم –

روناهي / الشهباء – قام مؤتمر ستار بإنهاء فعالية الاعتصام التي انطلقت في العاشر من شهر نيسان بناحية أحرص التي شاركت فيها المئات من النساء اللواتي تناوبن في الاعتصام للوقوف بجانب المقاومة التي تبديها ليلى كوفن ورفاقها المضربين، وقد بلغ عدد المشتركات منذ انطلاق الاعتصام وحتى اليوم الختامي ما يقارب300 امرأة من النواحي العائدة لمقاطعة الشهباء وناحية شيراوا بكل مؤسساته.

أهمية الخطوة وأهدافها

 وتعتبر هذه الخطوة موقف المرأة الحرة التي تمتلك قرارها السياسي الرافض للخنوع والطغيان كما أنها تعبير عن الوقوف بجانب المقاومة التي يبديها المناضلون المضربون عن الطعام المفتوح.

 وتميز الاعتصام ببرنامجه الثري من الناحيتين الفنية والثقافية منذ اليوم الأول من الاعتصام، واستمر حتى يوم الختام.

وتضمن الاعتصام مشاركات من الأهالي الذين قاموا بإلقاء العديد من القصائد الشعرية والأغاني الثورية والفلكلورية، كما شاركت العديد من الفرق الفنية ومنها فرقة أنكيزك للموسيقى والفن والهلال الذهبي التي تمثل المرأة في حركة الثقافة والفن، وفرقة الشهباء للغناء والموسيقى، وفرقة الشهباء للمسرح العائد لحركة الثقافة والفن والعديد من الفنانين الضيوف، كما قام العديد من الشعراء بإلقاء القصائد الشعرية، وكان هنالك قصائد حوارية ألقاها العديد من الفنانين العائدين لحركة الثقافة والفن بالشهباء والتي استمرت لمدة ثمانية أيام حتى يوم الأربعاء 17/4/2019م، وذلك قبل الموعد الذي تم إقراره لإنهاء الاعتصام، حيث كان مقرراً بأن يستمر لخمسة عشر يوماً. لكن؛ بسبب انتهاكات حكومة الاحتلال التركي على القرى الواقعة على خط التماس وقيامها برسم الحدود ووضع حواجز اسمنتية في القرى التي تم احتلالها من عفرين، وتم إنهاء الاعتصام والبدء بحملة مسيرات ومظاهرات عامة استنكارية لما تقوم بها الحكومة التركية الفاشية من أعمال غير شرعية ومنافية للقوانين الدولية.

وفي اليوم الختامي قامت الرئيسة المشتركة للمجلس التأسيسي لفدرالية شمال سوريا هدية يوسف بقراءة البيان الختامي للاعتصام، وجاء فيه: “تحية للمشاركات في خيمة الاعتصام، فبذكرى استشهاد الرفيق عزيز عرب نحيّ جميع شهداء الثورة وباسمي وباسم جميع المشاركين في الاعتصام نحيّ مقاومة المناضلة ليلى كوفن والمناضلين الذين أضربوا عن الطعام تنديداً بالمفروضة على قائد الأمة الديمقراطية، فحين نقوم بالاعتصام لنقول لا للعزلة التي تفرضها الحكومة الفاشية، لأن العزلة على القائد أوجلان ليس على شخصه فقط إنما هذه العزلة هي حجب للفكر والفلسفة الحرة عن المجتمع. ولذلك؛ نرى كيف يقوم أكثر من سبعة آلاف مناضل في كردستان وجميع أصقاع العالم بالإضراب عن الطعام بقيادة المناضلة ليلى كوفن وناصر ياغز للوقوف ضد هذه العزلة غير الشرعية والمنافية للأعراف والقوانين الدولية، وبهذه العزلة يريدون قطع أوصال الطريق بين القائد والأمة الديمقراطية وإنهاء أمالهم.

 فبعد هزيمة الحكومة الفاشية التركية في الانتخابات المحلية مؤخراً، قامت باستخدام الشدة واعتقال الناخبين وفي الوقت نفسه تدخل الحكومة التركية في شمال وشرق سوريا ومحاربتها للفكر الديمقراطي المبني على أساسها الإدارة الذاتية ظهر جلياً أمام الأعين، حيث قامت بدعم المرتزقة وتوجيههم نحو سوريا من أجل زعزعة الاستقرار في مناطقنا”.

وتابع البيان: “ففي عفرين التي كانت قد تم الإعلان عن الإدارة الذاتية التي كانت تحضن جميع السوريين الذين فروا من الحرب وويلاتها، قامت دولة الاحتلال التركي بالتعاون مع بعض الجهات باحتلال عفرين فبتلك العلاقات تم احتلال إعزاز والباب وجرابلس وإدلب، واليوم يقوم الاحتلال التركي برسم حدوده للمناطق التي قام باحتلالها، ويقوم بتدمير القرى وتغيرها ديمغرافياً، كما يقوم بحملة التتريك التي يفرضها على شعبنا، ولذلك يتوجب منا وبصوت وموقف وإرادة واحدة أن نقف ضد هذه العزلة والاحتلال، ونقول لا للاحتلال لا للعزلة، وهذه الحملة التي يقوم بها المضربون عن الطعام حملة منتصرة وسوف نسير على خطاهم، خطى ليلى كوفن وناصر عزيز وخطى الشهداء الذين ضحوا بأجسادهم، ونقول للمحتل التركي الفاشي سوف تهزم الفاشية وإرادة الشعوب هي التي سوف تنتصر”.

انتهاكات مستمرة وسط صمت دولي

وحدثتنا العضوة في مجلس بلدية الشهباء بتل رفعت فكرت مصطفى التي شاركت في الاعتصام  قائلةً: “نحن كنساء عفرين القاطنين في مقاطعة الشهباء قمنا بالمشاركة في هذا الاعتصام بإرادة المرأة الكردية الحرة التي تمثل فكر وفلسفة القائد آبو، وكانت الغاية من هذا الاعتصام هو الوقوف بجانب المقاومة التي يبديها المناضلين المضربين عن الطعام في جميع أنحاء العالم، والتي بدأتها المناضلة والمقاومة الكردية ليلى كوفن في السجون التركية، حيث أنها تضحي بكل ما تملك وتخاطر بحياتها في سبيل غاية نبيلة وسامية، وهي كسر العزلة التي تفرضها حكومة أردوغان على القائد أوجلان”.

 وأكدت فكرت قائلةً: “نحن كنساء الشهباء نحي المقاومة التي تبديها ليلى كوفن ورفاقها المضربين عن الطعام، ونقول بصوت عالي إننا معكم ونقف بجانبكم حتى النصر”.

كما حدثتنا منسقية مؤتمر ستار عضو لجنة الفعاليات نوروز هاشم قائلةً: “بعد أن رأينا كيف يقوم المناضلون في جميع أنحاء العالم بالدخول في الإضراب المفتوح عن الطعام من أجل رفع العزلة المفروضة على القائد آبو، كأعضاء لجنة الفعاليات ومؤتمر ستار قمنا بإقرار ما يلي إقامة اعتصام تشارك فيها المرأة التي تقيم في مقاطعة الشهباء من أجل إيصال صوتنا إلى المضربين عن الطعام والعالم وتعبيراً عن الوقوف بجانبهم، وحس المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية على القيام بواجبهم تجاه الشعوب التي تعاني من الاضطهاد والظلم.”

وبينت نوروز بالقول: “نحن كلجنة قائمة على تحضير الفعالية، قمنا بتنظيم برنامج الاعتصام الذي يتضمن تحديد يوم مشاركة إحدى النواحي العائدة للشهباء بالتناوب في أيام الاعتصام كما قمنا بتنظيم برنامج من الناحية الفنية والثقافية وكيفية العرض واستقبال الضيوف وعن كيفية التنظيم وعلى هذا الأساس قمنا بتنصيب خيمة الاعتصام”.

وأكدت نوروز هاشم بأن خيمة الاعتصام كانت تعتبر بمثابة مدرسة يستفيد منها المشاركون في الاعتصام والضيوف من الناحية الثقافية والعلمية والمعنوية.

أما عن إنهاء الاعتصام قبل الموعد المنشود، فقالت نوروز: “كان مخططاً بأن يستمر الاعتصام لغاية خمسة عشر يوماً، إلا أن ما قامت به حكومة الاحتلال التركية في القرى الواقعة على خط التماس من بناء جدار لفصل عفرين المحتلة عن القرى الباقية من ناحية شيراوا، أجبرتنا بأن نوقف الاعتصام ونقوم بالتوجه للقيام بمسيرات وتظاهرات رافضة لهذه الأعمال الاحتلالية التي يقوم بها المحتل التركي”.

وناشدت نوروز مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة بالمداخلة فوراً وإقامة جلسة مستعجلة تظهر فيها تركيا دولة احتلال تحتل عفرين وأراضي من سوريا وتجبرها على الخروج.