روناهي/ تل حميس ـ شهدت مدينة تل حميس وقراها هذا العام انتشاراً غير مسبوق للحشرات الضارة كالعقارب والأفاعي والعناكب، بسبب الجفاف وارتفاع درجات الحرارة، في حين تواجه بلدية الشعب هذا التحدي باستخدام معدات محدودة وفرق عمل متخصصة، لحماية السكان والتخفيف من هذه الظاهرة المقلقة.
مع حلول فصل الصيف، واجهت مدينة تل حميس وقراها تحدياً بيئياً خطيراً تمثل في الانتشار المبكر والكثيف للعقارب، والأفاعي والعناكب إلى جانب الحشرات الضارة الأخرى، ويعود السبب الرئيسي لهذه الظاهرة إلى الجفاف الذي ضرب المنطقة؛ ما دفع هذه الكائنات إلى الهجرة من مخابئها الطبيعية نحو المناطق السكنية بحثاً عن الغذاء والماء.
انتشار الحشرات الضارة
وأثارت هذه الظاهرة قلق المجتمع المحلي، حيث أصبحت لدغات العقارب والأفاعي خطراً حقيقياً يهدد حياة السكان، وخاصة الأطفال وكبار السن، وبهذا الصدد زارت صحيفتنا “روناهي” بلدية الشعب في مدينة تل حميس، لمعرفة تفاصيل أكثر عن أعمالها وجهودها في مكافحة هذه الظاهرة، والتأكد من الخطوات التي يتم اتخاذها لحماية السكان، حيث التقينا الرئيس المشترك للبلدية “نصر الدين البرهو”: “تعمل البلدية بجدية لمواجهة هذه الظاهرة، رغم محدودية الإمكانات المتاحة، حيث تعتمد على مجموعة من الآليات والأدوات لمكافحة انتشار العقارب والحشرات الضارة، مع التركيز على حماية السكان وتقليل الخطر الذي يهددهم”.
آلية مكافحة الحشرات الضارة
وعن المعدات التي تعتمدها البلدية لمكافحة الحشرات الضارة، قال عضو لجنة البيئة والحدائق زياد النجرس: “تعتمد بلدية الشعب في تل حميس على معدات لمكافحة الحشرات الضارة، كـ (جهاز يعمل بمحرك لنشر المبيدات بشكل ضبابي)، حيث يتم استخدام هذا الجهاز بواسطة سيارة أو جرار، وهو مصمم لتغطية مساحات واسعة بسرعة وكفاءة، كما يُستخدم بشكل خاص في المناطق التي تشهد انتشارًا كثيفًا للحشرات، مثل الحقول المفتوحة أو القرى المتضررة بشكل كبير”.
وتابع: “بالإضافة للمرشات اليدوية، حيث تمتلك البلدية ثلاثة مرشات يدوية، تُستخدم لرش المبيدات في المناطق التي يصعب وصول الجهاز الضبابي إليها، كما تستخدم هذه المرشات بشكل رئيسي في الأحياء السكنية، حيث تحتاج العملية إلى دقة أكبر وتغطية نقاط محددة”.
ويتألف فريق العمل المكلف برش المبيدات من أربعة أشخاص، يتمتعون بخبرة كافية للتعامل مع هذه العمليات، حيث يقوم هذا الفريق بتنفيذ مهامه وفق خطة عمل منظمة، تشمل “تحديد المناطق الأكثر تضرراً، استخدام المعدات المناسبة لكل منطقة، تقديم الإرشادات للسكان حول كيفية التعامل مع الحشرات الضارة والوقاية منها”.
كيفية التعامل في الحالات الطارئة
كما أفادنا “النجرس”، وفي الحالات المستعجلة، عندما لا يتمكن فريق العمل من تغطية جميع المناطق بسبب زيادة الطلب على عمليات الرش، تعتمد البلدية على خطة بديلة لتلبية احتياجات السكان، حيث يتم تزويد الشخص الذي يعاني من انتشار الحشرات بالمبيد المناسب، ويتلقى الشخص ذاته إرشادات دقيقة حول كيفية استخدام المبيد بأمان داخل منزله أو في محيطه، مضيفاً: “ويهدف هذا الإجراء إلى معالجة المشكلة بشكل فوري، خاصةً، في المناطق البعيدة أو التي يصعب وصول الفريق إليها”.
الصعوبات التي تواجه البلدية
وعن التحديات التي تواجه البلدية، أضاف النجرس: “رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها بلدية الشعب في تل حميس، لا تزال هناك تحديات كبيرة تعيق عمليات المكافحة، أبرزها:
ـ قلة المعدات والموارد، حيث تعتمد البلدية على عدد محدود من المعدات، مما يجعل من الصعب تغطية جميع المناطق المتضررة.
ـ اتساع الرقعة الجغرافية، حيث تضم مدينة تل حميس العديد من القرى والمناطق الريفية، مما يزيد من صعوبة توصيل الخدمات بشكل كامل.
ـ الزيادة المستمرة في أعداد الحشرات، فمع استمرار الجفاف وارتفاع درجات الحرارة، تتزايد أعداد العقارب والحشرات عامًا بعد عام.
ـ التوعية المجتمعية المحدودة، حيث يحتاج السكان إلى مزيد من التوعية حول كيفية التعامل مع هذه الظاهرة والوقاية منها.
الحلول المقترحة
ولمواجهة التحديات، دعت بلدية الشعب في تل حميس إلى تعزيز التعاون بين الجهات المعنية والسكان المحليين.
وأكدت، على أهمية زيادة الدعم للمعدات والموارد، توفير معدات إضافية مثل المرشات الضبابية واليدوية لتغطية المناطق المتضررة بشكل أسرع، إطلاق حملات توعية شاملة، تعريف السكان بخطورة الحشرات، وتعزيز دور المجتمع المحلي.
وفي الختام، أكد الرئيس المشترك لبلدية مدينة تل حميس “نصر الدين البرهو”، على أن انتشار العقارب والحشرات الضارة في مدينة تل حميس وقراها يشكل تحدياً بيئياً واجتماعياً كبيراً، يتطلب تضافر الجهود بين البلدية والمجتمع، مشيراً، إلى أنه رغم محدودية الإمكانات، تبذل بلدية الشعب جهوداً ملموسة لحماية السكان والتخفيف من آثار هذه الظاهرة، من خلال استخدام المعدات المتاحة
وتنظيم فرق العمل المنظمة.