الطبقة/ عبد المجيد بدر – انطلقت صباح السبت 21 حزيران 2025، امتحانات شهادة التعليم الأساسي (الإعدادية) في مقاطعة الطبقة، بعد استكمال الاستعدادات التنظيمية والإدارية والفنية، حيث تقدم إلى الاختبارات مئات الطلاب والطالبات من مختلف مدارس المدينة وريفها، في أجواء يسودها النظام والانضباط، وفي متابعة دقيقة من هيئة التربية والتعليم في مقاطعة الطبقة.
إعداد المراكز وتشكيل خلية الطوارئ
قامت هيئة التربية والتعليم بالتعاون مع اتحاد بلديات الطبقة بتحضير 17 مركزاً للامتحانات موزعة بين مدينتي المنصورة ودبسي عفّان. وشملت أعمال التحضير الصيانة الشاملة للبنية التحتية للمراكز، وتأمين المرافق الصحية، وتوفير مستلزمات القاعات من مقاعد وقرطاسية، إضافة إلى توفير الكهرباء والمياه بشكل مستمر خلال فترة الامتحانات، مع تنظيم مداخل ومخارج المراكز لضمان سير العملية بصورة سلسة ومنظمة.
وأعلنت الإدارة الذاتية في مقاطعة الطبقة، بتاريخ 11 حزيران 2025 تشكيل خلية طوارئ مشتركة تشمل هيئة التربية والتعليم، والهيئة الداخلية، وهيئة الصحة، وهيئة الطاقة، ومركز الاتصالات، واتحاد البلديات. وتعمل الخلية على توفير الدعم اللوجستي الكامل وتنسيق الخدمات الأمنية والصحية، وضمان استمرارية الكهرباء والمياه، وتقديم الإسعافات الطبية الطارئة، مع المتابعة الدورية لسير العملية الامتحانية والتعامل مع أي طارئ بشكل فوري.
26 ألف طالب موزعين على خمس مقاطعات
وحسب هيئة التربية والتعليم في إقليم شمال وشرق سوريا، فقد بلغ عدد الطلاب المسجلين في امتحانات المرحلة الإعدادية لهذا العام 26,445 طالباً وطالبة، موزعين على خمس مقاطعات: الطبقة، والرقة، ودير الزور، والحسكة، وكوباني. وتم تحضير المراكز بشكل كامل لاستيعاب هذا العدد الكبير، وفق جدول زمني منظم يمتد حتى التاسع من تموز 2025، ويهدف إلى توزيع المتقدمين بشكل متوازن على المراكز لتجنب الاكتظاظ وضمان سير العملية بسلاسة.
الاتفاق التربوي
تأتي هذه الامتحانات في إطار اتفاق رسمي بين هيئة التربية والتعليم في الإدارة الذاتية الديمقراطية في إقليم شمال وشرق سوريا ووزارة التربية في الحكومة السورية الانتقالية، وتم التوصل إليه في اجتماعين بتاريخ الخامس والسادس من حزيران 2025. وقد نص الاتفاق على تأجيل موعد الامتحانات من 14 إلى 21 حزيران، وتحديد ست مدن رئيسية داخل مناطق الإدارة الذاتية لإجراء الامتحانات، وهي: الطبقة، والرقة، ودير الزور، والحسكة، وقامشلو، وكوباني. كما تضمن الاتفاق تشكيل لجان إشراف مشتركة، وفتح مراكز تسجيل مؤقتة، وضمان الالتزام بالمعايير التربوية والرقابة اللازمة لضمان نزاهة الامتحانات.
حيث تبدأ امتحانات شهادة التعليم الأساسي (الإعدادية) في مقاطعة الطبقة السبت 21 حزيران 2025، وفق البرنامج المعتمد من هيئة التربية والتعليم ووزارة التربية في الحكومة السورية الانتقالية، وتمتد حتى التاسع من تموز 2025، حيث تُجرى الامتحانات على مراحل منظمة تتيح توزيع أعداد الطلاب بشكل مناسب بين المراكز لضمان سير العملية بسلاسة. وفي السياق ذاته، أعلنت وزارة التربية مؤخراً الجدول الزمني لامتحانات الشهادة الثانوية العامة بفروعها العلمي والأدبي والشرعي، فمن المقرر أن تبدأ في 12 تموز 2025، وتستمر حتى بداية آب، مع مراعاة توفير أجواء امتحانية مناسبة للطلاب في المناطق المعتمدة كافة.
الانطباعات الأولى
ومع انطلاق الامتحانات، لم تكن الأجواء في مراكز مقاطعة الطبقة محصورة داخل القاعات، بل امتدت إلى محيطها، حيث اصطف أولياء الأمور يساندون أبناءهم، فيما خرج بعض الطلاب بعد الامتحان الأول بانطباعات حملت في طياتها شيئاً من الراحة، وكثيراً من الأمل.
روت “إسراء الواصل” وهي طالبة من مدينة الطبقة، تجربتها مع الامتحانات هذا العام، مقارنة بما عاشته في العام السابق حين اضطرت لتقديمها في منطقة السبخة: “الفرق شاسع. في السبخة كنت مضطرة للسفر يومياً، وكانت المسافة طويلة والحر الشديد يرهقاني نفسياً وجسدياً. بالإضافة إلى تكاليف النقل التي كانت تثقل كاهل عائلتي، عدا عن التوتر النفسي الناتج عن الابتعاد عن البيئة المدرسية التي اعتدت عليها”.
وأضافت: “هذا العام الأمور مختلفة كلياً. الامتحانات داخل الطبقة جعلتني أشعر بالاستقرار، والجو داخل القاعة كان هادئاً ومنظّماً. لم أتحمّل الأعباء المادية والمعنوية، واستطعت التركيز على دراستي دون ضغوط إضافية. ففي السابق، كنا نستيقظ في ساعات باكرة جداً، نستعد للسفر قبل طلوع الشمس، وهذا كان يضاعف تعبنا ويزيدنا قلقا”.
وفي السياق ذاته، عبّر “أحمد الشرع،”، والد أحد الطلاب المتقدمين، عن ارتياحه لسير العملية الامتحانية داخل المدينة: “كنا نعاني كثيراً في السنوات الماضية عندما كان أولادنا يضطرون للذهاب إلى مناطق بعيدة، الأمر الذي كان يكلّفنا مبالغ كبيرة ويعرّض أبناءنا لمشقات الطريق. اليوم أشعر بالاطمئنان، فابني يقدّم امتحاناته هنا في الطبقة، والبيئة مريحة وآمنة”.
بدوره، قال “محمود العساف“، والد طالبة في المرحلة الإعدادية: “الظروف تحسنت بشكل ملحوظ، وهذا بفضل وجود المراكز داخل المدينة. لم أعد أحتاج لتحمل مصاريف النقل الكثيرة أو القلق من الحوادث على الطريق. هذه التغييرات البسيطة كان لها تأثير كبير على حالتنا النفسية والعائلية”.
أما الطالبة “خديجة عبد السلام“، فقد وصفت أجواء اليوم الأول: “الهدوء في القاعة ساعدني على التركيز، وكل شيء كان منظّماً. شعرت كأنني أقدم امتحاناً عادياً في مدرستي وليس وسط ظروف استثنائية. هذا الشعور وحده يخفف كثيراً من القلق”.
واختتمت: “أتمنى أن تسير بقية الأيام بالوتيرة نفسها، لأن بداية اليوم الأول تعطي مؤشراً جيداً للامتحانات كلها”.
