الوفاءُ شيمتُهم والإرادة والتصميمُ من سجاياهم والإخلاصُ عادتهم، وعدوا أهلهم بالنصر ورفاقهم الشهداء بالثأر لهم، فواصلوا معارك التحرير حتى تطهير الأرض والتحرير من الإرهاب، لتعود الحياة إلى الربوع، والأهل إلى بيوتهم، هم مقاتلو قوات سوريا الديمقراطيّة يزفون اليوم بشارة النصر ودحرِ الإرهاب لشعبنا ولكلّ الأحرار في العالم، نعم قسد تنتصرُ وتُسقِط الرهاناتِ.
معركة الرمق الأخير
التناسبُ العكسيّ بين المتناقضات قانونٌ طبيعيّ، فكلُّ زيادةٌ هي على حسابِ نقصانٍ، فعندما تمدّدَ الإرهابُ زاد الظلامُ والظلمُ وانحسر النور، ومع انطلاق المقاومة وانكسار شوكة الإرهابِ في كوباني بدأ الانهيار لتزدادَ مع الأيام مساحةُ الحرية والنور، فكان تحرير كوباني ومنبج والطبقة والرقة وكامل ريف الحسكة وريف دير الزور حتى الحدود العراقيّة حتى بدأت معركة الرمق الأخير والضربة القاضية والمرتزقة في أنفاق تحت الأرض؛ لأنّ ظاهر الأرض لا يحتملهم. هي معركة الحقيقة التي عاند البعض في قبولها، فطال بهم الأمد حتى أيقنوا أنها النهاية لا محالة وليس ثمة ملاذ آخر، فكلّ المناطق تحررت، وبذلك كنا أمام مشهد استسلام الآلاف، فيما مضى آخرون في غيهم بمعركة انتحاريّة، معركة محسومة عنوانها لا بقاء للإرهاب في شرق الفرات، وليبقى إرهاب الاحتلال التركيّ وليكون تحريرُ عفرين عنوانَ المرحلة القادمة.
استئنافُ العمليات العسكريّة
مع قرار استئناف العمليات العسكريّة احتدمت الاشتباكات العنيفة في أزقة الباغوز بتاريخ 2/3/2019 وحرّر المقاتلون ست نقاط جديدة كان المرتزقة يتمركزون فيها ورفعوا الأعلام على تل قرية الباغوز، ويتصاعد دخان كثيف من الباغوز باستهداف مستودع كبيرة، والمرتزقة يستخدمون صواريخ حراريّة، ومقتل أعدادٍ كبيرةٍ من المرتزقة، فيما أصيب ثلاثة مقاتلين من قسد. ولتستمر الاشتباكات بالوتيرة نفسها حتى اليوم التالي.
3/3/2019 اشتباكات قويّة جدّاً، ثمانية انتحاريين يفجّرون أنفسهم قبل النقاط المستهدفة مقاتلينا، وتفجير ثلاث عربات مفخّخة عن بعد، واستهداف شاحنة ذخيرة.
وقفٌ مؤقت لإطلاق النار لإخراج المدنيين
أشار المركز الإعلاميّ لقسد عن حصيلة العمليات منذ بدء الحملة في بيان وذلك بتاريخ 14/3/2019 مقتل 164 إرهابياً وتدمير 11موقعاً، تفجير 13 عربة مفخخة و10عربات و4 مخازن للسلاح، فيما ارتقى 4 مقاتلين لمرتبة الشهادة وأصيب 38 بجراح. وقسد تعلن وقفاً مؤقتاً للعملية لإفساح المجال لخروج المزيد من المدنيين العالقين واستسلام المرتزقة، وليخرج حوالي 200 عنصراُ من المرتزقة ويعلنوا استسلامهم مع 300 من عائلاتهم.
5/3/2019: قسد تحرر خمسة من مقاتلي قوات الدفاع الذاتيّ كانوا أسرى لدى مرتزقة داعش في الباغوز. تحرير امرأة إيزيديّة نادية بركات قاسم، و14 طفل إيزيدي، ممن اختطفهم المرتزقة خلال هجوهم على شنكال في آب 2014. كما تواصل استسلام المرتزقة بخروج ألفي مرتزق وعائلاتهم وخروجهم من قرية الباغوز بعشر شاحناتٍ بعد استكمالِ الإجراءاتِ الأمنيّة ونقلهم عبر الممر الذي فتحته قسد، وقد سبق ذلك نقل دفعة من بضع مئات. وأفاد القياديّ في قسد دلشير حسكة: بأنّ نحو ستة آلاف من المرتزقة وعوائلهم استسلموا لقوات سوريا الديمقراطيّة وخرجوا من جحور وخنادق الباغوز بعد إعلان استئناف المعركة.
معارك الرمق الأخير
انفجارات في الباغوز بتاريخ 10/3/2019م؛ نتيجة حرق المرتزقة للذخيرة؛ نتيجة حالة اليأس والإحباط الذي استبد بهم ويقينهم بأنّه لا مفرّ لهم. وفي تمام السادسة مساءً أعلنت قسد استئناف عملياتها العسكريّة في الباغوز، مع انتهاء المهلة التي حددتها لمرتزقة داعش بمن فيهم النساء والأطفال؛ للخروج من القرية، وتسليم أنفسهم والمحددة بحلول ظهر اليوم نفسه. وبذلك اندلعت أعنف الاشتباكاتٌ وبدأ مقاتلو قسد قصفاً مركّزاً على نقاط تمركز المرتزقة بالبقعة الأخيرة من القرية. وقد تواصلتِ الاشتباكات حتى صباح اليوم التالي.
11/3/2019: تدمير أكبر مخازن السلاح والذخيرة لمرتزقة داعش في الباغوز. والعثور على مستودع للذخيرة وفشل محاولة انتحاريين تفجير نفسيهما فأرديا قتيلين قبل الأهداف المحددة. وتواصل المعارك وارتقاء شهيد من قسد وإصابة أربعة. وبسبب حدة المعارك وعجز المرتزقة على المقاومة، أعلن نحو 60 إرهابيّاً وعشرات من نساء داعش الاستسلام ليخرجوا من الجيب الأخير بالباغوز، بعد هدوء نسبيّ تندلع الاشتباكات العنيفة الساعة السادسة مساءً استئناف وضربات جويّة تستهدفُ مخازن ذخيرة، العسكرية، ومقتل 38 مرتزقاً. وكان المرتزقة قد شنوا هجوماً بقذائف الهاتون والدوشكا على مواقع قسد، وتم تطهير 15 نقطة إضافيّة. وفي جانب آخر تسليم مرتزقة من الجنسية المغربيّة لبلدهم. والمركز الإعلاميّ لقسد يؤكد عدم ملاحظة خروج مدنيين وأنّ عدد الإرهابيين المستسلمين بلغ نحو 4 آلاف. فيما إرهابيان من خلايا الإرهاب النائمة يستقلان دراجة ويطلقان النار على مقاتلين ما أدى لاستشهاد أحدهما وإصابة الآخر.
مزيد من الاستسلام
12/3/2019: استسلامُ مئات المرتزقة، وعشر سيارات النقل الكبيرة تقلهم خارج الباغوز. والقوات الخاصة في قسد تعثر على أربعة أطفال مصابين من المرتزقة خلال تمشيط منطقة “الباغوز” من الألغام والمتفجرات وإصاباتهم متفاوتة الشدة، وتم نقلهم إلى مشفىً بالبصيرة. (طفلة عراقيّة عمرها خمس سنوات مصابة بشظية بعضلة الورك إصابة بالغة، وطفلة رضيعة إصابتها طفيفة وطفل عمره ثماني سنوات مصاب بكدمات وكسر في الساق وطفل فرنسي الجنسيّة عمره سنتان).
بتاريخ 13/3/2019 استمرت المعارك العنيفة طيلة اليوم حتى صباح اليوم التالي، فقد شنّ مقاتلو قسد هجوماً واسعاً على تجمّعات ومواقع المرتزقة واندلعت على إثره اشتباكات قويّة، قتل فيها 43 مرتزقاً. ولجأ المرتزقة إلى أسلوب المفخّخات والانغماسيّين، حيث فجّر /8/ مرتزقة أنفسهم على مقربة من مواقع قسد، ما أسفر عن استشهاد 4 مقاتلين وإصابة 8 آخرين بجروح متوسّطة.
وفي التاريخ نفسه؛ حررت القوات في إطار عملياتها طفلين إيزيديين اختطفهما المرتزقة خلال هجماتهم على شنكال في آب عام 2014. والطفلان الذين حررتهما القوات هما وئام وريزان. ويشار إلى أن الطفل وئام نسي لغته الأم (الكردية) وبِيع في أسواق النخاسة لأربع مرات. 1200 شخص حصيلة ما تم إخراجه من الباغوز بينهم 500 مرتزق استسلموا لقسد.
المرتزقة يزجّون بالانتحاريين
14/3/2019: بدأ المرتزقة الهجوم منذ الصباح وتمّ الزج ﺑﻤﻘﺎﺗلين متمرسين، وأﻛﺜﺮ ﻣﻦ /20/ ﺍﻧﺘﺤﺎﺭﻱّ وحصيلة الاﺷﺘﺒﺎﻛﺎﺕ وفق ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﺍﻹﻋﻼﻣﻲّ ﻟﻘسد: مقتل 112 إرهابي ﻭﺟﺮﺡ آخر وتدمير خمسة مواقع وعربتين. واستسلام أكثر من 1300 من مرتزقة داعش في الباغوز.
15/3/2019: خروج دفعة جديدة من المرتزقة بينهم جرحى، سلموا أنفسهم لمقاتلي قسد، وعددهم 125 مرتزقاً ونحو 150 شخصاً من النساء والأطفال. وقد نُقَلَ الجرحى إلى النقاط الطبيّة للعلاج. وفي المساء استغل المرتزقة سوء الظروف الجويّة فشنوا هجوماً معاكساً على مواقع قسد، واعتمدوا على الانتحاريين، ففجر مرتزقان نفسيهما، ولكن قسد تصدت لهم أفشلت الهجوم. وتنفيذ ثلاث هجمات انتحارية متزامنة استهدفت المرتزقة المستسلمين وعوائلهم في ثلاث نقاط في المعبر الذي يؤدي إلى مواقع قسد ما أودى بحياة ستة من المستسلمين وعدد من الإصابات وثلاث إصابات طفيفة لمقاتلي قسد.
16/3/2019: شنّ مقاتلو قسد هجوماً على تجمّعات ومواقع المرتزقة داخل بلدة الباغوز، واندلعت اشتباكات عنيفة، أسفرت عن مقتل 32 مرتزقاً بينهم أربعة أمراء وتدمير عربة والاستيلاء على كميات من السلاح ولإصابة مقاتل من قسد. والعثور على مقاتل فقد قبل يومين، وخروج نحو مائتي شخص من المرتزقة المستسلمين وعوائلهم معظمهم من جنسيات أجنبيّة (سوريا، العراق، الصين، ودول أوروبا).
17/3/2019: تقدمٌ كبير يحرزه مقاتلو قسد واستمرار الاشتباكات العنيفة داخل قرية الباغوز، وصدور بيان رسميّ عن قيادة قسد حول حصيلة العمليات العسكريّة وأعداد المستسلمين خلال المرحلة الأخيرة من استئناف العمليات العسكريّة: “عدد المستسلمين 29600 بينهم أكثر من ٥٠٠٠ إرهابيّ. وعدد الإرهابيّين المعتقلين في عمليّات خاصّة: 520 إرهابيّ، وعدد المدنيّين الذين تمّ إجلاؤهم 34000 مدنيّ، وعدد قتلى الإرهابيّين: 1306 إرهابيّ، بالإضافة إلى عدد كبير من الجرحى، أما عدد مقاتلينا الشهداء /82/ شهيداً. وعدد مقاتلينا الجرحى: /٦١/ مقاتلاً. وتفجير مستودع للأسلحة، وسط استمرار الاشتباكات”.
الاشتباكات بدأت منذ فجر 18/3/2919، ومقاتلو قوات سوريا الديمقراطية يدخلون قرية الباغوز من الجهة الشمالية، وسط اشتداد المعارك وشنّ مقاتلو قسد هجوماً على مواقع وتجمّعات الإرهابيّين في بلدة “الباغوز”، واندلعت اشتباكات عنيفة، استخدم فيها الإرهابيّون الأسلحة الثقيلة فيما قام 7 انتحاريين من المرتزقة باستهداف نقاط المقاتلين بينهم ثلاث نساء، المقاتلون تقدموا على محاور القتال الثلاث، وكانت الحصيلة مقتل 87 مرتزقاً، وتثبيت 61 نقطة جديدة واستهدف طيران التّحالف الدّوليّ تحصينات ومواقع التنظيم الإرهابيّ، وفجّر مستودع ذخيرة، فيما ارتقى شهيدان من مقاتلي قسد وأصيب خمسة .
يوم الحسم والضربة القاضية
بتاريخ 19/3/2019: صباحاً اعتقال 157 مرتزقاً من جنسيات أجنبيّة ومن المتمرسين في القتال، خلال عملية نوعيّة نفّذتها وحداتها الخاصة في الباغوز.
مقاتلو قسد يتقدمون داخل مخيم الباغوز والاشتباكات على أشدها، وتحرير قرية الباغوز قبيل الظهر، فيما الاشتباكات تستمر في محيط القرية وتلة الباغوز. واستسلام آلاف المرتزقة. ضربات مباشرة ضد تحصينات المرتزقة وغارات للتحالف على مواقعهم داخل الباغوز، واستهداف أحد الأنفاق بعد رصد تحركات داخله واشتباكات عنيفة على محاور القتال الثلاث أسفرت عن مقتل 24 مرتزقاً على ثلاثة محاور، فيما فجر ثلاثة مرتزقة أنفسهم. القيادي في قسد عدنان عفرين يؤكّد أن مقاتلي قسد يسيطرون على نقاط استراتيجيّة داخل مخيم الباغوز، وقال: “آلاف من مرتزقة داعش سلموا أنفسهم لقواتنا ونُقلوا إلى مناطق آمنة إلا أنّ حوالي ألف مرتزق رفضوا الاستسلام، والمعارك مستمرة ضدهم في آخر نقاط حتى القضاء عليهم”، وبيّن أن باقي المرتزقة الذين رفضوا الاستسلام يتمركزون في الخنادق داخل تلتي الباغوز الاستراتيجيين.
20/3/2019: اشتباكات عنيفة في الباغوز الصغيرة آخر جيوب مرتزقة داعش جنوب شرق الباغوز على الحدود السورية – العراقية ومقاتلو قسد يحررون القرية بعد ساعات من الاشتباكات ولتبدأ عمليات التمشيط في محيط تلة الباغوز.
تحرير آخر جيوب المرتزقة
بتاريخ 21/3/2019 حررت قوات سوريا الديمقراطية آخر معاقل مرتزقة داعش في الباغوز، وبذلك تكون معركة دحر الإرهاب “قد انتهت” بهزيمة داعش، وانتصار قسد.