روناهي/ ديرك – ضمن خطوة فريدة من نوعها في مخيم نوروز بمنطقة ديرك, نُفذ مشروع زراعي مؤلف من أربع بيوت بلاستيكية مزروعة بمحاصيل الخضار؛ بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي وتأمين منتجات زراعية صحية وعضوية.
منذ بدء الأزمة السورية، ومناطق الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا أصبحت “مناطق آمنة” بالفعل، بحكم تواجد المؤسسات التي تنظم الحياة العامة في هذه المنطقة، حيث لجأ مئات الآلاف من السوريين إلى مدن هذه المنطقة، بالإضافة إلى لجوء عشرات الآلاف العراقيين من السنة والشيعة والكرد والإيزيديين، إلى مناطق الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا, وبدورها أقامت الإدارة الذاتية الديمقراطية مخيمات تستضيف النازحين واللاجئين في معظم مناطق ومقاطعات الشمال السوري, منها مخيم “نوروز”، الواقع في منطقة ديرك، والذي نشأ بتاريخ الثالث عشر من شهر أيار عام 2014، لإيواء ما يقارب /520/ عائلة إيزيدية فرت من المجازر التي ارتكبها داعش بحقهم في شنكال, حيث تعمل الإدارة الذاتية على تقديم المساعدات بشتى الوسائل لتحقيق المزيد من التطور في المخيم.
مشروع البيوت البلاستيكية
وللاطلاع أكثر على تفاصيل المشروع؛ كان لصحيفتنا “روناهي”، لقاءً مع المشرفين على المشروع في مخيم نوروز, حيث أوضح لنا الخبير الزراعي عصمت محمد، قائلاً: “بعد الدراسات التي أقيمت في المخيم أنشئت البيوت البلاستيكية على مساحة من أرض المخيم، بعد أن تم توفير المعدات اللازمة لإنشاء البيوت من “حديد، نايلون للتغطية، وحراقات لتوفير الحرارة اللازمة”، وتم تنفيذ المشروع تحت إشراف مهندسين زراعيين مختصين؛ وذلك بعد دراسة المشروع بشكلٍ جيد، ففي البداية تم زراعة البذور في تلك البيوت البلاستيكية من أجل تأمين الشتول؛ وذلك عبر استيراد البذور اللازمة للزراعة، وتم زراعة بذور “الخيار، البندورة، الفليفلة والكوسا”، ومن ثم نقلها في نهاية شهر شباط المنصرم إلى البيوت البلاستيكية”.
آلية العمل
وعن آلية العمل أضاف محمد: “خصصت إدارة المخيم عاملان للعمل بشكلٍ دائم في البيوت البلاستيكية الأربعة؛ بهدف الاهتمام بالمحاصيل المزروعة في البيوت البلاستيكية ورعايتها، وذلك عبر تأمين المياه اللازمة عن طريق التنقيط، وتأمين المواد اللازمة، وتأمين الحراقات من أجل توفير الحرارة المناسبة لنمو المحاصيل داخل البيوت البلاستيكية؛ وغيرها من عمليات العناية بالمحاصيل”.
أهداف المشروع
كما وحدثنا الخبير الزراعي في مخيم نوروز حاجي إسماعيل عطونو؛ قائلاً: “هدفنا من المشروع هو تأمين الخضار للأهالي، حيث نقوم بزراعة الخضروات بدون استخدام الهرمونات والأسمدة الصناعية والمبيدات الحشرية، التي تحتوي على مواد كيميائية؛ وذلك للحفاظ على صحة الخضراوات وصحة الأهالي في المخيم والمنطقة بالكامل, وكي يتم تحقيق الاكتفاء الذاتي للمنطقة من الخضار”, وأكد على أن المشروع سيتم توسيعه في العام المقبل في حال إنجاحه؛ بحيث يضمن الحصول على إنتاج جيد، وسيتم جني أول دفعة من محصول الخضروات في المخيم بداية شهر حزيران من العام الجاري.