No Result
View All Result
المشاهدات 3
رياض درار –
قسد (قوات سوريا الديمقراطية) كان لديها مهمة وحيدة وكبيرة بحجم الوطن وهي محاربة الإرهاب وتحرير الأراضي التي يسيطر عليها داعش، وقد أُنجزت المهمة بشرف، حُررِّت منبج بعد منع مرتزقة الأتراك من أخذ سري كانيه (رأس العين). وبعد معركة كوباني الأسطورية التي فتحت الأفق على تحرير بقية المناطق، ومطاردة الإرهاب، فكان تحرير الطبقة والرقة وقسم من دير الزور، لتؤكد للجميع أن هدفها وحدة الأراضي السورية، وغايتها نظام ديمقراطي يشمل جميع السوريين.
بينما الفصائل المدعومة من تركيا إذا سيطرت على هذه المناطق ستهتف “عاشت تركيا عاش أردوغان”، كما فعلت في الباب وجرابلس، فهي لا تعمل بدلالة سوريا، وإنما بدلالة الممولين، وبيان الإخوان يفضح غايتها، ومشروعها الذي لا يخدم إلا الأصولية الغبية.
استمرت داعش بفعل التفسيرات الخاطئة للنصوص الدينية والشمولية التي جعلت النصوص تعمل بفعل لا يفرق بين المراحل والناس، وإنما هو سرير بروتس الذي يفصله منفذ الأحكام دون تمييز، وداعش ليست لها مراجع فقهية خاصة بها، وإنما مراجعها من أمهات كتب الفقه المعتمدة من كل مؤسسات الفقه الإسلامي. لذلك؛ نجد اللف والدوران وتخريجات ما يسمى علماء الدين والفقه حول آيات القتال، حيث يجعلونها آيات تشريع، وهي بكل بساطة من قصص السيرة النبوية في القرآن، فهي تاريخ وليس لها أي بعد تشريعي كسورة التوبة مثلًا.
إن محاربة الإرهاب لن تتوقف، ونجد أن المهمة باتت أصعب، فإن تنظيف العقول من مخلفات الكتب والتفسيرات المغلوطة، ومن التأويلات التي تفسر النصوص على مصالح وأهداف وقراءات القرون الوسطى، أو وفق أرضية معرفية محدودة الأبعاد، كل هذا يحتاج جهوداً ومؤسسات علمية، ومناهج جديدة لا تقرأ بعيون الأقدمين، وإنما ترى في النص المقدس، وهو مرجع المسلمين، تراه تنويراً مستمراً، فتقرأه كأنما أنزل اليوم من ربٍ حيٍ قيوم، إلى بشر أحياء تمرسوا بالتجارب، وتعلموا من العلوم الحديثة كيفية تفكيك النص الإلهي، فهو نبوتهم الباقية، وهو وحيهم المستمر في إيحاء ما هو جديد وتقدمي ومتحضر وعلمي، يقاس بمقاييس معاصرة كأنما أنزل عليهم اليوم.
المهمة لم تنتهِ؛ وتحولات جديدة للمواجهة الحاسمة مع خصوم أشداء تتطلب وعيا شديدًا للمرحلة، وقراءة سديدة للواقع والخصوم والأصدقاء، الدور بات أقرب للقرار السياسي الذي تحميه “قسد” وتمكنه من التسديد والتنفيذ. وعلى مجلس سوريا الديمقراطية رسم هذا الدور وتنفيذه وفق قراءة استراتيجية، وشن هجوم سياسي على جميع الجبهات الداخلية والإقليمية والدولية. الحوار وسيلتنا. ولكنه؛ حوار القوي المتمكن من قراره، المالك لإرادته، العارف بمطالبه، المدعوم بأصدقائه. وعلينا مواجهة الطرف الآخر من المعارضة وبناء الأفكار الإيجابية للتوصل إلى تفاهمات تحمي قرارنا، وتساعد على تنفيذ القرار 2254 على أكمل وجه، يمنع تلاعب أطراف دولية تحاول إفشاله. وعلينا تحييد الطرف التركي وهذه مهمة صعبة. ولكن؛ المحاولة مطلوبة؛ لأن حلها يُمكن تجنيب المنطقة تصعيدًا يفتح باب حرب لا نتمناها، وهو إن حصل يسهل التواصل بين أطراف المعارضة. وإذا كان النظام خصماً فهو خصم سياسي لا يجب قبول بقائه واستبداده ولا بد من تغيير ديمقراطي ودستوري ومشاركة في الإدارة والسياسة، وإذا كان النظام خصماً لنا فلا نقبل تسليم أرضنا للأتراك كما ينادي الإخوان المسلمين، تقبح قولهم وفعلهم. ومن هنا نبدأ.
No Result
View All Result