روناهي / عين عيسى – أكد الهلال الأحمر الكردي بعين عيسى أنه يسعى في المرحلة المقبلة لتوسيع العمل الطبي لمنظمة الهلال الأحمر الكردي من خلال العمل على فتح نقاط طبية أخرى وهذا يحتاج إلى دعم من المنظمات الدوليّة.
يعمل الهلال الأحمر الكردي على تأمين الخدمات الطبية للنازحين ضمن مخيم عين عيسى، وعلى الرغم من حداثة تأسيس مخيم عين عيسى والحاجة الماسة للخدمات الطبية من قبل النازحين، إلا أن منظمة الهلال الأحمر الكردي استطاعت إثبات نفسها بما تستطيع تقديمه من خدمات طبية وإسعافات أولية.
بدايتنا بسيطة ونسعى لتوسيع نطاق عملنا أكثر
ولتسليط الضوء أكثر على عملهم ضمن المخيم المذكور كان لصحيفتنا لقاء مع الإدارية في الهلال الأحمر الكردي بمخيم عين عيسى ليلى نجاتي، التي حدثتنا قائلةً: “بدايةً؛ منظمة الهلال الأحمر الكردي تشكلت بمبادرةٍ من مجموعةٍ من المثقفين والكوادر الطبية، وهي منظمة إنسانية غير ربحيّة وغير حكومية وذات نفعٍ عام، ولها فروع في أغلب مناطق شمال وشرق سوريا”.
وأضافت ليلى بالقول: “كانت بداية عملنا هي عبارة عن جولات في المناطق والقرى، أقصد تلك التي تفتقد إلى الرعاية الطبية وتحتاج إليها بشكلٍ مُلحٍ، حيث بدأ العمل من خلال القيام بإحصائيات للمناطق المستهدفة، من أجل معرفة الأشخاص الذين يحتاجون إلى الرعاية الصحية، وخاصةً الأهالي المتأثرين بحالة الحرب التي تعيشها بلادنا، وتقديم الإغاثة الطبية، والدعم الذي يتوفر لدينا لهم، وإحالة بعض الحالات إلى المشافي القريبة من خلال طاقم الإسعاف الذي يعمل على مدار الـ24 ساعة”.
وتابعت ليلى قائلةً: “بعد أن تطور عملنا آثرنا توسيع العمل، وتعدد النقاط الطبية في أغلب المناطق المتضررة من الحرب وتقديم العون والمساعدة الطبية، مثل صرين وأبو قلقل والرقة ومنطقة الجرنية، وغيرها من المناطق الأخرى، بعد حرمان الأطفال وخاصةً حديثي الولادة من اللقاحات الأساسية، وقد عملنا على تأمينها لما لها من أهمية كبيرة في الوقاية من الأمراض الخطيرة في مراحلها المبكرة، كأمراض؛ التهاب الكبد والشلل… الخ”.
التوعية في المجال الطبي مهمتنا
وحول التوعية والتثقيف في المجال الطبي أفادتنا الإدارية في المنظمة المذكورة، ليلى نجاتي وقالت: “يقوم هذا الفريق بجولات على البيوت وبين الأهالي لنشر الثقافة الصحية، وتوزيع الملصقات في هذا المجال بكل الأماكن في مناطق شمال وشرق سوريا، وخصوصاً التعريف بسرطان الثدي الذي يصيب النساء، والتعريف به والعمل على تجنب هذا المرض الخطير”.
وأردفت ليلى بأنه يتم التثقيف والوعي من خلال الجلوس مع الأهالي خلال الجولات التي يقوم بها فريق التثقيف الصحي التابع لمنظمة الهلال الأحمر الكردي، والتأكيد على أهمية الرضاعة الطبيعية للأطفال المولودين حديثاً لما له من أهمية كبيرة في النمو السليم لطفل خالي من الأمراض، وغيرها الكثير من المواضيع المتعلقة بصحة الأفراد.
وأكملت قائلةً: “نسعى في المرحلة المقبلة لتوسيع العمل الطبي لمنظمة الهلال الأحمر الكردي من خلال العمل على فتح نقاط طبية أخرى، وتوسيعه على أكبر نطاق، وخاصةً في المناطق المحررة حديثاً من قبضة المرتزقة، ولكن هذا الأمر يتطلب الدعم والمساعدة مع المنظمات الدولية التي تُعنى بالمجال الطبي، وتقديم الدعم والأدوية اللازمة التي لا تتوفر لدينا”.
وأضافت ليلى بأنهم أحياناً ينسقون مع المنظمات الأخرى، ورفدها بالإحصائيات اللازمة للمناطق التي لا تستطيع منظمتهم تقديم الدعم اللازم لها، وتحديد مدى حاجة المنطقة للخدمات الطبية إذ أن هنالك مناطق تفتقر للقاح منذ سنوات، لذلك العمل الإحصائي له دور كبير جداً، في معرفة الأمراض المنتشرة أو الحاجة الطبية لمختلف المناطق المستهدفة بحسب قولها.
ينقصنا مختصين في مجالات معينة
ونوهت ليلى بأنه بالنسبة للكادر الطبي المُختص مُتوفر حالياً ضمن كادر الهلال الأحمر الكردي، وبينت قائلةً: “نحتاج إلى أطباء مختصين في مجالات طب الأعصاب والعظمية، وهذه الاختصاصات بالذات قليلة في مناطقنا بشكلٍ عام، ونحتاج إليها لتقوية الكادر الطبي ضمن كروب الهلال الأحمر الكردي حالياً”.
وناشدت ليلى نجاتي أصحاب الاختصاصات في المجالات الطبية على وجه الخصوص بالرجوع إلى بلدهم لخدمة شعبهم وبلدهم فهو أولى بهم حسب قولها.
كما تطرقت ليلى إلى مسألة توفير المعدات الطبية والأدوية قائلةً: “نتعاون مع كافة المنظمات التي تُعنى بالمجال الطبي مثل؛ منظمة أطباء بلا حدود الهولندية، ونتساعد نحن وهذه المنظمة على سبيل المثال في مخيم عين عيسى لتأمين الأدوية اللازمة للحالات الواردة إلينا، ولكن نعاني من نقص بعض أصناف الأدوية لمرضى السكري ومرضى الضغط، وهذه الأدوية قليلة حالياً، ونسعى إلى توفيرها قدر الإمكان”.
هل استطاع الهلال الأحمر الكردي إثبات وجوده
وفي نهاية حديثها أكدت الإدارية في منظمة الهلال الأحمر الكردي ليلى نجاتي على أن الهلال الأحمر الكردي استطاع إثبات نفسه ووجوده، واستطاع مساعدة الكثير من الناس، وأغلب الكادر الموجود ضمن الهلال يعملون بشكل تطوعي وضمن الإمكانيات المتوفرة لتقديم الخدمات الطبية، سواءً في مخيمات النزوح، أو على مستوى مناطق شمال وشرق سوريا.