بلند الحيدري اسم طالما تردّدَ في عالم الشعر العراقي والعربي، وهو شاعر كردي الأصل من أبوين معروفين فوالده كان ضابطاً ومن عائلة مرموقة وكذلك والدته فاطمة ابنة أحد أبرز رجال الدين في إسطنبول، وهو من مواليد بغداد 1926م.
نشأ بلند في كنف عائلة معروف وكانت له علاقات وثيقة ومنافسات وسِجالات مع أخيه الأكبر صفاء الحيدري وكذلك تعرف وعاشر الشاعر المعروف حسين مردان، وعُرف الشعراء الثلاثة على مستوى العراق فالعالم العربي.
أقام الحيدري وتنقل في عدة مدن كردية بحكم عمل والده، وعانا الكثير بسبب انفصال والديه ومن ثم وفاة والدته وتلا ذلك وفاة والده عام 1945م، مما دفعة للتشرد والتسكع، ليبدأ بعد ذلك بالعمل في كتابة العرائض أمام وزارة العدل وكان خاله داوود الحيدري وزيراً للعدل.
بالرغم من تشرده كان بلند حريصاً على تثقيف نفسه فكان يذهب إلى المكتبة العامة لسنين ليبقى فيها حتى ساعات متأخرة من الليل اذ كوّن صداقة مع حارس المكتبة الذي كان يسمح له بالبقاء بعد إقفال المكتبة. كانت ثقافته انتقائية، فدرس الأدب العربي والنقد والتراث وعلم النفس وكان معجباً بفرويد وقرأ الفلسفة وتبنى الوجودية لفترة ثم الماركسية والديمقراطية، علاوة على قراءته للأدب العربي من خلال الترجمات، وكتب ودوّن المئات من القصائد والمقالات والمراسلات ولكافة النخب والأطياف والشرائح المجتمعية، وضاعت الكثير من أعماله المخطوطة، وتوفي سنة 1996 في نيويورك.