• Kurdî
الإثنين, مايو 12, 2025
صحيفة روناهي
  • الأخبار
    • أخبار عالمية
    • أخبار محلية
  • المرأة
  • السياسة
  • آراء
  • التقارير والتحقيقات
  • المجتمع
  • الإقتصاد
  • الثقافة
  • الرياضة
  • المزيد
    • عدسة روناهي
    • منوعات
    • الكاريكاتير
    • صحة
    • PDF نسخة
    • مجلة مزكين
    • الزوايا
      • كينونة المر|ة
      • الدين والحياة
      • تحت السطر
      • حبر النساء
      • رؤية
      • طبيب روناهي
No Result
View All Result
صحيفة روناهي
  • الأخبار
    • أخبار عالمية
    • أخبار محلية
  • المرأة
  • السياسة
  • آراء
  • التقارير والتحقيقات
  • المجتمع
  • الإقتصاد
  • الثقافة
  • الرياضة
  • المزيد
    • عدسة روناهي
    • منوعات
    • الكاريكاتير
    • صحة
    • PDF نسخة
    • مجلة مزكين
    • الزوايا
      • كينونة المر|ة
      • الدين والحياة
      • تحت السطر
      • حبر النساء
      • رؤية
      • طبيب روناهي
No Result
View All Result
صحيفة روناهي
No Result
View All Result

الأوراسيّة والتدخل الروسيّ في سوريا

31/03/2019
in التقارير والتحقيقات
A A
الأوراسيّة والتدخل الروسيّ في سوريا
Share on FacebookShare on TwitterTelegramWhatsappEmail
المشاهدات 0
تحقيق/ رامان آزاد –

ظهرت الأوراسيّة عام 1930 كحركةً فكريّة وسياسيّة عكست حاجة روسيا للتركيزِ على استقلالها النسبيّ الثقافيّ، والجغرافيّ والسياسيّ، والاهتمام باستقرار الحدود وإقامة محيط أوراسيّ متنوع عرقيّاً، كما عكست موقف الغرب غير المتعاون، والحاضر دائماً في جوهر الفلسفة السياسيّة الأوراسيّة.
الأوراسيّة أيديولوجيا سيادة روسيا أو الحضارة الروسيّة، وقد تراكمت على أساسٍ دينيّ واعتمدت على الجذور المسيحيّة الأرثوذكسيّة رغم أنّها تصنّف فلسفة سياسيّة وليست عقائديّة، لا تنحصر بالبعد المسيحيّ الأرثوذكسيّ أو أيّ دين تقليديّ آخر. ويعتمد العنصر “الأوراسيّ” على الموقع الجيو سياسيّ لروسيا، وهو لا يتطابق مع الموقع الجغرافيّ؛ كونه محايد من الناحيتين الاجتماعيّة والثقافيّة. الجغرافيا السياسيّة تنطوي على طابع المجتمع، أي تأخذ بعين الاعتبار “المشهد المحيط”.
 الأوراسيّة صحوة ما بعد الصدمة
الأوراسيّةُ فلسفةٌ جيوبوليتيكيةٌ محليّةٌ تتباينُ مع الفلسفاتِ السائدةِ بالشرق والغرب وتنافسها، فهي أيديولوجيا وفلسفة بديلة عن التغريب والبلشفيّة، وترى أنّ لروسيا حضارةً فريدةً ذاتِ مسارٍ خاصٍ ومهمّة تاريخية خاصة، لإيجاد مركز قوةٍ وثقافةٍ مختلفتين، بدون صبغة أوروبيّة أو آسيويّة، بل بالجمع بينهما، في استجابة لمعطيات الجغرافيا. ويؤكد الأوراسيون نهايةَ الغربِ الحتميّة، وعندئذٍ سيكون الوقتُ مناسباً لروسيا، لتكونَ المثال العالميّ الرياديّ.
وفيما تؤكّد الليبراليّة على النزعة الفرديّة وتأليه الفرد، فالأوراسيّة تناقضها بإعلانٍ واضحٍ لأولويّةِ الجماعة على الفرد، وسيادة القيم الحضاريّة على الافتراضات الفرديّة. وأما عدم التناقض مع المسيحيّة الأرثوذكسيّة فمجرّدُ نقطة مرجعيّة صفريّة (منطلق).
كان انهيارُ المعسكرِ الشيوعيّ وتقسيم الاتحاد السوفييتي ضربةً مباشرةً في صميمِ الهوية الثقافيّة والسياسيّة والاقتصاديّة الروسيّة، بالمقابل أعلن المعسكر الغربيّ الأمريكيّ الأوروبيّ انتصارَ أيديولوجيته السياسيّة الليبراليّة بكلِّ مفرداتها؛ ما حدا بكلّ دول الجوار أن تعدّلَ سياساتها الخارجيّة وتموضعها وفق هذا المتغيّر، وبذلك خاضت منطقة الجوار الروسيّ على اتساعها تحولاتٍ شاملة.
تمّ تداول مصطلح أوراسيا للإشارةِ إلى منطقةِ التحوّلات الممتدة على قارتين من الصين شرقاً إلى أوروبا مروراً بالشرق الأوسط، وتمثلتِ التحولات بحدوثِ فراغ أمنيّ ودخولِ المنطقة بسلسلة صراعات لا زالت مستمرّةً حتى اليوم. فوقعتِ الحروبُ والنزاعاتُ بين مكوّناتِ البلدِ الواحد وكذلك بين الدول، فكانت عرقيّة قوميّة بالقوقاز والشيشان وأذربيجان وأرمينيا وجورجيا، وتنافساً اقتصاديّاً على مصادر الطاقة بين الدول المتشاطئة على بحر قزوين، كما برزت قضايا اختلاف التوجّهاتِ السياسيّة والدينيّة ومشاكل الهجرة غير الشرعيّة وتهريب المخدرات عبر الحدود، ولم تتمكنِ الدولُ المستقلة عن الاتحاد السوفيتيّ من ضمان حقوق مواطنيها، وبرز الإرهاب كتهديد مباشر لمجملِ الحياة، فيما استقطب حلف الأطلسي دول البلطيق، بعدما كانت ضمن فضاء الاتحاد السوفييتيّ. وقامتِ الثوراتُ الملونة (جورجيا عام 2003 وأوكرانيا عام 2004) فدعت للانضمام للناتو والاتحاد الأوروبيّ. ولتظهر هشاشةُ المنظومة الدفاعيّة الروسيّة فيما بعد الحرب الباردة، والتي اُفترض بها الاضطلاعُ بدور الاتحادِ السوفييتي والسعي لاستيعاب الدول المستقلة في أطرٍ جديدة، ولتواجهَ روسيا بذلك استحقاقاتٍ متصلةً بأمنها القوميّ ويسودَ التوترُ علاقتَها بحلف الناتو.
طُرحتِ جملة المتغيرات مسائل أحرجت روسيا، وفُرضت عليها أولوياتُ إعادةِ التوازنِ للمنطقة وتثبيت ركائز الاستقرار، والسؤال المطروح؛ هل تستطيع روسيا إعادةَ الاعتبارَ لهويتها الجيوسياسيّة التقليديّة؟
الإشكالاتُ وحالةُ الحرجِ عكست حالةِ التخبط بكيفية إدارة الفضاءِ الأوراسيّ بالفترةِ التالية لانهيار الاتحاد السوفييتيّ ما صعّد الفكر والمخيّلة الجيوبوليتيكية في روسيا، واتفقت حول أنّ الصراعات المنتجة لفضاءٍ غير منتظمٍ وليدةُ سببٍ واحد هو عدم وجود موازنٍ إقليميّ. ودفعتِ الصورُ المكانيّة المقدّمة للكيانِ ما بعد السوفييتيّ وللنظام الأوراسي مختلفَ المدارس الجيوبوليتيكيّة الروسيّة للطرحِ الفرضيّ بأنّ “الجغرافيا هي مجرّد منتجٌ لمخيلتنا وأنّ الفضاءَ الأوراسيّ مبنىً اجتماعيّ”، يتم عبر إعادة تعريف الجيوبوليتيك بتقديمه “كخطابٍ ذي طموحاتٍ تأسيسيّةٍ مميزةٍ للعالم، حيث تُستخدمُ الاستعاراتُ والصورُ المرئية بعمليةِ صنع قصص وبناءِ صور للسياسة الدوليّة”. وأكّد الجيوبوليتيك النقديّ على أهميّةِ الإبداعِ السياسيّ والفكريّ لتشكيلِ بنىً مكانيّةً محددةً، فمفاهيمُ كالهويةِ، الأمنَ والجوار الجغرافيّ والمسؤولية ليست محايدة، وتعكسُ غالباً تحيّزَ مستخدميها في تعبيراتهم الذاتيّة. وبالتالي، فمن الضروري تجاوزُ دراسةِ ممارسات الدولة والتحرّكُ نحو كيفية ترسيمِ الأساطير الثقافيّة الكامنةِ وراء هذه الممارسات كأسطورة التفرّدِ الوطنيّ. فارتبط التفكيرُ الجيوبوليتيكيّ الجديد بروسيا بالأوراسيّة المؤكّدة على التفرّدِ والتميّزِ الثقافيّ عن العالمين الأوروبيّ والآسيويّ.
بانتهاءِ “الحرب الباردة”، انقسم مواطنو الجمهوريات السوفييتيّة السابقة، ومواطنو دول حلف وارسو الاشتراكيّ، بين مُرحّب بالليبراليّة والانفتاح الاقتصاديّ بعد عقود من الاشتراكيّة والعزلة عن العالم الخارجيّ، واعتبروا التغيير السياسيّ والاقتصاديّ فرصة لتوسيع مساحة الحريات المدنيّة واللحاق بركب النمو الاقتصاديّ العالميّ، وانصرف الليبراليون ورجال الأعمال لبناء الشركات والاستثمارات مع نظراء غربيين.
 فيما ساد الحنينُ لأيام الإمبراطوريّة لدى تيار الاشتراكيّة ومنهم فلاديمير بوتين الذي اعتبر انهيار الاتحاد السوفييتيّ “أكبر كارثة جيوسياسيّة بالقرن”. وانشغل هؤلاء بالتنظيرِ لأيديولوجيةٍ جديدةٍ، عُرفت باسم “الأوراسيّة Eurasianism”، لاستعادة أمجاد الإمبراطوريّة الروسيّة والثأر من القوى الغربيّة لتآمرها على الاتحاد السوفييتيّ. ويصف المفكّر ألكسندر دوغين، المعركةَ بين روسيا والغرب بصراعٍ ملحميّ مع الماديّة الأمريكيّة، سيؤول إلى تدمير “الإمبراطورية الأمريكيّة”.
 موقف الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة
عدا أنّ الأوراسيّة تعني الوصولَ إلى البحار الدافئة، فإنّ لها بعداً دينيّاً يوازيها، ويُذكر أنّ الكنيسةِ الأرثوذكسيّة الروسيّة تأسست بعد وقوعِ كنيسة روما القديمة في هوةِ الهرطقةِ اللاهوتيّة، وسقطت روما الجديدة البيزنطيّة (القسطنطينية) تحت الحكم العثمانيّ عام 1453. وتتداول الأوساط الروسيّة نظريّة مفادها أنّ موسكو كنسيّاً أصبحت “روما الثالثة”. وتحظى هذه النظرية بأهميّةٍ كبرى وتحديداً بعد سقوط الاتحاد السوفياتيّ في دوائر القيادة الروسيّة حتى الرئيس بوتين، إذ أنّهم يضفون عليها خصوصيّة وطنيّة.
واليوم ثمّة حالة انسجام بين الكنيسة والكرملين، إذ تسايرُ الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة، توجّهات القيادة السياسيّة، وفيما التزمت القيادة الروسيّة موقفَ الدعم السياسيّ للنظام السوريّ اعتباراً من إسقاط أول قرار بمجلس الأمن ضد دمشق في 5/10/2011 وليصل عدد مرات استخدام الفيتو 12 مرة. وبالتوازي مع الموقف السياسيّ؛ قام بطريرك موسكو وكل روسيا للروم الأرثوذكس ساموليسك كيريلوس بزيارة دمشق في 12/11/2011 في توقيتٍ حسّاسٍ ليؤكّد البعد الدينيّ للموقف السياسيّ الروسيّ، فسوريا بنظره بلدُ المسيح ولا يجب تركها لتياراتِ التشددِ والتطرفِ.
موقف السلطة الكنسيّة تم تأكيده بالتصريح الذي أدلى به البطريرك كيريلوس في 6/5/2016 فقال عن التدخل العسكريّ الروسيّ في سوريا: “الحملة الروسيّة في سوريا ليست للغزو أو للاحتلال أو لنشر إيديولوجيا أو لمساندة حكومة ما. هي فقط لمحاربة الإرهاب. هذه حربٌ وطنيّةٌ مقدّسةٌ والجيشُ الروسيّ حقاً محبٌّ للمسيح”. وتستوقفنا عبارة “حرب وطنيّة” التي درجت في الحقبة الستالينيّة وكانت عنوان المقاومة التي أبداها الاتحاد السوفياتيّ والشعب الروسيّ ضدّ قوات الغزو النازيّ بالحرب العالمية الثانية.
عرّاب الأوراسيّة الروسيّة
تصفُهُ الأوساطُ الغربيّة، “دماغ بوتين”، و”العقل المدبّر” إنّه ألكسندر دوغين أحد أهم منظّري الأوراسيّة، وقد ألف أكثر من 30 كتاباً أهمها “أسس الجغرافيا السياسيّة” و”النظرية السياسيّة الرابعة”. كان وراء قرار ضمِّ شبه جزيرة القرم، وحرّض على ضمّها منذ عام 2008، خلال الحرب بين روسيا وجورجيا. ودعا لنشر القوات الروسيّة على طول الطريق للعاصمة الجورجيّة تبليسي، والإطاحة بالرئيس ميخائيل ساكاشفيلي ثم الانتقال للسيطرة على القرم، ثم التدخل عسكريّاً بشرق أوكرانيا، ويسمّيها “نيو روسيا”، وهو الاسمُ ذاته الذي يستخدمه الرئيس بوتين في خطاباته. يلوم دوغين الليبراليين على منعهم الرئيس بوتين إرسالَ قوّات لمحاربة “المتمردين” في دونتيسك ولوهانسك اللتين أعلنتا الاستقلال من طرف واحد في نيسان 2014.
حثَّ دوغين الرئيسَ بوتين للدفاع بقوةٍ عن سوريا، ومعالجة الملف السوريّ من منظور جيوبوليتيكيّ، فدمشق هي العاصمة الوحيدة بمنطقة الشرق الأوسط التي يمكن الاعتماد عليها في المشروع الأوراسيّ.
ووفقاً لدوغين يمكنُ إنشاء “الإمبراطورية الأوراسيّة” بتعزيز القوة الجيوسياسيّة لروسيا والتكامل بين المحاور البريّة بزعامة روسيا والذي يشكّل فيه العالم العربيّ أحد أحزمته الثلاث الأورو أفريقيّ مع الحزام الأوراسيّ والباسيفيكي، ويبني عليه أمل الحدّ من هيمنة القطب الأمريكيّ.
يقول دوغين إنّ الشرق الأوسط نقطة صِدامٍ جيوبوليتيكيّ مع الولايات المتحدة، وانتصارُ
 روسيا فيه يجب أن يكون حتميّاً. ويعارض دوغين ثلاث نظريات رئيسيّة للقرن العشرين: (الليبيراليّة، الشيوعية والفاشية)، ويقدَّم البديل العلميّ باسم “النظرية السياسيّة الرابعة”، وقال: “إنّ روسيا في عهد بوتين تسير وفقاً لنظريته”. وملخص النظرية أنّ روسيا التي مرّت بمرحلتي الشيوعيّة والليبيرالية، يتوجبُ عليها الآن الدخول بمرحلة جديدة تعتمد على رؤية سامية تعمُّ الفضاءَ الأوراسيّ الواسع، وأن تسعى إلى إحداث تغييرٍ عالميّ على أسسٍ أخلاقيّةٍ جديدةٍ وليس على قيمٍ ماديّةٍ استهلاكيّةٍ برجوازيّةٍ.
لا يعتبر دوغين أنّ الحربَ الباردة بين المعسكر الغربيّ بقيادة واشنطن وحلف وارسو الاشتراكيّ بقيادة موسكو صداماً أيديولوجيّاً بين الرأسماليّة والاشتراكيّة، بل صراعاً جيوبوليتيكياً انتصرت فيه القوى البحريّة (التالاسوكراتيا) على القوى البريّة (التيلوروكراتيا)، فرغم أنّ روسيا تمثل أكثر من ربع مساحة العالم، إلا أنّ ضعفَها الجيو سياسيّ يكمنُ بعدم وصولها إلى البحارِ الدوليّة (الدافئة)، واقتصار إطلالتها على البحارِ الباردةِ.
كتب إلكسندر دوغين مقالاً نُشر في15/8/2016 حول آفاق الإمبراطورية القادمة قال: إنّها الصيغة الوحيدة للوجودِ اللائق والطبيعيّ للشعب الروسيّ والإمكانيّة الوحيدة للوصول برسالته التاريخيّة والحضاريّة إلى أبعد مداها. الإمبراطوريّة القادمة لا ينبغي أن تكون “دولة جهويّة” (إعطاء صلاحيات واسعة أو ما يشبه حكم ذاتي للأقاليم). واشترط دوغين أن تؤخذ بالحسبان الخصائص المحليّة العرقيّة، الدينيّة، الثقافيّة، الأخلاقيّة لكلّ منطقة وإضفاء الصفة القانونيّة على هذه العناصر.
 لهذا تدخّلت روسيا في سوريا
تستندُ موسكو إلى الجغرافيا لتبريرِ السياسةِ الخارجيّة والتدخّل العسكريّ ببعض المناطق باعتبارها إجراءاتٍ تمليها الضرورةُ الجيوسياسيّة التي تتخطى الاعتباراتِ الأخرى. وتعتبرُ أنَّ الصراع في سوريا امتدادٌ لمرحلةِ الحربِ الباردةِ.
لم يكنِ الكرملين ليترددَ بالدفاعِ عمّا اعتبره مصلحةً جيوسياسية، ولو اقتضى الأمر صراعاً عسكريّاً طويلاً في سوريا. إذ؛ أنّها تحافظ على نفوذها كقوةٍ دوليّةٍ عظمى وتدافع عن وجودها في الساحلِ الشرقيّ للبحر المتوسط بعد إزاحتها من ليبيا. وبالمثل كان تدخلُها في دونباس شرق أوكرانيا، وضمُّ شبهِ جزيرة القرم واستقلال دونيتسك ولوغانسك، كان ضرورة جيوسياسيّة. فموسكو لا تعارض استقلالَ أوكرانيا السياديّ سواء كانت حليفاً لها أو محايدة، ولكنها لا تسمح باحتلال الأطلسيّ لأوكرانيا.
يُطرحُ في الأوساطِ السياسيّةِ الروسيّة “لا ربيعَ روسيّ بدون محورٍ أوراسيّ بأوكرانيا، أيّاً كانتِ الوسيلةُ، سلماً أو غير ذلك”، ويتحدثون عن “عامل الضرورة”، و”البديهية الجيو سياسيّة”. وسوريا جزءٌ من القضيةِ ذاتها، وهي الهدفُ الأبعد، وليست أقل أهميّةً من أوكرانيا. ويعتقدُ الروس أنّ وجودَ “داعش” جزءٌ من خطة أمريكيّة. ويستشهدون باعترافاتِ بريجنسكي الذي فوّضه الرئيس الأمريكيّ كارتر عندما كان مستشاراً للأمن القوميّ، بتمويل كتائب المجاهدين بأفغانستان ضد الاتحاد السوفيتيّ. ولذلك؛ فالحلُّ لمواجهة التهديد الأمريكيّ، بإظهارِ روسيا قوتَها، دون الاتكال على الحلّ الدبلوماسيّ.
الحربُ السوريّة من وجهة نظر موسكو تُدار بين الأطلسيين والأوراسيين. فالولايات المتحدة طرحت “مشروع الشرق الأوسط الكبير” الذي ينطوي على تدمير الدول الوطنيّة، وخلق حالة فوضى لتفرض نفسها قوةً مهيمنةً. وإذا كانت روسيا ضعيفةً في تسعينياتِ القرن الماضي فصمتت، إلا أنّها اليوم تعافت، وقررت مواجهة سياسة الفوضى الخلاقة بالشرق الأوسط. وبذلك تعتبر موسكو تدخلها العسكريّ بسوريا لمحاربة الإرهاب عملاً في نطاق الجغرافيا السياسيّة الأوراسيّة.
سوريا ميدانُ المعركة بين ممثلي النظام العالميّ أحاديّ القطب بقيادة الولايات المتحدة ومتعدد الأقطاب بقيادة روسيا. وتنظر موسكو إلى إرهاب داعش بوصفه تهديداً مباشراً للاتحاد الروسيّ، إذ تعطي واشنطن مبرر التدخل العسكريّ. تتخوّف موسكو من انتشار مرتزقة داعش في مناطق أخرى (آسيا الوسطى، أفغانستان، وطاجيكستان، وأوزبكستان) قرب الحدود الروسيّة، وشمال القوقاز داخل الاتحاد الروسيّ نفسه. وغاية التدخل العسكريّ الروسي في سوريا احتواءُ الإرهابِ فيها، وإلا ستضطرُ موسكو لمحاربتها في مناطقها الحيويّة وعلى أراضيها. ويقول دوغين: “سوريا خطنا الخارجيّ للدفاع”، فيما الخط التالي هو الجغرافيا الأوراسيّة وداخل الاتحاد الروسيّ.
ما تقوله روسيا لأوروبا: إنّ سقوطَ سوريا سيؤدي لانهيارِ دولٍ أخرى بالمنطقة حتى دول شمال أفريقيا كما بالحالة الليبيّة. وسيتوالى سقوطُ أحجار الدومينو، لتيمّمَ ملايينٌ إضافيّة من اللاجئين والمهاجرين شطرَ أوروبا، وتهدّد استقرار البنية الاجتماعيّة، وتسبب شللاً سياسيّاً بالقارة الأوروبيّة. وتحاولُ موسكو أنّ تُفهم دولَ أوروبا أنّ تدخلها العسكريّ يصبُّ في مصلحتها باعتبارها ضمن النطاق الجغرافيّ الأوراسيّ، والعلاقة بينهما تحكمُها المصلحةُ المشتركة، وفق نظرية (الجوار القريب).
باختصار؛ تخوضُ روسيا في سوريا صراعاً متعدد المستويات: ضد تطلعات الهيمنة الأمريكيّة، حماية مصالح الأمن القوميّ والأوراسيّ في حرب استباقية مع الإرهاب، منع وصول الفوضى إلى أوروبا. وتاريخياً اعتبرت روسيا أوروبا بمثابة درع ضد التوسع العثمانيّ. وحماية أوروبا اليوم تصبُّ في مصلحة موسكو. فروسيا اليوم وقاءٌ للقارة الأوروبيّة.
ShareTweetShareSendSend

آخر المستجدات

بين الأمل والرجاء طفل يريد الشفاء
المجتمع

بين الأمل والرجاء طفل يريد الشفاء

12/05/2025
في أربعة أشهر… سوريا استوردت سيارات بثلاث مليارات دولار
الإقتصاد والبيئة

في أربعة أشهر… سوريا استوردت سيارات بثلاث مليارات دولار

12/05/2025
الخدمات الفنية تواصل دعمها للبلديات لتحسين الواقع الخدمي في ريف الرقة
الإقتصاد والبيئة

الخدمات الفنية تواصل دعمها للبلديات لتحسين الواقع الخدمي في ريف الرقة

12/05/2025
النباتات الصحية… المفتاح الأخضر للحياة المستدامة
الإقتصاد والبيئة

النباتات الصحية… المفتاح الأخضر للحياة المستدامة

12/05/2025
  • PDF نسخة
  • مجلة مزكين
  • أرشيف الصحيفة

جميع الحقوق محفوظة

No Result
View All Result
  • الأخبار
    • أخبار عالمية
    • أخبار محلية
  • المرأة
  • السياسة
  • آراء
  • التقارير والتحقيقات
  • المجتمع
  • الإقتصاد
  • الثقافة
  • الرياضة
  • المزيد
    • عدسة روناهي
    • منوعات
    • الكاريكاتير
    • صحة
    • PDF نسخة
    • مجلة مزكين
    • الزوايا
      • كينونة المر|ة
      • الدين والحياة
      • تحت السطر
      • حبر النساء
      • رؤية
      • طبيب روناهي

جميع الحقوق محفوظة