الحسكة/ محمد حمود – مع استمرار عمليات استلام محصول القمح لعام 2025، تبرز العديد من التساؤلات عن آليات الاستلام وإجراءاته؛ فيما يظل الأمل معقوداً على هذه الجهود لتحقيق استقرار زراعي واقتصادي ينعكس إيجاباً على حياة أبناء إقليم شمال وشرق سوريا.
تتواصل جهود الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا في دعم القطاع الزراعي، الذي يُعدّ العمود الفقري للاقتصاد المحلي وركيزة أساسية لتحقيق الأمن الغذائي، وفي هذا السياق، تستمر مراكز استلام الحبوب في مقاطعات الإقليم باستقبال محصول القمح لموسم 2025، حيث أُعدت هذه المراكز بعناية لضمان سلاسة العملية وتسهيل معاملات المزارعين.
وللمعرفة أكثر عن تفاصيل هذه العملية، أجرت صحيفتنا “روناهي” لقاءً مع الرئيسة المشتركة للجنة الزراعة والثروة الحيوانية في إقليم شمال وشرق سوريا “ولاء محمود المحمد”، التي أدلت بتصريحات حول الإجراءات المتخذة، وعدد المراكز، والكميات المتوقعة، إلى جانب آليات تقييم المحصول وتسعيرته.
تجهيزات دقيقة لاستقبال محصول القمح
أوضحت ولاء أن الإدارة الذاتية اتخذت سلسلة من الإجراءات لضمان نجاح عملية استلام محصول القمح لهذا العام، وقالت: “تم تجهيز الصوامع في جميع مقاطعات إقليم شمال وشرق سوريا لاستقبال المحصول، بالإضافة إلى تدريب كادر متميز يتمتع بالكفاءة العالية لإتمام عمليات الشراء بسلاسة وسرعة”.
وأضافت إن الوحدات الإرشادية والمراكز الزراعية تلعب دوراً حيوياً في تسهيل معاملات المزارعين، حيث تم توجيه هذه الوحدات لتقديم الدعم الفني والإداري لضمان سير العملية دون عقبات.
مراكز استلام الحبوب.. العدد والقدرة الاستيعابية
فيما يتعلق بعدد مراكز استلام الحبوب، أشارت ولاء إلى أن الإقليم يضم عشرين صومعة موزعة في مناطق شمال وشرق سوريا. ونوهت إلى: “تختلف القدرة الاستيعابية لهذه الصوامع من مركز لآخر، مما يتيح لنا استيعاب كميات متنوعة من المحصول حسب احتياجات كل منطقة”.
وأكدت أن هذه الصوامع تم تجهيزها بأحدث المعدات لضمان حفظ المحصول في ظروف مثالية، مما يعزز جودة القمح المخزن ويحميه من التلف.
توقعات الكميات المستلمة
وعن الكميات المتوقع استلامها هذا العام، أفادت ولاء أن الإدارة الذاتية تتوقع استلام ما بين 350 ألف إلى 500 ألف طن من القمح.
وأشارت إلى أن هذه التوقعات تأتي في ظل التحديات المناخية التي واجهتها المنطقة، بما في ذلك الجفاف الحاد وانخفاض معدلات الهطولات المطرية، مما أثر على الإنتاج الزراعي بشكلٍ عام: “رغم هذه التحديات، فإننا نسعى لضمان استلام أكبر قدر ممكن من المحصول لدعم المزارعين وتلبية احتياجات السوق المحلي”.
خطوات تسليم المحصول
بخصوص الخطوات التي يتبعها المزارعون لتسليم محصولهم، أردفت ولاء إلى أن العملية تتسم بالبساطة والتنظيم، وأضافت: “يبدأ المزارع بقطع ورقة منشأ من الوحدة الإرشادية التابع لها، ثم يقوم بتوريد القمح إلى المركز المحدد في ورقة المنشأ”.
وأكدت أن هذه الآلية تهدف إلى تسريع العملية وتقليل الأعباء الإدارية على المزارعين، مما يتيح لهم التركيز على إنتاجهم الزراعي.
تقييم جودة المحصول
في سياق تقييم درجة المحصول داخل مراكز الاستلام، تطرقت ولاء إلى أن العملية تعتمد على معايير دقيقة وشفافة: “يتم تقييم المحصول بناءً على عوامل مثل الأجرام، الشوائب، والثقل النوعي، حيث تؤخذ عيّنة تتراوح بين 50 إلى 60 غراماً من القمح، ثم تُحلل وفق جدول مقاييس الشراء، وهذه العملية تضمن تصنيف المحصول بدقة، مما يتيح تحديد درجته وبالتالي سعره بشكل عادل”.
تسعيرة القمح.. دعم مالي وهامش ربح
أما عن تسعيرة القمح لهذا العام، فقد بينت ولاء أنها جاءت نتيجة دراسة معمقة أجراها مكتب الشؤون الزراعية التابع للجنة الزراعة والثروة الحيوانية، ولفتت إلى: “التسعيرة التي تم تحديدها بـ420 دولاراً للطن الواحد مناسبة وتغطي تكاليف المزارع، مع توفير هامش ربح معقول”.
وزادت إن “السعر يتضمن دعماً مباشراً بقيمة 70 دولاراً لكل طن، وهو ما يعكس التزام الإدارة الذاتية بدعم المزارعين في ظل الظروف الاقتصادية والمناخية الصعبة”.
دور الإدارة الذاتية في دعم القطاع الزراعي
تجدر الإشارة إلى أن الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا أظهرت التزاماً لافتاً بدعم القطاع الزراعي، الذي يُعد أحد أهم القطاعات الاقتصادية في المنطقة. فقد أعلنت الإدارة عن سلسلة من التدابير الاستثنائية للتخفيف من الآثار السلبية للجفاف وانخفاض الهطولات المطرية، التي أدت إلى تراجعٍ كبير في الإنتاج الزراعي.
التزام مستمر بالأمن الغذائي
وفي بيانٍ صادر عن هيئة الاقتصاد والزراعة، أكدت الإدارة الذاتية التزامها المستمر بدعم القطاع الزراعي، مشيرةً إلى أن هذا القطاع يمثل الركيزة الأساسية لتحقيق الأمن الغذائي وتحسين مستوى معيشة السكان.
وأوضح البيان إن الإدارة تعمل على وضع خطط مستقبلية تركز على إنتاج زراعي مستدام يلبي الاحتياجات المحلية، مع الحفاظ على جودة المنتج الزراعي وتعزيز قدرات المزارعين على مواجهة التحديات.
ختاماً؛ يبرز دور الإدارة الذاتية الديمقراطية في إقليم شمال وشرق سوريا كمثال يُحتذى في دعم القطاع الزراعي في ظل ظروف مناخية واقتصادية صعبة. من خلال تسعيرة القمح المجزية، والتدابير الداعمة، وتطوير البنية التحتية الزراعية، تسعى الإدارة إلى تمكين المزارعين وتعزيز دورهم في بناء اقتصاد محلي قوي ومستدام