No Result
View All Result
المشاهدات 0
أحمد اليوسف –
المسرح يُعتبر مصدراً من المصادر الثقافية المهمة في الحركة الفكرية والثقافية المعاصرة والقديمة الموغلة عبر التاريخ، على حد سواء، فهو يحمل معه دوماً قضايا الإنسان، أفراحه وأحزانه، فكره ووجدانه، ماضيه وحاضره، وتطلعاته نحو مستقبله، إنه وسيلة مهمة من وسائل التواصل الثقافي، ولهذا اعتبره البعض بأنه أكثر الفنون تأثيراً على الفرد والمجتمع، ومن الوسائل الثقافية الأكثر تعبيراً عما يعتري المجتمع من تغيرات اجتماعية وسياسية وحضارية.
والمسرح (أبو الفنون) كما اشتهر عنه وكما يقال، قد سمي بذلك لأنه يجمع صنوف الآداب والفنون كلها، فهو يقوم على الأدب شعره ونثره، كما يقوم على الموسيقى والرقص والغناء والحركة، ويعتمد على الإضاءة والهندسة والعمارة والنحت، من خلال اعتماده على الديكور، ومن الصعب معرفة المسرح وأهميته ودوره أو ممارسة طقوسه وعروضه التمثيلية أو كتابة النصوص والنظريات عنه إذا لم نستوعب الفعل المسرحي وتاريخه وتاريخ حركاته الأدبية والفنية ومدارسه عبر تسلسله الزمني، قصد معرفة الثوابت والمتغيرات والسياق الإيديولوجي والاجتماعي، والظروف التي أفرزت تلك المدارس وساهمت في خلق مبادئها ومرتكزاتها.
والمسرح لغةً : كلمة المسرح أصلها من المصدر (سَرحَ) من ( سَرَحَ – يَسرحُ – سَرحَا) فهو (سارحٌ ومسروح) ، يقال: (سرحت المواشي) اي ذهبت للرعي، والسرحة هي النزهة، وكل التعريفات تدل على أنه مكان للترويح عن النفس، أو فعل ما يُرَوِّح عنها، واصطلاحاً: ” هو فن تشخيصي يقوم على محاكاة الأفعال البشرية بالصوت والحركة، باستخدام الجسد كمادة أولية و محورية للتعبير, وما يرتبط به من إشارات دالة على الزمان والمكان أمام جمهور حاضر” و(المسرح وجمعه مسارح) هو المكان الذي يُعد لتمثيل الروايات والغناء والرقص والألعاب.
والعرض المسرحي هو نوع من أقدم الفنون الأدبية، أو هو أحد فروع فنون الأداء والتمثيل الذي يترجم ويجسم النصوص الأدبية أمام مجموعة من الناس، والذي تمثل فيه فئة من الأفراد حادثة إنسانية، حيث يحاكون أدوارها بناءً على حركتهم ودورهم على المسرح، بالإضافة إلى الحوارات التي تتم بينهم فيها، وقد تكون جميع أحداثها متحققة، أو بعضاً منها متحقق، ويجوز أن يكون قسماً منها من الخيال أو من الواقع، والغاية من هذا الفن الأدبي هي الانتقاد، أو التثقيف، أو المتعة الفنية، أو العظة.
ومن هنا أريد أن أشير للعمل المسرحي الذي أقامته لجنة الثقافة والفن في منبج بعنوان” ملحمة هيرا بوليس” والذي جسّد المراحل التاريخية الهامة في مدينة منبج، وقام بالدور المطلوب منه، وهو إحياء الهمم في نفوس الأبناء، وإعادة الصورة الحقيقة لمنبج الأدب والثقافة، وقد ظهر جلياً الجهد الكبير الذي تم بذلهُ من أجل إتمام هكذا عمل يجمع بين اللغة والتاريخ والأدب والشعر، ويبرز معالم تاريخية كثيرة مرّت بها منبج، ممثّلاً برجالاتها، ورغم الإمكانيات المتواضعة إلا أن العمل كان ناجحاً إلى حدٍّ كببر مع التحفّظ على بعض الأخطاء، التي تشفع لها الإمكانيات المتواضعة، فأشكر كل من قام بهذا العمل وساهم فيه وإلى مزيد من هكذا ملاحم.
No Result
View All Result