لم تستأصل ذهنية داعش من شمال وشرق سوريا بالرغم من هزيمتهم عسكرياً أمام قوات سوريا الديمقراطية؛ فآلاف المرتزقة بمن فيهم النساء والأطفال يعيشون في مخيم الهول تحت رعاية الإدارة الذاتية الديمقراطية، علاوة على الخلايا النائمة التي تشكل خطراً على المنطقة. وعليه؛ طالبت شعوب شمال وشرق سوريا المجتمع الدولي بمحاكمة هؤلاء المرتزقة.. في حين تستمر العلاقات الدولية حول مصير أولئك الدواعش وزمان ومكان محاكمتهم….
مركز الأخبار ـ فرض داعش خلال أعوام عديدة السواد على المناطق التي احتلها، واستهدف المرأة بالدرجة الأولى، وبعد القضاء عليه عسكرياً، أعلنت القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية بأنهم سيبدؤون مرحلة جديدة ألا وهو القضاء على الخلايا النائمة للمرتزقة، في حين يطالب الشعب السوري بمحاكمة هؤلاء المرتزقة المتواجدين لدى قوات سوريا الديمقراطية، وبهذا الصدد التقت وكالة أنباء هاوار مع رئيسة هيئة المرأة في مقاطعة عفرين زلوخ رشيد التي أكدت؛ قائلة: “تحت مسمى الدين الإسلامي، انخرط في صفوف المرتزقة العديد من النساء وبالأخص الأجنبيات منهن، حيث حاول المرتزقة اتخاذ سوريا مكاناً لتشكيل فكرهم المتطرف”.
ونوهت زلوخ إلى أن ما مارسه وما ادعاه مرتزقة داعش منفصلان عن بعضهما تماماً، إذ أن ما فرضوه عليهن بعيد عن الفكر الحقيقي للإسلام وعن الأخلاق والإنسانية، من قتل واغتصاب ومتاجرة بالنساء وارتكاب أبشع أنواع الجرائم بحقهن.
وأشارت زلوخ إلى أنه وبعد القضاء على مرتزقة داعش عسكرياً؛ يتوجب توحيد ومضاعفة الجهود للقضاء على خلاياه النائمة والتي تشكل خطراً على المجتمع الدولي بشكل عام.
وأضافت: “ما تركه داعش خلفه أخطر بكثير من وجوده عسكرياً على سوريا خصوصاً والعالم عموماً، وهذا ما يفتح المجال لإحياء فكره وإعادة إنشائه ذات المسميات أو أخرى في أماكن مجهولة”.
وأكدت زلوخ على أن المرحلة التي تمر بها سوريا ومنطقة شرق الأوسط خاصةً بعد انتشار خلايا داعش في كل مكان تتطلب من النساء توحيد صفوفهن وجهودهن، للحد من أفكار المرتزقة السوداء، وحماية النساء من الانجرار وراء هذه الأفكار.
وأنهت رئيسة هيئة المرأة في مقاطعة عفرين زلوخ رشيد حديثها بمطالبة المجتمع الدولي بإنشاء محكمة دولية لمحاكمة مرتزقة داعش لضمان الأمان والاستقرار في سوريا والذي سيعم على العالم أجمع.
وفي السياق ذاته؛ أكد الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية رياض درار أن العلاقات الدولية قائمة حول مصير الدواعش المعتقلين لدى قسد على أسس ونظم الأسرى.
وجاء تصريح رياض درار لوكالة أنباء هاوار على هامش مشاركته في محاضرة أقيمت في الثاني من نيسان الجاري بمدينة منبج تحت شعار “الإسلام الديمقراطي”.
وتحدث درار عن مصير الآلاف من عناصر مرتزقة داعش الذين ألقت قوات سوريا الديمقراطية القبض عليهم إبان معارك خاضتها القوات ضد المرتزقة، وكان العدد الأكبر ممن استسلموا في الباغوز التي كانت آخر نقطة جغرافية سيطر عليها داعش قبل أن تقضي قسد على آخر تواجد جغرافي له.
وتتعدد جنسيات عناصر داعش المعتقلين وبرفقتهم عدد كبير من النساء والأطفال، وفي حين كرر مجلس سوريا الديمقراطية دعوته البلاد الأجنبية إلى استلام المرتزقة الذين ينتمون إلى جنسياتهم رفضت العديد من الدول استلام مواطنيها.
وبذلك كان لا بد من دعوة المجتمع الدولي لإنشاء محكمة دولية تقاضي المرتزقة الداعشيين الأجانب بما يتوافق مع المعاهدات والمواثيق المعنية بحقوق الانسان، وما زالت النقاشات في الوسط الدولي قائمة حول المحكمة الدولية ومكان إقامتها وقوانينها.
وأكد الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية (مسد) رياض درار على أن مرتزقة داعش ارتكبت آثام بأشكال إجرامية، وأوضح بأن الهدف من إنشاء المحكمة الدولية هو إقامة نظام يمكن أن يحقق العدالة بحق الأسرى، ولفت إلى أن “العلاقات الدولية قائمة حول مصير المرتزقة الدواعش على أسس ونظم الأسرى”.
وأوضح الرئيس المشترك لمسد أن التفاهمات والنقاشات جارية مع جهات دولية ويمكن أن تكون المحكمة سورية أو دولية. لكن؛ لم تتبلور الصورة النهائية بعد فالدراسات مستمرة.
ونوه درار إلى وجود قانون قضائي كامل يمكن الاستناد إليه في مناطق شمال وشرق سوريا يوافي شروط الجزاء العادل، مضيفاً: “لكن منطقة شمال وشرق سوريا لم تأخذ المشروعية الكافية لتحكم باسم دولة وإن نظام المحاكمة يمكن أن يعد بالتشاور والتشارك مع المجتمع الدولي لإيجاد الشكل الحقيقي لمحاكمة المرتزقة”.