الحسكة/ محمد حمود – في لحظة تاريخية مشرقة، أطلق القائد عبد الله أوجلان، نداءً عظيماً للسلام من زنزانته في سجن إمرالي، هذا الإعلان، الذي وصفه الباحث حازم محمد، بـ”الرؤية الحكيمة”، التي تمثل نقطة تحول إيجابية تُبشر بتخفيف الاحتقان وإنهاء الصراعات في المنطقة، والشرق الأوسط.
نداء السلام انتصار للإنسانية
حول ذلك، تحدث الباحث السياسي العراقي، حازم محمد، لصحيفتنا: “القائد عبد الله أوجلان لم يكن قائداً سياسياً فحسب، بل مفكراً وفيلسوفاً، رسم طريقاً للكرد، والشعوب المضطهدة لتحقيق كرامتها، ونداء السلام ليس استسلاماً، كما يتحدث عنه البعض، بل انتصاراً للإرادة الإنسانية التي يجسدها، حيث اختار السلام سلاحاً جديداً لتحقيق العدالة”.
وتابع: “هذه الرؤية تعكس، تفكيراً متطوراً يتجاوز حدود الصراع المسلح، إلى بناء مجتمع عادل قائم على التعايش، ومن خلف القضبان، يبقى القائد الملهم لشعبه في توجيه المنطقة نحو مستقبل مشرق”.
وأشاد محمد، بالقائد عبد الله أوجلان، واصفه بـ”الرجل الذي غيّر وجه النضال في الشرق الأوسط”: إن “قرار حل حزب العمال الكردستاني، يُظهر التزامه بالسلام قيمة عليا؛ ما يُعزز استقرار المنطقة، وهو يمتلك رؤية نادرة تجمع الشجاعة والحكمة، فقد أدرك أن الصراعات المسلحة أصبحت عبئاً على الشعوب، وأن السلام هو الطريق لتحقيق الوحدة والتقدم”.
وأضاف: إن “نداء السلام، يُسهم في تخفيف التوترات العرقية، والطائفية، في الشرق الأوسط، حيث يعاني الإقليم من نزاعات طويلة الأمد، والقائد عبد الله أوجلان، يقدم نموذجاً يُحتذى به، حيث يُظهر أن التحول من النضال المسلح إلى الحوار الديمقراطي ممكن ومثمر، وهذا النداء قد يُلهم حركات أخرى لتبني نهج مماثل، وحزب العمال الكردستاني، استجاب لندائه وتحول إلى منارة للسلام”.
وبين: “هذه الخطوة تعزز العلاقات بين تركيا والكرد، وتمتد آثارها إلى دول الجوار مثل العراق وسوريا، فالقائد عبد الله اوجلان، يدرك أن الاستقرار في تركيا، يؤثر على المنطقة بأسرها؛ ما يفتح آفاقاً اقتصادية وسياسية جديدة، ورغم ظروف سجنه القاسية، فهو قادر على توجيه حزبه نحو السلام، واصفه بـ”المناضل الذي لا يُهزم””.
عبد الله أوجلان قائد استثنائي
واستطرد: “الجميع يرى في هذا النداء الأمل، معربين عن أملهم في أن يُترجم هذا النداء إلى سياسات ديمقراطية شاملة، وفي باشور كردستان، أشاد الرئيس نجيرفان بارزاني، وأعرب معظم السياسيين بالخطوة التاريخية للقائد عبد الله أوجلان، واصفاً قراره بـ”الشجاع والمسؤول””.
وأكد: أن “تأييد شخصيات، كالبارزاني، ومظلوم عبدي، القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، يعكس الثقة الكبيرة التي يحظى بها القائد عبد الله أوجلان، وفي سوريا، إن النداء سيُلهم الإدارة الذاتية لتعزيز الحوار مع الأطراف الأخرى”.
ولفت: إلى أن “حكمة القائد عبد الله أوجلان، ستتغلب على العقبات كلها، وتأثيره الروحي سيضمن وحدة الحزب، خلف هذا القرار، كما يدعو الحكومة التركية إلى الاستجابة بإجراءات إيجابية، مثل تعزيز حقوق الكرد، لضمان نجاح العملية، وهو يمتلك القدرة على تحويل التحديات إلى فرص جيدة لتحقيق السلام، وسجنه لم يُضعف عزيمته، بل زادها قوة، ومن هنا لا بد من دعم إقليمي ودولي، لتعزيز فرص نجاح المبادرة، والعالم اليوم ينظر إليه رمزاً للسلام والتغيير”.
واختتم، الباحث حازم محمد: “القائد عبد الله أوجلان، ليس فقط قائداً للشعب الكردي، بل هو قائد إنساني يُلهم شعوب المنطقة بأسرها، نداؤه للسلام يُعيد تشكيل الشرق الأوسط، مُحولاً الصراعات إلى فرص للتعاون، والازدهار، والتقدم، ويؤكد أن حزب العمال الكردستاني، تحت قيادته، سيظل رمزاً للنضال من أجل العدالة، والمساواة، لأنه تبنى نهجاً جديداً ما سيعزز الوحدة والسلام”.
والخلاصة، يُمثل نداء القائد عبد الله أوجلان، بارقة أمل للشرق الأوسط، حيث يُظهر أن السلام ممكن حتى في أصعب الظروف، لأنه يُعلم خفايا المنطقة، ويمتاز بالحكمة والشجاعة، ما يمكنه أن يغير التاريخ، وهذا ما يؤكد عليه محمد: “مبادرة القائد عبد الله أوجلان، ستظل محفورة كإرث عظيم لقائد استثنائي”.