هيئة التربية والتعليم في الرقة تستقبل طلابها وسط أجواء مفعمة بالحيوية والتفاؤل

 روناهي/ الرقة ـ مع بدء تسجيل الطلاب للحصول على شهادة التعليم الأساسي وفق منهاج سلطة دمشق، ازدحمت مكاتب هيئة التربية والتعليم في مقاطعة الرقة بالطلاب الذين توافدوا منذ ساعات الصباح الأولى، محملين بأحلامهم وآمالهم نحو مستقبل تعليمي أكثر إشراقا.

لا شيء يضاهي منظر الطلاب وهم يدخلون المراكز التعليمية بعزم وإصرار، وسط أجواء تعبر عن رغبتهم الحقيقية في تحقيق النجاح، فبعد سنوات من التحديات، أصبح التعليم نافذة نحو مستقبل أكثر استقراراً، وقد تجلى هذا الطموح في وجوه الطلاب الذين كانوا يتبادلون الحديث عن المواد الدراسية والاستعداد للامتحانات المقبلة، متحمسين لبدء مرحلة جديدة في حياتهم.

وعلى الرغم من الظروف المختلفة التي واجهتها العملية التعليمية في السنوات الماضية، يظهر هذا التسجيل الجديد روحا متجددة وإصراراً قوياً لدى الطلاب على الاستمرار في طلب العلم، مما يعكس إرادتهم في بناء مستقبلهم بأيديهم.

يسر وطمأنينة في إجراءات التسجيل

ومنذ اللحظات الأولى لوصول الطلاب إلى مراكز التسجيل، حرص العاملون في الهيئة على توفير أجواء إيجابية وداعمة، حيث استقبلوا كل طالب بابتسامة وترحيب حار، لم يكن التسجيل عملية إدارية فقط، بل كان فرصة لإشعار الطلاب بأهميتهم وتقدير جهودهم، وإعطاءهم دفعة معنوية تساعدهم في بداية هذه المرحلة.

ولم يكتف الموظفون في الهيئة، بإتمام الإجراءات الرسمية فقط، بل حرصوا على تقديم التوجيه اللازم لكل طالب حول كيفية الاستعداد للامتحانات، البعض منهم كان يشرح للطلاب بعض الاستراتيجيات الدراسية، بينما كان آخرون يجيبون عن أسئلتهم المتعلقة بالمناهج والمراكز الامتحانية، ما ساهم في خلق أجواء من الثقة والتفاعل البناء بين الطلاب والإداريين.

تفاصيل التسجيل للطلاب

ـ تاريخ بدء التسجيل: بدأ استقبال طلبات التسجيل يوم 11 حزيران.

ـ آخر موعد للتسجيل هو 16 حزيران.

ـ يتم استقبال الطلاب يومياً من الساعة الثامنة صباحاً حتى الخامسة مساءً.

ـ مكان التسجيل: مراكز هيئة التربية والتعليم في مقاطعة الرقة.

الأوراق المطلوبة للتسجيل

ليتمكن الطالب من التسجيل للامتحانات وفق منهاج الحكومة الانتقالية، عليه تقديم الوثائق التالية:

1ـ بطاقة إثبات الهوية الشخصية أو شهادة الميلاد.

2ـ صورة شخصية حديثة بحجم مناسب لوثائق التسجيل.

إجراءات نقل مركز الامتحان إلى مدينة الطالب

ويمكن للطلاب الذين يرغبون في تأدية امتحاناتهم في مدينتهم بدلاً من المركز المحدد مسبقاً، تقديم بطاقته الامتحانية للتسجيل، وذلك من خلال:

ـ آلية النقل: يتم تقديم الطلب في مكتب هيئة التربية والتعليم، فتتم مراجعة الطلبات وفق عدد المقاعد المتوفرة في المراكز الجديدة.

ـ الموعد النهائي لتقديم طلب النقل: يجب تقديم الطلب خلال فترة التسجيل المحددة من 11 إلى 16 حزيران.

ـ إجراءات الموافقة: تتم الموافقة وفق التنظيم الإداري لضمان توزيع الطلاب بشكل مناسب في المراكز الامتحانية الجديدة.

خلية عمل متكاملة لضمان التنظيم والنجاح

وفي خطوة تهدف إلى تنظيم الامتحانات بأفضل شكل ممكن، تم تشكيل خلية عمل متخصصة شاركت فيها عدة جهات، من بينها: الصحة، والمالية، والداخلية، والتربية والتعليم، الطاقة، واتحاد البلديات، والاتصالات، والإعلام، لضمان توفير بيئة مناسبة للطلاب أثناء الامتحانات.

فكل جهة كان لها دور محدد، حيث ركزت هيئة الصحة على توفير الإجراءات الوقائية داخل المراكز الامتحانية، بينما اهتمت الهيئة المالية بتوفير الدعم اللوجستي والميزانية اللازمة لتنظيم الامتحانات، أما الداخلية، فقد قامت بوضع خطط أمنية لضمان سير الامتحانات دون أي مشكلات، في حين كانت التربية والتعليم تشرف على تحضيرات المراكز والإشراف على تنفيذ الامتحانات.

اجتماع المجلس التنفيذي لضبط آلية العمل

ولم يكن هذا الاستعداد مقتصرا على استقبال الطلاب فحسب، بل حرص المجلس التنفيذي في مقاطعة الرقة على وضع استراتيجية دقيقة لتنظيم العملية الامتحانية، حيث عقد اجتماعا صباح يوم أمس، العاشر من حزيران الجاري، بحضور أعضاء الرئاسة المشتركة للمجلس، إضافةً إلى أعضاء خلية العمل المسؤولة عن تجهيز مراكز الامتحانات للشهادتين الإعدادية والثانوية بفرعيها العلمي والأدبي.

وتمحور الاجتماع حول التأكيد على ضرورة توفير بيئة امتحانية مناسبة، وضمان جاهزية المراكز بكل المستلزمات الضرورية، بدءا من توزيع المقاعد وانتهاء بتأمين التغطية الإعلامية اللازمة لنقل الصورة الحقيقية عن الامتحانات.

التعليم في الرقة.. نحو مستقبل أكثر استقراراً

وتمثل هذه الجهود دفعة كبيرة للعملية التعليمية في مقاطعة الرقة، حيث يعول على هذه الخطوة في خلق بيئة تعليمية أكثر استدامة ودعم الأجيال القادمة. فالتعليم لا يقتصر على الكتب والمناهج فقط، بل هو عملية متكاملة تشمل الدعم النفسي، التنظيم الإداري، والتحفيز المستمر للطلاب كي يحققوا أفضل النتائج.

ومن خلال هذه المبادرات، أصبح واضحا أن مستقبل التعليم في المنطقة يسير نحو الاستقرار، حيث يعد توفير بيئة مناسبة للطلاب أحد أهم الأهداف التي تسعى الهيئة إلى تحقيقها في المرحلة القادمة.

المرحلة ليست مجرد امتحانات، بل هي نقطة تحول تعكس روح الإصرار والطموح لدى الطلاب الذين يخطون بثقة نحو تحقيق أحلامهم التعليمية. وبفضل جهود هيئة التربية والتعليم والمجلس التنفيذي، سيكون لهذا التحرك أثر عميق في تعزيز جودة التعليم وضمان حصول الطلاب على فرص أفضل في المستقبل.