جل آغا/ أمل محمد – بيّن الدكتور “هاجار عبد الفتاح”، وهو مختص في التنمية البشرية، أن خطاب الكراهية ظاهرة تهدد الأمن السلمي في سوريا، مؤكداً أن التسلح بالوعي هو الحل الأنسب للحد من هذه الظاهرة، التي عصفت بالمجتمع السوري مع بداية الأزمة.
يتمتع النسيج المجتمعي في سوريا بالتنوع، ومع بداية الأزمة السورية عملت فئات عدة وجهات على نشر خطاب الكراهية، ومع عصر السرعة ووسائل التواصل تعددت منصات التعبير وساهمت في انتشار خطاب الكراهية بشكل متسارع، حيث يعتمد هذا الخطاب على العنصرية والتمييز وإقصاء الآخر، ومع المرحلة، التي تمر بها سوريا تفاقم هذا الخطاب، والذي بدوره شكّل عائقاً أمام استقرار البلد.
وبصدد هذا الموضوع؛ تحدث لصحيفتنا “روناهي” الدكتور “هاجار عبد الفتاح”: “خطاب الكراهية ليس محصوراً فقط في الأنظمة الاستبدادية، بل واستخدمتها أيضاً منظمات ظهرت حديثاً في الأزمة السورية كداعش، حيث نشرت الكراهية وأفكاراً من خلال زرع بعض الأفكار والتقليل والتكفير لبعض الجهات باسم الدين، وتمكنت بذلك من دمج الكثير للتنظيم، وبالذات استخدام الدين وبعض الآيات القرآنية للجذب نحو مشروعهم تحت مسمى الدين وتوسيع الشريحة المنظمة إليهم”.
وتابع: “انتشار خطاب الكراهية الذي لمسناه مع بداية الأزمة السورية يعود لعدة عوامل اجتماعية ونفسية وثقافية كان من شأنها تحفيز الأفراد والمنظمات للتشبث بمشاعر العداء والكره للآخرين، والتحريض والتلاعب بالعواطف، إلى جانب التمسك بالدين دون العودة للمرجع وهذا من أهم الأسباب، التي ساهمت بشكل مباشر في انتشار الكراهية، وكان للجهل الدور البارز في انتشار هذا الخطاب، والمجتمع الذي لا يقوم على فكر النقد والتقييم ولغة البحث، والاستنتاج للوصول للحقائق فيمكن بذلك السيطرة على هذا المجتمع بكل سهولة”.
كما ولعبت الجهات التي تعمل على نشر الكراهية وفق العرق والطائفية وقد تمكنت هذه الجهات من الوصول لنتائج ترضيهم: “الأنظمة والجهات والأفراد المهتمون بنشر الكراهية لعبوا على عدة محاور ومنها الانتماء العرقي والديني، ومن الوسائل الهامة التي استفادت منها الشركات والمنظمات، الوضع الاقتصادي والحالة الاجتماعية في تحقيق أهدافها، وخدمة مصالحها من خلال نشر بعض الأفكار”.
وأكد، إن للإعلام دوراً مهماً في نشر الأفكار المبطنة من خلال الكثير من المحطات والقنوات من خلال استقبال شخصيات دينية وسياسية للتأثير بشكل أوسع: “الإعلام هو السلطة الحاكمة التي تدخل البيوت بكل سلاسة، ووسائل التواصل الافتراضي من أخطر الوسائل التي تؤثر على زرع الأفكار، ونشر بعض المفاهيم، حيث تتمتع هذه الوسائل بسرعة الانتشار وصعوبة الضبط، ويمكن لأي فرد أو جهة، وحتى منظمة غزو العقول من خلال بعض التطبيقات والفيديوهات”.
طرق الحد من خطاب الكراهية
وحول كيفية الحد من ظاهرة خطاب الكراهية، قال الدكتور في التنمية البشرية “هاجار عبد الفتاح” في الختام: “تقييد سقف هذه الظاهرة تكمن في نشر الوعي بخطورة الأمر، والاستناد للقوانين، وضرورة لعب الأهالي دورهم في تربية الفرد، كما إن للتربية المدرسية دوراً مهماً، والتركيز على مفهوم قبول الآخر وأخوة الشعوب”.
والجدير بالذكر، إن خطاب الكراهية هو نوع من التواصل في الكلام أو الكتابة، أو السلوك يستند بشكل رئيسي إلى التمييز والعنصرية والتحريض، كما ويتعارض مع المواطنة، والعيش المشترك لأنه يهدد أسس التعايش السلمي، ويؤدي لتفكك المجتمع.