الطبقة /عبد المجيد بدر – تشهد أسواق مدينة الطبقة قُبيل عيد الأضحى المبارك حركة طبيعية من المتسوقين، وسط انخفاض نسبي في أسعار الملابس الولادية، الأحذية، والحلويات مقارنةً بعيد الفطر المنصرم، وعلى الرغم من هذا الانخفاض، يواصل الكثير من الأهالي التسوق وفق أولوياتهم، مع التركيز على مستلزمات الأطفال.
في أسواق الطبقة، يلتقي الجانب الاقتصادي بالروحي، فتبدو صورة العيد متكاملة بين البساطة والتكافل، وبين ما هو مادي ومعنوي، ومع انخفاض محدود في الأسعار، تظل فرحة العيد حاضرة، ولو بوسائل متواضعة، تعكس صمود الأهالي وحرصهم على إحياء المعاني الأصيلة للمناسبة.
في السوق الشعبي، يلاحظ أصحاب المحال أن الإقبال يتركز على شراء قطع محددة للأطفال، يوضح “علي الحمود”، صاحب محل لبيع الألبسة والأحذية الولادية: “أسعار البنطال الولادي صارت بين 35 و60 ألف، والتيشيرت بـ25 إلى 45 ألف، أما الأحذية الولادية فتتراوح بين 60 إلى 85 ألف ليرة سوريّة. الأسعار نزلت شوية عن العيد الماضي، والناس عم تشتري حسب الضرورة، خاصةً للولاد الصغار”.
وتقول “وضحى العلي”، من حي المقاسم: “ما فينا نلبّي كل شي مثل قبل، بس اشترينا اللي نقدر عليه، قطعة جديدة بتفرّح الولد حتى لو كانت بسيطة”.
الحلويات أسعار أخف… وكميات محدودة
شهدت أسعار الحلويات والسكاكر انخفاضاً أيضاً، لكن الإقبال عليها بقي ضمن حدود طبيعية، نوه “أحمد فواز”، بائع سكاكر في السوق المركزي: “كيلو السكاكر بـ22 إلى 28 ألف، والبسكويت بـ35، والراحة بـ30 ألف، الأسعار مقبولة، والناس عم تشتري على قدّ ما معها، بكيلو أو أقل”.
الطقوس الدينية… روح العيد الأعمق
إلى جانب الاستعدادات المادية، يبقى لعيد الأضحى مكانة خاصة في الوجدان الشعبي، بما يحمله من رموزٍ دينية وروحية، بين الشيخ “عدنان عليوي”، أحد رجال الدين في الطبقة: “عيد الأضحى هو عيد الطاعة والرحمة والتضحية، ويتزامن مع موسم الحج، حيث يستحضر المسلمون قصة نبي الله إبراهيم وامتثاله لأمر الله، الأضحية سنة مؤكدة للمستطيع، أما من لا يستطيع، فله أجر النية والرحمة وصلة الرحم”.
وأضاف: “العيد لا يُقاس بما يُنفق، بل بما يُقدَّم من محبة وتواصل. يمكن للناس أن يزرعوا الفرحة بزيارة، بكلمة طيبة، أو حتى بمساعدة بسيطة، هذا هو جوهر العيد”.
واختتم الشيخ “عدنان العليوي” حديثه بدعوة لأهالي الطبقة: “ليكن العيد مناسبة للتسامح والتكافل، ولنفرح بما هو متاح، فالله يحب من عباده القلوب الراضية.”
فرحة ممكنة رغم التحديات
رغم الضغوط الاقتصادية، تبذل العديد من الأسر جهدها لإدخال البهجة إلى بيوتها ضمن الإمكانيات المتوفرة. يقول “سامي الخلف”، شاب من حي المسحر: “الحركة عادية، والناس عم تشتري حسب قدرتها، مو الكل قادر يجهز طقم كامل، بس قطعة واحدة بتعمل فرحة، العيد بالنهاية مش بس مظاهر، هو جو ولمة ومحبة”.